الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

خطورة البدع على المجتمع

البدعة هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الطريقة الشرعية

خطورة البدع على المجتمع
رجب أبو بسيسة
الخميس ٠٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٢١:٢٤ م
645

خطورة البدع على المجتمع

كتبه/ رجب أبو بسيسة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فانتشار البدع في المجتمع ينقله مِن التدين الحقيقي المعروف بأصوله: (القرآن والسُّنة بفهم السلف الصالح) إلى طُرُق الضلال في العلم والعمل، ومِن ثَمَّ ينقله إلى مزيدٍ مِن الانحطاط، ويبتعد بأفراده أكثر عن طريق العودة للاستقامة والرشاد.

والبدعة هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الطريقة الشرعية، ويقصد بها التعبد إلى الله عز وجل، وهذا هو خطرها الحقيقي؛ أي: أن صاحب البدعة يظن أنه يفعل عبادة، فيكون قد شرَّع للناس ببدعته تلك شريعةً ساوت شريعة الله؛ لذا عدَّها العلماء أكبر من الكبائر.

ولذلك أيضًا: فأهل العلم في كل زمان ومكان يحذِّرون الناس مِن مغبة البدع والخرافات في الدين؛ حتى وصل بهم الأمر إلى أن قالوا: مَن ذهب لصاحب بدعة يوقره ويعظمه، فقد ساعده على هدم الإسلام.

وأقرب مَثَلٍ للبدع: أنها مِثْلُ العملة المزيفة في الأسواق؛ تفسد على الناس أموالهم، وتجاراتهم، وتغشهم، وهم يحسبون أنهم يربحون ويكسبون، وفي آخر النهار يظهر لهم أنهم مغبونون، مخدوعون! كذلك البدع تفسد على الناس دينهم وتزيف عقائدهم وشريعتهم فلا تهديهم للصواب، فيحسب المرء أنه على شيء وهو في الحقيقة ليس كذلك.

عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ) (متفق عليه).

ومِن شروط قبول العمل الصالح عند الله -عز وجل-: الإخلاص، واتباع السُّنة، فالبدعة ضد السنة، وما أحدث الناس بدعة إلا وأماتوا سنة.

وإحياء السنة عبادة عظيمة وقربة جليلة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) (رواه مسلم).

وبعض المارقين عن الفهم الصحيح يستدلون بهذا الحديث استدلالات خاطئة، فيجعلونه دليلًا على جواز إضافة أمور مبتدعة ليست مِن الدين يستحسنونها بأفهامهم، لكن كما بيَّن أهل العلم أن معرفة سبب نزول الآية يبين تفسيرها على الوجه الصحيح؛ فكذلك معرفة سبب ورود الحديث يبيِّن معناه على وجهه الصحيح.

وهذا الحديث له قصة معروفة ذكرها جرير بن عبد الله راوي الحديث نفسه، وهي أن قومًا جاءوا النبي -صلى الله عليهم وسلم- وكانوا فقراء، فحض النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس على الصدقة فلم ينتبه أحد إلا رجل قام إلى بيته، وجاء بسرة كبيرة ووضعها بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ففطن الناس لذلك، فكثرت الصدقات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ... )، فالمقصود: مَن أحيا سنة مِن الإسلام غفل الناس عنها؛ فله من الأجر كذا وكذا... وليس المعنى المقصود مَن سَنَّ بدعة أو جاء بأمرٍ زائدٍ عن الدين.

والبدعة نوعان: إضافية وأصلية:

فالأصلية: يقصد بها زيادة عبادة أو طريقة للعبادة لا يوجد لها أصل في الشرع، فلم تكن موجودة أصلًا زمن التشريع، مثل: الموالد واتخاذ القبور مساجد، وإقامة الأضرحة والقباب على القبور، وغيرها.

أما الإضافية: فهي أن تكون العبادة لها أصل في الشرع، ولكن يؤديها صاحبها بطريقةٍ مخالفةٍ لما وردت به في الشرع مثل الأذكار الموظفة؛ فهي لها أصل في الشرع، ولكن البعض يفعلها بطريقةٍ لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في موقف أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- حينما جاء إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وقال له: يا أبا عبد الرحمن إني رأيتُ في المسجد آنِفًا أمْرًا أَنْكَرتُه، ولم أَرَ والحمدُ لله إلّا خيرًا. قال: فما هو؟ قال: إن عِشْتَ فستراه، قال: رأيتُ في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حَصًى، فيقول: كبِّروا مائة، فيكبّرون مائة، فيقول: هلِّلُوا مائة، فيهلِّلون مائة، ويقول سبِّحوا مائة، فيسبّحون مائة. قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك أو انتظار أَمْرك. قال: أَفَلَا أَمَرْتَهُم أن يعدُّوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أَتَى حلقة مِنْ تلك الحِلَق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامنٌ أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويْحَكُم يا أُمّةَ محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- متوافِرُون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنِيَته لم تُكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لَعَلَى مِلّة هي أَهْدَى من ملة محمد أو مُفْتَتِحُو بابَ ضَلَالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أَرَدْنَا إلا الخير! قال: وكم مِنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه!

مضار البدعة وأثرها على صاحبها:

1- عدم قبول عمل المبتدع:

فمعلوم أن مِن شروط قبول الأعمال: الإخلاص لله في القصد والنية، ومتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أي: أن يكون العمل موافقًا للشريعة ليس مخالفًا لها.

2- عدم توفيق المبتدع للتوبة:

كما جاء في حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله حجز -أو قال: حجب- التوبة عن كل صاحب بدعة". صححه الألباني بشواهده.

3- الطرد عن حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله-، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي) (متفق عليه).

آثار البدعة على الدِّين والمجتمع:

1- إماتة السنة: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما يأتي على الناس مِن عام أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدعة وتموت السنن".

2- أيضًا التفرق والاختلاف، وما ينتج عنه من العداوة والبغضاء: وقد نهانا الله -سبحانه وتعالى- عن التفرق والاختلاف، فقال -تعالى-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105).

3- الوقوع في الفتن: قال -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63)، أي: فليحذر الذين يخالفون أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته، وسنته وشريعته؛ فالأعمال والأقوال إنما توزن بأعماله وأقواله -صلى الله عليه وسلم-؛ فليحذر وليخشَ مَن خالف شريعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- باطنًا أو ظاهرًا أن تصيبهم فتنة، أي: في قلوبهم مِن كفر أو نفاق أو بدعة أو يصيبهم عذاب أليم، أي: في الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك.

والغرض المقصود: أن البدعة شرٌّ كبير على الناس والدين والمجتمع، وصدق -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).

نظرة في الواقع المحيط:

والشيء بالشيء يذكر... ففي هذه الأيام التي تعاني فيها دول العالم وتحترز أشد الاحتراز من فيروس كورونا، تطل علينا بعض البدع والخرافات التي -وللأسف- يصدقها بعض الناس!

فمن هذه الخرافات: خرافة الشعرة في المصحف، فقد انتشرت في هذه الأيام قصة عن فتاة تقول: إنها رأت النبي -صلى الله عليه وسلم- في رؤيا يقول لها: "مَن وجد شعرة في سورة البقرة فقد نجا"، أي: ينجو من فيروس كورونا!

فهذه القصص وأمثالها خرافات، وبدع ما أنزل الله بها من سلطان.

فننصح الناس بعدم الانسياق خلف هذه الخرافات، والبدع، والكلام الباطل، وأن نتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لاسيما وأن لنا في النبي -صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة.

ويجب على كل مسلم ومسلمة أن يعتصم بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- التي ثبتت عنه وتوارثناها عن الصحابة والتابعين والعلماء، ففي الوحيين النجاة، ونحن لا نأخذ ديننا من الأحلام والرؤى، بل نأخذه من القرآن والسُّنة بفهم السلف الصالح.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقال: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ) (رواه البخاري).

فالإنسان العاقل المتزن الذي يفهم دينه لا ينتبه لمثل تلك الرؤى والأحلام التي يخترعها الناس أو يمليها عليهم الشيطان، وما من مسلم يتعاهد القرآن ويقرأ في مصحفه إلا ويتطاير من رأسه بعض قصاصات الشعر، فإذا صدق أحدنا تلك الرؤيا المبتدعة ووجد شعرة قَدَرًا، قد يظن أن الرؤيا حقيقية! وليس الأمر كذلك.

فالرؤى والأحلام ليست مصدرًا من مصادر التشريع، ولا مصدرًا من مصادر الأخبار؛ هذه عقيدتنا، فلا ننساق خلف هذه الأشياء.

ومِن هذه الأمور أيضًا التي تدخل في حيز البدع: اجتماع الناس للذكر والدعاء الجماعي لرفع الوباء، وقد أساء بعض طلبة العلم الفهم في هذا الموضوع، وذهب يستدل بأدلة عامة على جواز هذا الفعل، ولكن أريد أن ألفت النظر إلى أنه مِن السهل أن تورد أدلة من القرآن والسنة تكون حمالة وجوه، ولكن عند التحقيق تجد وجه الاستدلال لا يستقيم في المسألة، فقد يستدل المجوِّز لهذا الأمر بحديث: (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني)، وبعض الناس أخذ هذه الفتوى وخرج في الطرقات يكبِّر تكبيرًا جماعيًّا، وبصوتٍ مرتفعٍ في صورة مظاهرات، فوقع في محظورٍ أشد، وهو الاجتماع الذي أُمرنا بعدم فعله؛ لنحد مِن انتشار الوباء.

ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل هذا الكلام قد علم ما لم نعلم، ومع ذلك لم يخرج ليجأر في الطرقات، ثم الصحابة حدثتْ معهم مثل هذه الأوبئة، وأشد مِن ذلك -طاعون عمواس مثلًا- ولم يخرجوا ليجأروا في الطرقات، بل كان السلف يلتزمون بيوتهم؛ يدعون الله، ويتوسلون إليه بالصلاة والصيام والمناجاة.

حتى وإن كانت الأدلة العامة تؤيد بعض الصور في بعض الجزئيات؛ فلا بد أن تنزل منزلتها من الفتوى، ولا تلقى الفتاوى هكذا جزافًا، فيتعامل معها العوام على غير هدى ولا سنة.

ومِن هذا الجانب: ينتشر أمر آخر على مواقع التواصل، وهو ما يسمى بتحدي الاستغفار، وتحدي التكبير، والإشارة إلى الأصدقاء لبداية الحملة، ومثل هذه الأمور.. !

فهل هذا كان مِن هدي السلف؟!

وأين عبادة السر؟!

وأين إخفاء العمل لزيادة الأجر؟!

وهل أَمِن الإنسان بهذا الفعل على نفسه من الرياء وخطورته؟!

نعم، قد تنصح أخاك بالعبادة مِن باب: "هيا بنا نؤمن ساعة"، لكن على سبيل المرة وعلى سبيل النصح الذي لا يتطرق إليه الرياء، لا أن تجعلها مباراة وتحديًّا، وتتحول العبادة عن مسارها الصحيح من استحضار القلب والتذلل والخشوع، ورجاء التوفيق لها حال أدائها، ورجاء القبول بعد أدائها، فانتبهوا يا شباب لفقه التعامل مع الله، والتعبد الصحيح بما شرع.

ومن ناحية أخرى: يخرج بعض الطيبين على إخوانه ناهيًا لهم عن إشاعة الأمل وبث روح التفاؤل بقوله: (دعهم يخافون)!

ولماذا نترك الناس في الخوف الذي يؤدي إلى القنوط والهلع؟!

لماذا لا نتخذ بين ذلك سبيلًا؟!

إن الناس بالفعل في رعبٍ شديدٍ، وحدث لهم الهلع والذعر؛ فلا بد مِن إظهار جانب الرحمة؛ كي لا يقنط الناس من رحمة الله، فلا إفراط ولا تفريط.

فيا مَن نحبهم في الله؛ عند الشدائد تظهر البدع والمخالفات، ولكن التزام السنة والوسطية واتباع هدي السلف الصالح، هو سبيل النجاة.

فاللهم جنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاك.

اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

ربما يهمك أيضاً