الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أمانينا لمصرنا... !

ولا نفقد الأمل حتى في خصومنا السياسيين؛ فربما نحن الذين تركناهم لمناهج وبرامج موجهة على حين غفلةٍ منا

أمانينا لمصرنا... !
مصعب أمين
الاثنين ٠٧ يناير ٢٠١٩ - ١٨:٥١ م
896

أمانينا لمصرنا... !

كتبه/ مصعب أمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد عقدت أمانة الإسكندرية في حزب النور مؤتمرًا بعنوان: "أمانينا لمصرنا... إنجازات وتحديات"، وبمناسبة هذا المؤتمر أتوجه بهذه الكلمات للشباب عامة ولشباب حزب النور خاصة:

مؤتمرنا الذي يعقد تحت عنوان: "أمانينا لمصرنا... إنجازات وتحديات"، لم يأتِ تفاخرًا أو تكاثرًا؛ فلسنا اليوم في موقفٍ للتفاخر أو التكاثر، وإنما هو حرص منا على أن تظلوا شركاء العمل في جميع مراحله حتى نهايته كما كنتم في البداية.

أيها الشباب... !

أيها الجيل القادم في حزب النور... !

في مثل هذا الشهر واليوم منذ 8 سنوات، ربما كان ضربًا مِن الجنون أو الخيال، أن يقص عليك أحدهم حلمًا، بحزب سيصبح له مقرات ومؤتمرات، وجماهير وإعلام ونواب، ولكن كان لمَن بيده الملك تدبير لكم؛ فوُلد "النور" حزبًا شعبيًّا.

هذه الذكرى أسوقها لكم بتفاؤلٍ حذرٍ، ولكنها للأصوات التي تأتي مِن ناحية مجالس الشباب، بسوء الأوضاع الحالية، كأني بهم منتظرين ظروفًا أفضل لإطلاق قدراتهم -وأنا في ذلك محسن الظن بهم-، بينما الأمر لدى حملة المناهج الإصلاحية هو على عكس ذلك.

إن علينا ألا نتوهم أن الظروف ستكون مواتية لنا دائمًا، بل ينبغي أن نعمل على اعتبار أن ظروفنا الحاضرة رغم صعوبتها، هي أفضل ما يمكن إتاحته، -والأمر كذلك فعلًا-؛ فلنستفرغ وسعنا في مواصلة الإنجازات ومواجهة التحديات.

على مدار هذه السنوات مِن عمر الحزب، جاءتْ قرارات قياداته حرة، وبأيادٍ غير مرتعشة، وكانت مواقف الشباب والمرأة فيه ودعمهم تؤكِّد للقاصي والداني أن أعضاء هذا الحزب لديهم رغبة لإحداث تنمية لهذا البلد كلما أتيحت لهم الفرصة.

وتحملًا لمسؤوليتنا كشبابٍ نحو استمرار هذه التجربة الفريدة والوحيدة، وبينما نحن اليوم نعدد معًا بعضًا مِن إنجازاتنا؛ يجب علينا بشيءٍ مِن التوازن أيضًا، ألا نغفل أن أزمات المجتمع مِن حولنا لا زالت تنتظر منا الكثير.

وكحزب سياسي، بدون العمل مع المجتمع، والانخراط فيه، لن نتمكن مِن فهم طبيعته وتكوينه، ولا أن ندرك مواطن الثروة والأزمة فيه، فضلًا عن كسب ثقته ودعمه لرؤيتنا الإصلاحية لنظم الحياة، وستكون مهمتنا كشبابٍ إذًا أصعب مستقبلًا.

يا شباب النور ورجاله!

مِن بين سائر الأحزاب يأتي حزب النور بميزة؛ جعلت لكل عضو فيه دورًا؛ مهما كانت مكانته أو دراسته، أو مهنته، أو خبرته، وبإمكانه أن يبدأ وينشئ مشروع النور، في أي مكان، وتحت أي ظرف؛ لأن مشروعكم الذي ينبغي أن نتذاكره جيدًا، لا يشترط أن ينتظر أصحابه الزمن الذي يحصدون فيه أغلبية برلمانية، أو يشكِّلون حكومة، أو يتقلدون منصبًا؛ وذلك لأنه مشروع يتجه إلى الإنسان نفسه في الأساس؛ لإصلاح أوضاعه، والإحسان إليه.

هذا الإنسان الذي تقابله وتعامله في الشارع، والمواصلات، والعمل، والدراسة، والمؤسسات؛ الإنسان الذي جعلت الظروف الاجتماعية والاقتصادية اليوم، مِن أيسر كلمة أو أبسط خدمة تقدمها له؛ إنجازًا وسبقًا لحزبكم! ولا أظن أننا -كشبابٍ ورجالٍ ونساءٍ-، عاجزون عن شيء من نحو ذلك.

ولنا أمل أيها الشباب؛ هذا الأمل أكَّدته لي تجاربي السياسية كثيرًا حتى الآن، ومِن أن الرؤية التي تحملونها وتدعون الناس إليها، هي متوافقة في الأصل مع فطرتهم، لكنها مسالة وقت ليس أكثر؛ وقت تصححون فيه صورة، أو تكررون فيه نصيحة.

ولا نفقد الأمل حتى في خصومنا السياسيين؛ فربما نحن الذين تركناهم لمناهج وبرامج موجهة على حين غفلةٍ منا.

إن المؤسسات التي لا تعمل لنفسها ما يبنيها ويحميها، يعمل لها غيرها عكس ذلك، وفي ظل هذه التحديات التي تواجه مؤسستكم، لا يمكن لنا كشبابٍ أن نكتسب الخبرات ولا القدرات التي تمكننا من مواجهتها، إلا بتواجدنا وتفاعلنا داخل أركان مؤسستنا.

التحديات نفسها تحتم علينا أن نتحرك إلى ما هو أقرب من الرحلة إلى مثل هذه المؤتمرات؛ أعني إلى مقرات الحزب وأنشطته، وبينما تُفتح عليكم حروبٌ مستعرة مِن وقتٍ لآخر، تفتحون أنتم قنوات اتصالكم مع الجماهير في خدمتهم وقضاء حوائجهم، فتعيدون -أو تزيدون- تواجدكم مرة تلو مرة في حياة الناس، ولا يضركم إن ضعف نصيبكم مِن الإعلام؛ طالما قد قوي رصيدكم مِن المجتمع.

إننا في الحقيقة نخشى أن تضيع علينا أو على المجتمع هذه الفترة، ولا يكون لشباب النور دور فيها.

شباب النور!

إنكم أحق الشباب بالأخذ بقوة في ميادين الحياة؛ لأن لكم مِن ثقافتكم في ذلك احتسابًا وأجرًا.

وأربأ بشبابنا أن يستسلموا مبكرًا في صراعات الحياة ولطبيعتها، أو أن ينقطعوا عن قيادتنا وقدوتنا.

وترون بأنفسكم مِن وقتٍ لآخر أصحاب مشروع نشر الرذيلة في المجتمع لا ينسحبون أبدًا، وأنتم كذلك إلى يوم الدين، لا ينبغي أن ينسحب مشروعكم في نشر الفضيلة، وإصلاح نظم الحياة.

ونيابة عنكم أتحدث الآن مع قياداتنا بصوت مرتفع؛ بأن هذه المؤتمرات قائلة لنا: إن داخل كل شاب مشروع عضو فاعل بهذا الحزب، لكنه كالبذرة التي بداخلها شجرة، لا تخرج إلا حين تجد مَن يأخذها، ويزرعها في الأرض المناسبة؛ إنه ورغم كل هذه الإنجازات، إلا أنه سيكون لحزبنا شأن مجتمعي آخر، إذا أخذ الشباب دورهم فيه بقوة وأمانة، وعلينا حينئذٍ صناعة البيئة التي تساعد على تنمية قدرات الشباب، وانخراطهم فيه.

إنكم شباب النور مرشحون -وبقوة- للوصول إلى وجهتكم، لكن لا سفر بدون حركة على الطريق، والرحلة أقصر من أن نضيعها في لهوٍ ولومٍ.

حضور مؤتمرنا وضيوفه... !

إن شعلة النور التي تحملونها، لا تكف الأفواه عن محاولات إطفائها، وهي في هذه المرحلة في أمس الحاجة إلى أن تلتف أيادينا حولها، ونرفعها أعلى من ذلك.

ووصيتي الأخيرة إليكم: بالبنيان مرصوصًا، وبهذه الرؤية: وعيًا وسعيًا؛ فهذا هو حق ماضي هذه الرؤية علينا.

أما حق الحاضر فهو: أن نتصل بقياداتنا؛ لأنهم هم حملة خصائص بنياننا ورؤيتنا، ونحن -بإذن الله- ورثتهم.

وأما حق المستقبل: فأن يسعى كلٌّ منا في مكانه ومجاله لامتلاك أدواته مبكرًا، والأخذ بقوة في ميادين الحياة إصلاحًا ونورًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة