الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حسن الخلق... ضرورة شرعية واجتماعية

الأمثلة مِن سير سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- في حسن الخلق لا تُحصى كثرة

حسن الخلق... ضرورة شرعية واجتماعية
جابر عبد الوهاب
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٨ - ١٨:٠٣ م
774

حسن الخلق... ضرورة شرعية واجتماعية

كتبه/ جابر عبد الوهاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فحسن الخلق يشغل منزلة عظيمة في دين الله -تعالى-؛ فإن مكارم الأخلاق تعشقها القلوب، وتهفو إليها النفوس، فهي صفات مِن صفات الأنبياء والصديقين والصالحين؛ ولذلك مدح الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفة الكريمة، وهذا النعت العظيم، فقال -تبارك وتعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).

وانظر إلى نسائه -صلى الله عليه وسلم- وهن يصفن خُلقه؛ قالت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-   واصفة إياه بأصول مكارم الأخلاق عندما أخبرها بنزول الوحي عليه، وهو يقول: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي)، فقالت: "كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" (متفق عليه).

- وانظر إلى وصف أمِّنا عائشة -رضي الله عنها- لما سئلتْ عن أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- قالت: (كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ) (رواه مسلم وأحمد واللفظ له).

وقد وُصف أبو بكر -رضي الله عنه- بمثل ما وُصف به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالتْ: "خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ الحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ، وَهُوَ سَيِّدُ القَارَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ، فَأَعْبُدَ رَبِّي، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَجُ، فَإِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلاَدِكَ، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَآمَنُوا أَبَا بَكْرٍ" (رواه البخاري).

والأمثلة مِن سير سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- في حسن الخلق لا تُحصى كثرة.

نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com