السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أبناؤنا في خطر!

إن أعظم شكر لهذه النعمة العظيمة يكون بتربية الأبناء تربية صحيحة

أبناؤنا في خطر!
علاء رمضان
الاثنين ٠٧ يناير ٢٠١٩ - ١٣:٤٦ م
946

أبناؤنا في خطر!

كتبه/ علاء رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يا صاحب الأبناء... هل تساءلتَ يومًا: ماذا لو لم يرزقك الله بالأولاد؟

كيف سيكون حالك الآن؟

لا شك أنك لن تترك سببًا ممكنًا إلا وستأخذ به، ولن تتوانى في نفقةٍ أو جهدٍ يمكن أن يكون سببًا في أن يرزقك الله بالذرية يومًا ما.

فإذا كنت الآن ممن وهبهم الله -تعالى- الأولاد؛ فهلا استشعرت عظم المنة التي امتن الله بها عليك؟ وهل استقبلت هذه النعمة الكبرى كما ينبغي؟ هل تذكرت أن النعم -ومن أعظمها نعمة الأبناء- تحفظ -بل وتزداد- بالشكر؟ قال -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7).

يكفي في تصور عظم هذه النعمة أن تعلم أن اجتهادك في إصلاح أبنائك يجعل كل أعمالهم الصالحة في ميزان حسناتك، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، ثم بعد مفارقتك لهذه الدنيا يبقى هذا الأثر العظيم: (وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) (رواه مسلم).

إن أعظم شكر لهذه النعمة العظيمة يكون بتربية الأبناء تربية صحيحة، وتوجيههم وجهة صالحة فتقدم للأمة لبنات صالحة تنفعها ويرتفع بها شأنها.

ولا يشك عاقل أننا نعيش في زمنٍ انتشرت فيه الفواحش وتيسرت سبلها، وأطلت الفتن بأنواعها علينا وعلى أبنائنا مِن كل حدب وصوب، ويسعى أعداء الأمة في تدمير أبنائنا ومسخ هويتهم.

ومع ذلك لا يجوز لك التحجج بضغط الواقع أو فساد الزمان أو المجتمع، فكل ذلك لن يعفيك من المسؤولية أمام أبنائك في الدنيا ثم بين يدي الله تعالى يوم القيامة، طالما لم تقم بواجبك الذي أمرك به ربك، كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)، وكما بيَّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (كلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه).

ومِن منطلق هذه المسؤولية العظيمة كان لزامًا علينا جميعًا، وعلى كل المصلحين أن نأخذ بكل الأسباب الممكنة لتخطي الصعاب ومواجهة الفتن، والنجاة بسفينة الأسرة والأبناء مِن هذه الخطوب.

ولا يمكننا في هذه العجالة أن نتكلم تفصيليًّا عن هذه الأسباب والخطوات، لكنها صيحة نذير يخاف على نفسه وأبنائه وأمته، ولكننا يمكننا أن نؤكِّد أن أعظم الأسباب الاستعانة بالله -عز وجل-، وكثرة الدعاء والتقوي، قال -تعالى-: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) (النساء:9)، والعمل بالتوجيهات القرآنية والنبوية العظيمة، والإفادة مِن سير الأنبياء والصالحين، وما كتبه المصلحون والمتخصصون "خصوصًا ما كان منه عمليًّا وملائمًا لمجتمعاتنا ومشاكلها"، وما أكثر ذلك لمَن أراد.

ولابد أن نعلم جميعًا هذا الأصل العظيم، وهو: أن الاجتهاد في التربية ثمرته عظيمه في الغالب الأعم طالما كان الأصل طيبًا، وأُخذ بالأسباب الممكنة: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (ا?عراف:58).

وأن النادر رغم وقوعه لا يُقاس عليه؛ فضلًا عن التحجج به؛ فما عليك إلا أن تتوكل على الله -تعالى-، وتبذل وسعك وتأخذ بالأسباب الممكنة، والله وحده الهادي إلى سواء السبيل، (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة