الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الفساد (30) الحركة النسوية في أوروبا والمنظمات النسوية في مصر (3-5)

وقد عملت هذه المنظمات بكفاءة عالية في العقدين الأخيرين، خاصة مع تزايد دعم المؤسسات الدولية لها

الفساد (30) الحركة النسوية في أوروبا والمنظمات النسوية في مصر (3-5)
علاء بكر
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٠:٢٨ ص
757

الفساد (30) الحركة النسوية في أوروبا والمنظمات النسوية في مصر (3-5)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

فتعد منظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية التي تتفاعل مع أطروحات الحركة النسوية في أوروبا أهم آليات الحركة النسوية في أوروبا للتوغل داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وقد قامت هذه المنظمات بأدوارها وفق منهجية نفذتها ناشطات مِن الحركة النسوية طبقًا لمقررات المؤتمرات الدولية، خاصة مؤتمر القاهرة العالمي للسكان عام 1994م، ومؤتمر بكين للسكان عام 1995 م، والمؤتمرات المتابعة لتنفيذ هذه القرارات والتوصيات، مع تقديم التمويل الأجنبي اللازم لاستمرارية هذه الجهود وتوسعها.

وجاءت بدايات المنظمات النسوية في المجتمعات العربية من خلال ناشطات اعتنقن المذهب النسوي أيديولوجيًّا، من أشهرهن في مصر: (د. نوال السعداوي)، إلى جانب أنشطة نسوية كانت تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية على استحياء نتيجة تعارضها مع ثقافة المجتمع المصري وقيمه، لكن بعد مؤتمر القاهرة للسكان أخذت المنظمات في الانتشار بصورة ملموسة وملفتة، أكثرها غير مسجل رسميًّا؛ تجنبًا للمراقبة والمساءلة حول التمويل الأجنبي الذي يتم غالبًا بعيدًا عن أعين الحكومة، خاصة بعد أن أُسند لهذه المنظمات النسوية غير الحكومية مهام تنفيذ ومتابعة تطبيق مقررات مؤتمرات المرأة الدولية.

وقد عملت هذه المنظمات بكفاءة عالية في العقدين الأخيرين، خاصة مع تزايد دعم المؤسسات الدولية لها، حيث تعد تلك المنظمات تقارير عن الجهود التي تقدمها، وتقوم برصد التغييرات التي تحدث في المجتمع تمشيًا مع سياسة الحركة النسوية، وترفع ذلك دوريًّا إلى لجنة المرأة بالأمم المتحدة الداعمة لتنفيذ مقررات مؤتمر بكين.

نهج المنظمات النسوية:

تقسم ناشطات الحركة النسوية المجتمع إلى مناطق، حيث يخصص لكل منطقة نشاط إحدى المنظمات التي أمكن استمالتها لنشر الفكر النسوي، مع تقسيم نساء المجتمع إلى شرائح، لكل شريحة منها برامج للعمل توافق ثقافتها وطبيعتها، حتى يسهل صياغة عقولها وفق الأجندة النسوية.

ولما كان العديد من الجمعيات غير الحكومية التي تقوم بأنشطة متعددة تقليدية تفتقر إلى التطوع فيها أو تمويلها؛ لذا تعمل الحركة النسوية على إحداث تغيير في أنشطتها وتحويل خطابها إلى الفكر النسوي، ويتم ذلك غالبًا عن طريق توفير الدعم المالي للجمعية، أو لبعض عامليها، أو اختيار شخصية من أعضاء الجمعية أو من أبناء المنطقة التي بها الجمعية يتم تدريبه وتجنيده لممارسة ما يكلف به من مهام، مع توفير الحوافز الإيجابية لاستمرار ولاءه، ومِن هنا تتحرك الجمعية داخل المجتمع ليتم توجيهه مِن قِبَل قلة مسيطرة تعمل وفق أجندات غربية.

ومن اتحاد هذه الجمعيات: تتكون شبكة عمل لتحقيق برنامج فعَّال يمثِّل ضغطًا على الحكومة والجهات الرسمية مِن خلال تقديم مطالب في ظاهرها أنها مطلب نابعة داخليًّا من المجتمع، وفي حقيقتها أنها مطالب خارجية تقدم بصورة غير مباشرة، ويقوي ذلك استقطاب قادة للرأي وشخصيات مشهورة لإظهار التضامن مع هذه الأجندة النسوية، وبالتالي: استثمار هذا التضامن لاستمالة الجماهير للأفكار النسوية في خفة ونعومة (راجع في ذلك فصل: "المجتمع المصري بين الحركة النسوية والمنظمات غير الحكومية"، للهيثم زعفران من كتاب: (الحركة النسوية) - كتاب البيان - ط. أولى 1427 هـ - 2006 م، ص 62 - 65).

ولتيسير التمويل الخفي بعيدًا عن رقابة الحكومة يقوم البعض بإنشاء شركات (غير هادفة للربح) من خلال الشهر العقاري، وبالتالي يمكن وضع أي أموال خارجية مباشرة في الحساب البنكي لصاحب هذه الشركة دون أي رقابة حكومية، وهذا هو أحد الأبواب -إلى جانب أبواب أخرى- للثراء المفاجئ لناشطات ولناشطين في مجال العمل النسوي داخل مصر وخارجها، وما يتضمنه ذلك ويتبعه من فساد مالي وتجاوزات يغض المانح الأجنبي الطرف عنها؛ لأنه يتوصل من ورائها إلى نتائج مطلوبة بدون خسائر بشرية أو دبلوماسية (راجع المصدر السابق، ص 67 - 68).

دبلوماسية المؤتمرات والندوات:

تُعقد المنظمات النسوية مؤتمرات تتميز بضخامة التجهيز والإعداد وكثرة الحاضرين، وتلقى دعمًا كبيرًا مِن المنظمات الغربية التي تسعى لاختراق المجتمع من خلال المرأة، وعادة يشارك في دعمها رجال أعمال ومسئولون حكوميون؛ لتكون معبرًا لدائرة صنع القرار التي مِن شأنها اتخاذ خطوات إيجابية لتنفيذ ما تسفر عنه هذه المؤتمرات من قرارات وتوصيات.

ومن أشهر أمثلة ذلك: ما حدث مع اتفاقية (السيداو) عام 1981م والمعروفة باتفاقية: (القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة)، والتي نصت على اتخاذ الدول لتدابير تمنح المرأة المساواة مع الرجل في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية، ومنها: إلزام الدولة بتحديد سن أدنى للزواج، ومنح المرأة حق عقد الزواج وفسخه، وحرية المرأة في اتخاذ القرار بشأن إنجاب الأطفال، ومنحها حق الوصاية والولاية والتبني، ومنح المرأة الحق في منح جنسيتها لأطفالها من زوجها الأجنبي، وقد وقَّعت مصر على هذه الاتفاقية، لكنها تحفظت على بنودٍ منها على اعتبار أن للشريعة الإسلامية أحكامها الخاصة في ذلك، وأبدت الاستعداد لتطبيق ما لا يتعارض مع الشريعة.

وبعد انعقاد مؤتمر القاهرة للسكان 1994م ثم مؤتمر بكين للسكان 1995 م -والذي استمر التحضير العربي له مدة عام، وشارك في التحضير له نحو 100 جمعية أهلية من مصر وحدها-، وبعد المشاركة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة (بكين +5) في يونيو 2000م، وكذلك مؤتمر (بكين + 10) في (فبراير- مارس) في 2005 م، وبعد إقامة أربعة مؤتمرات للمجلس القومي للطفولة والأمومة، والعشرات من المؤتمرات التي عقدتها الجمعيات النسوية في مصر تغير الوضع كثيرًا تجاه اتفاقية السيداو، حيث نفذت مصر تدريجيًّا ما تحفظت عليه من بنود، بل أصدرت ما يقرب من عشرة تشريعات أخرى كانت أشبه بأمنيات وأحلام تتطلع إليها المنظمات الدولية؛ هذا فضلًا عما قامت به هذه المؤتمرات من الربط بين الناشطات النسويات المحليات والناشطات العالميات، وبالتالي تبني الناشطات المحليات لأفكار نسوية غربية جديدة تختلف بصورة كبيرة عن الأفكار القديمة التي طُرحت من قبل حول تحرير المرأة وتوابعها؛ مما جعل الأمين العام للمجلس القومي للمرأة (فرخندة حسن) تعلِّق على ذلك بقولها: "إن المجتمع الدولي ينظر الآن إلى الحركة النسائية المصرية باعتبارها تجربة فريدة ونموذجًا ناجحًا يجب الأخذ والاقتداء به!".

ولا تقل الندوات التي تعقدها المنظمات النسوية في الأهمية عن المؤتمرات، فمتابعة الباحث لمقترحات الندوات وتوصياتها يجعله أكثر وعيًا وإدراكًا لخطورة دور هذه الندوات، فهي تشير إلى اتجاه الدفة النسوية في مصر، كما توضِّح لنا مدى نجاح المنظمات النسوية في تحقيق أهدافها باستخدام دبلوماسية المؤتمرات والندوات (راجع المصدر السابق، ص 97- 99).

فائدة: نظَّمت الأمم المتحدة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة في سبتمبر 1994م، وقد أسفر عن برنامج عمل يعد وثيقة توجيهية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وقد شهد المؤتمر حضور 2000 ممثل لحكومات ولوكالات تابعة للأمم المتحدة، ولمنظمات غير حكومية، إضافة إلى وسائل الإعلام العالمية، وقد شارك في المؤتمر: الرئيس الأمريكي (كلينتون) في المؤتمر مما عرضه لنقدٍ كبيرٍ.

ومِن أمثلة المقترحات والمطالب التي تمت الاستجابة لها -أو التمهيد للاستجابة لها- بعد مؤتمري القاهرة وبكين:

"تحديد سن أدنى للزواج - تيسير نظام الخلع بما يفتح الباب للتوسع فيه - جعل سلطة منع المرأة من السفر أو استخراج جواز السفر لها للقاضي لا للزوج - المطالبة بحق المرأة في السفر والتنقل؛ أي: رفع قيد موافقة الزوج أو شرط المرافقة أو اصطحاب محرم - منح جنسية الأم المصرية لأطفالها من زوجها الأجنبي - العمل على التمكين الاقتصادي للمرأة - حث البنوك على إنشاء إدارات للائتمان متخصصة في إقراض المشروعات الصغيرة للمرأة لتمكينها اقتصاديًّا - التمكين السياسي للمرأة في مصر - الأخذ بالتمثيل العددي للمرأة في الوزارات وحركة المحافظين وفي كافة المنظمات الحكومية - تشجيع الفتيات في مقتبل العمر على ممارسة العمل السياسي والمشاركة العامة - فتح الباب أمام تولي المرأة لمنصب القضاء - الأخذ بنظام كوتة للمرأة في مقاعد مجلس الشعب والمجالس المحلية - تعبئة النساء وحثهم على ممارسة أدوار مؤثرة في الانتخابات سواء بالترشح فيها أو التصويت - إدماج المرأة في جميع أنشطة المجتمع خاصة المشاركة السياسية - توسيع قاعدة مشاركة المرأة في المؤتمرات والندوات الدولية - إعادة النظر في كل القوانين التي لا تسوي بين المرأة والرجل - مراجعة وتعديل التشريعات التي تتضمن تمييزًا ضد المرأة - دعوة المنظمات الأجنبية والدول المانحة للإسهام في دعم تحقيق أهداف الحركة النسوية وتخصيص المنظمات النسوية بالدعم المادي والفني - تشجيع كل إبداع يتناول رموز المرأة المصرية الحديثة، والترويج لهن في وسائل الإعلام المختلفة - الضغط لرفع أي تحفظات سابقة في مواجهة اتفاقية السيداو - الضغط على الحكومة لدفعها إلى زيادة الاهتمام بقضايا المرأة - المطالبة بتقييد حق الرجل في تعدد الزوجات - جعل الطلاق أمام القاضي أو جعله بيد القاضي لا بيد الزوج - إعادة النظر في أحكام المواريث - المطالبة باعتبار ما يتم امتلاكه أثناء الزواج ملكًا مشتركًا بين الزوجين - شن الحملات ضد العادات والتقاليد والموروثات التي تعد في نظر الحركة النسوية مجحفة للمرأة - إدراج الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة وقضاياها في المناهج التعليمية".

إن هذه المطالب والاقتراحات ما نُفذ منها وما لم ينفذ بعد، والتي قد يرضى بها ناشطو المنظمات النسوية في مصر في الفترة الحالية؛ إنما هي نسخة مخففة من الحركة النسوية الغربية صِيغت في قالبٍ يمكن البدء به في الترويج لما تطمح إليه الحركة النسوية العالمية، وهو قالب يحتفظ بالمفاهيم الأصلية للحركة النسوية التي تكمن في الحرب العنصرية ضد الرجل، والابتعاد بالمرأة عن التوجهات الدينية (الإسلامية).

تمكين المرأة اقتصاديًّا وسياسيًّا:

طُرح مفهوم التمكين في ستينيات القرن العشرين على أن المراد به: إتاحة فرص متساوية للجميع داخل المجتمع، ثم أخذ يتطور تبعًا لتوظيفه في العديد من المجالات.

وقد اكتسب هذا المفهوم أهمية متزايدة منذ مطلع التسعينيات؛ لارتباطه بالعديد من المفاهيم الأخرى، فهو يرتبط بالسياسة التي ترتبط بالقوة، ويرتبط بمواجهة قضايا الفقر التي يتعرض لها بعض فئات المجتمع، كما يربط بين التمكين وبين مفهوم التضامن الاجتماعي، فالتضامن الاجتماعي ركيزة من الركائز الأساسية لتحقيق التمكين، من خلال تحفيز السياق الاجتماعي للأفراد المراد تمكينهم، فالتضامن الاجتماعي ليس هو التمكين، ولكن تبقى سياسات التضامن الاجتماعي خطوة أولية لتحقيق التمكين، وكل من التضامن والتمكين مبني على إجراءات تتم في سياسات التضامن من خلال تغيير منظم يتم تفعيله من النخبة -من أعلى - بينما تكون في التمكين عملية قاعدية تتم في الاتجاه من أسفل إلى أعلى عن طريق الأفراد أنفسهم (راجع موسوعة المجتمع المدني، ص 102 - 103).

ومفهوم التهميش ضد مفهوم التمكين، وهو الحيلولة دون حصول الآخر على القوة، وتهميشه أو استبعاده من السياقات الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.

ومعنى التمكين لغة: التقوية والتعزيز. ووظيفيًّا أو إجرائيًّا: يشير إلى عملية منح السلطة القانونية -أو تخويل السلطة- إلى شخص ما أو فئة، أو إتاحة الفرصة للقيام بعمل ما، فالتمكين يرتكز على عناصر القوة التي تشكِّل جوهر المفهوم، ويراد بالقوة القدرة على فعل مهمة ما، فهي عملية إعطاء الأفراد سلطة أوسع في ممارسة الرقابة وتحمل المسئولية وفي استخدام القدرات، للمشاركة في صنع القرارات ووضع الأهداف كل في نطاق سلطاته ومسئولياته، وإتاحة درجة مناسبة من حرية التصرف لتحقيق قدرٍ مِن الاستقلالية مع المسئولية عن النتائج المتوقعة (موسوعة المجتمع المدني، ص 98).

والتمكين مفهوم يشمل كل الفئات المهمشة كالفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، "وإن كان مِن الملاحظ أن مفهوم التمكين قد ارتبط بهدف تمكين المرأة العربية وربطه بقضية الإصلاح بقدر أكبر من ارتباطه بالفئات المهمشة أو الفقراء" (المصدر السابق، ص 105).

فالمراد بالفئات المهمشة: أي فئة في المجتمع لا تحظى بأية امتيازات وحقوق وفرص، كتلك التي تتمتع بها الفئات أو الجماعات الأخرى، كالفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأقليات العرقية أو الدينية.

ويختلف تعريف التمكين على حسب نطاق تطبيقه؛ ففي قضايا التنمية يكون التأكيد على ارتباط التمكين بعملية توسيع فرص الفقراء في الحصول على أفضل نصيب من نتائج عملية التنمية المستدامة، وفي المجال السياسي يرتكز التمكين على ضمان الفرص المتكافئة للأفراد في ممارسة حرياتهم والمشاركة في وضع السياسات العامة للدولة وصنع القرارات، وممارسة عملية الرقابة على أداء أنشطة المؤسسات، مع التأكيد على أن إعمال سلطة الفانون، وبناء دولة المؤسسات وصيانة حقوق الإنسان هي ركائز أساسية لتحقيق التمكين السياسي (المصدر السابق، ص 98).

تعريف البنك الدولي للتمكين: هو "عملية تهدف إلى تعزيز قدرات الأفراد أو الجماعات لطرح خيارات معينة، وتحويلها إلى إجراءات أو سياسات تهدف في النهاية لرفع الكفاءة والنزاهة التنظيمية لمؤسسة أو تنظيم ما". فمجمل التمكين يرتكز على عنصر القوة من جهة مصادرها وكيفية توزيعها، وكونه عملية ديناميكية للقضاء على كل أشكال عدم المساواة بين الأفراد.

ويكون تحقيق ذلك عبر ثلاثة محاور:

الأول: إزالة كل العقبات التي تعوق عملية التمكين سواء كانت قانونية أو تشريعية أو اجتماعية (تتعلق بالعادات والتقاليد والأعراف المتبعة)، أو غيرها من السلوكيات النمطية التي تضع الفئات المهمشة في مراتب أدنى.

الثاني: تبني سياسات وإجراءات وتشريعات، وإقامة هياكل ومؤسسات؛ بغرض القضاء على مظاهر الإقصاء والتهميش.

الثالث: تركيز عملية التنمية الاجتماعية على الفئات المهمشة، وذلك عبر تنمية قدراتها المعرفية ومواردها، على النحو الذي يكفل لها الاندماج في المجتمع بمشاركة فعالة وفرص متكافئة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا (المصدر السابق، ص 99)، وللاستزادة: (راجع "مفهوم التمكين" أيمن عبد الوهاب - من (الموسوعة العربية للمجتمع المدني): تحرير د. أماني قنديل - ط. مكتبة الأسرة 2008 م، ص: 98 - 105).

د. نوال السعداوي:

طبيبة وروائية وكاتبة مصرية، اُشتهرت كداعية وناشطة في مجال حقوق الإنسان عامة والحركة النسوية خاصة، وعرفت بتبني آراء صادمة وشاذة بالنسبة للمجتمع المصري الذي تربت فيه.

ولدت في عام 1931م من أسرة محافظة، وكانت الطفلة الثانية من تسعة أطفال، كان أبوها مسئولًا في وزارة التربية والتعليم، وممن شاركوا في ثورة 1919م، وقد توفي والدها وهي في سن مبكرة.

تخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر 1955م، وتخصصت أولًا في مجال الأمراض الصدرية. وتزوجت من زميلها في الدراسة د. أحمد حلمي، ولكن زواجهما انتهى بعد عامين، ورزقت منه بابنتها، ثم تزوجت من رجل قانون زواجًا لم يستمر طويلًا، وكان زواجها الثالث من الطبيب والروائي الماركسي شريف حتاتة عام 1964م، وانفصلا بعد زواج استمر لمدة 43 عامًا، ورزقت منه بابنها.

نشرت في عام 1972م كتابها: (المرأة والجنس)، وهو أول أعمالها غير القصصية، وخصصته لمهاجمة ما تستنكره من مظاهر تراها من العنف ضد المرأة، خاصة ختان المرأة (خفاض الإناث)، فأثار الكتاب ضدها السلطات السياسية والدينية في مصر، وكان هذا الكتاب المؤسس للموجة النسوية الثانية، الذي حوَّل حركة تحرير المرأة في مصر إلى مرحلة تبني إطار الفكر النسوي الغربي، وقد تسبب الكتاب في فصلها من عملها كمدير عام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة بالقاهرة، وفقد منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وفقد مكانها كأمين مساعد في نقابة الأطباء.

تابعت نشاطها في دراسة شئون المرأة في الفترة من1973م إلى 1976م، وعملت كمستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في إفريقية والشرق الأوسط خلال عامي: 79 و1980م، وقد رُفعت ضدها العديد من قضايا الحسبة والاتهام بازدراء الأديان.

غادرت مصر عام 1988م ثم عادت إليها في عام 1996م.

لها الكثير من المؤلفات الأدبية، كانت أول مؤلفاتها قصة قصيرة بعنوان: (تعلمت الحب) عام 1957 م، وأول رواياتها رواية: (مذكرات طبيبة) في أواخر الخمسينيات، أتبعتها بالعديد من المؤلفات التي تعدت الأربعين مؤلفًا، تُرجم منها الكثير إلى اللغات الأخرى، وهي تدور حول مفاهيمها عن تحرير المرأة وتحرير الإنسان من ناحية، وتحرير الوطن من ناحية، ومن مؤلفاتها: لحظة صدق (قصة قصيرة).

ومِن الروايات: (جنات وإبليس)، (امرأة عند نقطة الصفر)، (الغائب)، (كانت هي الأضعف)، (موت الرجل الوحيد على الأرض)، (سقوط الإمام) والتي ألفتها عام 1987م، وقد ترجمت إلى 14 لغة، (امرأتان في امرأة)، (الخيط وعين الحياة)، (الخيط والجدار)، (مذكرات طفلة اسمها سعاد)، (اثنتا عشر امرأة في زنزانة واحدة)، (الحب في زمن النفط)، (إيزيس)، (موت معالي الوزير سابقًا)، (أغنية الطفل الدائرية)، (الباحثة عن الحب)، (الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة) وقد كتبتها في عام 2006م، وقد منعت الرواية من النشر في مصر، ورواية (زينة) عام 2009م. ولها مسرحية (الزرقاء).

ومن مؤلفاتها أيضًا: كتاب: (الوجه العاري للمرأة العربية) وهو تحليل لاضطهاد المرأة العربية، وكتاب: (قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية)، و(معركة جديدة في قضية المرأة)، و(توأم السلطة والجنس)، و(دراسات عن الرجل والمرأة في المجتمع الغربي)، و(كسر الحدود)، و(الأنثى هي الأصل)، و(الرجل والجنس)، (المرأة والصراع النفسي)، (أوراق حياتي)، (مذكرات في سجن النساء) وهو مِن أشهر مؤلفاتها كتبته في عام 1986م، (رحلاتي حول العالم)، (عن تضامن المرأة العربية).

ومن أنشطتها: تأسيس جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982م، والمساعدة في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، كما شاركت في مظاهرات 25 يناير 2011م.

ومِن أشهر ما تنادي به:

رفض الختان للإناث والذكور! وتطالب بحماية كل الأطفال من الختان - المطالبة بانتساب الطفل إلى أمه لا إلى أبيه! - المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث - المناداة بفصل الدين عن الدولة وإلغاء المادة الثانية من الدستور - المطالبة بحذف خانة الديانة من البطاقة القومية - مهاجمة الزي الإسلامي للمرأة عامة والحجاب والنقاب - رفض تعدد الزوجات.

ومِن أقوالها:

"إن تقبيل الحجر الأسود والطواف حول الكعبة أفعال وثنية!".

وقد مُنحت العديد من الجوائز الغربية، منها:

جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا عام 2004م.

جائزة إينانا الدولية من بلجيكا عام 2005م.

جائزة من المكتب الدولي للسلام في سويسرا عام 2012م.

راجع في ذلك: (موقع ويكيبيديا - "نوال السعداوي: المرأة المسترجلة" د. أحمد عبد العزيز الحصين - دار الجزيرة - القاهرة. "عن الثورة والمرأة والإبداع" تأليف: نوال السعداوي - ط. الهيئة المصرية للكتاب عام 2016م).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة