الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسالة إلى العاملين في المؤسسات الخيرية

على المسلم الذي تشرف بالانتماء إلى هذه القافلة المباركة سواء كان متطوعًا أم موظفًا، أن يجدد نيته لله -تبارك وتعالى-

رسالة إلى العاملين في المؤسسات الخيرية
وائل رمضان
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٨ - ١٧:٠٠ م
976

رسالة إلى العاملين في المؤسسات الخيرية

كتبه/ وائل رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالعمل الخيري في الإسلام مِن أهم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله -تعالى-، وتنطلق هذه الأهمية مِن قيمة هذا العمل، والفائدة المترتبة عليه، فالعمل الخيري في ذاته واحد مِن أهم ثمار الإيمان، فضلاً عن أنه يضمن للمسلم تحقيق سُبل النجاح في الدنيا والآخرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ) (متفق عليه).

وعنه أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (متفق عليه).

لذلك على المسلم الذي تشرف بالانتماء إلى هذه القافلة المباركة سواء كان متطوعًا أم موظفًا، أن يجدد نيته لله -تبارك وتعالى-؛ فتكون تلك الساعات التي يقضيها في هذا العمل، في ميزان حسناته يوم القيامة، وحتى تكون دافعًا له للبذل والعطاء، وليعلم أن هذا الميدان، يحتاج إلى رجالٍ مِن نوعٍ خاص.

وأن لهؤلاء الرجال صفات خاصة:

- فهم مخلصون، يدركون أن الله سائلهم عن كل صغيرة وكبيرة؛ لذلك يربطون جميع حركاتهم وسكناتهم برضا الله -تعالى-.

- أصحاب رسالة، تنسجم جميع تصرفاتهم وسلوكياتهم مع منهج ورسالة المؤسسة التي ينتمون إليها.

- أصحاب خُلُق حسن، يبذلون المعروف للجميع، ولا سيما أصحاب الحاجات والضعفاء، فـ(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

- مسالمون، لا يضمرون عداوة لأحدٍ، ولا يقابلون الإساءة بالإساءة، وإنما يقابلون الإساءة بالإحسان دومًا.

- متعاونون، يبحثون دائمًا عن طرق التعاون والمشاركة ويُطوِّرون مع زملائهم وإخوانهم مشاريع العمل المشترك.

- مضحون، مستعدون دائمًا للتضحية بسعادتهم، في سبيل إسعاد الآخرين دون أن ينتظروا مِن أحدٍ جزاءً ولا شكورًا.

- إيجابيون، مفعمون بالنشاط والأمل واليقظة، لا يفتر عزمهم، ولا تقل همتهم ولا يصيبهم اليأس والإحباط، مهما كانت المعوقات والعقبات.

- مبدعون، يبحثون دائمًا عن طرقٍ لحل المشكلات والأزمات.

- جادون، في عملهم، مثابرون يؤثرون العمل الدؤوب على الثرثرة وكثرة الكلام.

- مخلصون، يؤدون المهام الموكلة إليهم في صمتٍ مِن غير مَنٍّ منهم ولا إعجاب.

- سليمو القلب، لا يحسدون أحدًا، ولا يعرف الحقد والكراهية والأنانية، إلى قلوبهم سبيلاً.

- متجردون، لا يعرفون كلمة "أنا فعلتُ"، "أنا أنجزتُ"، "أنا نجحتُ"، وإنما شعارهم: "نحن فعلنا"، "نحن أنجزنا"، "نجحنا جميعًا".

- قادرون على تحمل المسؤولية الكاملة لقراراتهم، ويتحملون نتائج أفعالهم حتى لو كانت سيئة.

- يحترمون الآخرين ويتقبلون آراءهم بصدرٍ رحب، ويستخدمون العبارات الإيجابية أثناء حديثهم معهم.

- أصحاب رؤية وأهداف واضحة، قادرون على التخطيط، وبذل قصارى جهدهم لتحقيق تلك الأهداف.

- اجتماعيون بطبعهم، يتعاملون مع مَن حولهم، ويتكيفون معهم، ويخالطونهم ويتأثرون بهم، ويؤثرون فيهم.

وأخيرًا: فرجال الخير يفرحون بكل إنجاز يحققه الآخرون، ويعدون نجاحات الآخرين نجاحًا لهم، فهم يبذلون قصارى جهدهم دومًا لنفع المسلمين وخدمتهم وإسعادهم، ولا يهمهم على يد مَن تحقق هذا الخير.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة