الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول الاستدلال بقوله -تعالى-: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) على وقوع المعاشرة بين الإنس والجن

السؤال: 1- أعلم أن هناك خلافًا في مسألة إمكانية حصول المعاشرة بين الإنس والجن، وأن حضرتك ترجِّح القول بعدم إمكانية حصول ذلك، لكن أليس قوله -تعالى-: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (الرحمن:56)، دليل على زواج ومعاشرة بين الجن والإنس؟ 2- ما المانع من معاشرة الجني للإنسية مع أن هذا أمر ذكره كثير مِن المصابين بالمس؟ 3- ما رد الشيخ على أن أكثر كتب التفاسير فيها النص على وجود الجماع بين الإنس والجن، بل قرأت أن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه يقول: \"وقد يولد بينهما ولد\"، وكذلك غيره مِن العلماء قال ذلك؟

حول الاستدلال بقوله -تعالى-: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) على وقوع المعاشرة بين الإنس والجن
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٠:٠٨ ص
1388

الجواب:   

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛   

1- فأهل الجنة فيهم إنس وجن، والآية لا تدل على ذلك، والمحتمل من ذلك ما يكون في المنام لا في الحقيقة، وهذا لا يترتب عليه حكم.

2- قال الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)، وقال: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (الأعراف:189).

3- نحن لا نأخذ عقيدتنا مِن مجرد أقوال لبعض الأئمة والعلماء -سواء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أو غيره-، بل مِن الكتاب والسُّنة، ومقتضى ما يقولونه عن الولد: إنه مخلوق مِن نفسين: إنس وجن، والله -عز وجل- يقول: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (النحل:72)، وقال -تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) (النساء:1).  

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com