الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بعض مشاهد القيامة في كورونا

المصاب بفيروس كورونا اليوم يفرُّ مِن أقرب الناس إليه مخافة العدوى والإصابة

بعض مشاهد القيامة في كورونا
مصعب إبراهيم
الاثنين ١٣ أبريل ٢٠٢٠ - ١٢:٢٧ م
594

بعض مشاهد القيامة في كورونا

كتبه/ مصعب إبراهيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلا يزال الناس في العالم كله حائرين بعد هذا الفيروس الذي حبسهم في بيوتهم، وملأ بالمرضى مستشفياتهم حتى أصبحت في بعض الدول الكبرى غير كافية، فأقاموا أماكن الحجر الصحي في البرِّ والبحر حتى ملاعب الكرة، وما إيطاليا التي استشرى فيها الموت منا ببعيدٍ، ولحقت بها إسبانيا وإيران وأمريكا، فسبحان الله! مَن الذي يرفع هذا الوباء عن الكرة الأرضية، انتهت حلول الأرض وبقي التوجه ورفع الأيدي إلى الله -عز وجل-.

جميع الشركات العالمية تتسابق لاكتشاف علاج لذلك الوباء، ولكن إلى الآن دون جدوى، ولكن لا يأس ويبقى الأمل في الله أن يرفع هذا البلاء، مع مواجهة هذا الوباء بالعزلة وعدم المخالطة، والحجر الصحي، واتباع الشريعة المحمدية فيما جاء بها بشأن نظافة اليدين والبدن والمكان.

وهذه الحالة العصيبة التي يعيشها العالم أوقفت المصالح، وأهبطت الطائرات في أماكنها على الأرض، وتأثر الاقتصاد العالمي، وأصبح شبح الموت يهدد الناس في حياتهم، فكان منهم مَن ينتظر الموت، ومنهم مَن يلقى بأمواله على الأرض والتي أصبحت لا تسمن ولا تغنى من جوع، وكأنك ببعض أهوال القيامة.

وانظر إلى قول الله -تعالى-: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) (التكوير:4)، وهي النوق الحوامل كما يقول أهل التفسير، وهي أنفس أموال العرب، يعنى تُركت وأهملت بلا راعي؛ لأن أهوال القيامة أذهلتهم، وكذلك يقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:1-2)؛ فالأم تترك رضيعها فلذة كبدها لانشغالها بما هو أهم!

والمصاب بفيروس كورونا اليوم يفرُّ مِن أقرب الناس إليه مخافة العدوى والإصابة؛ فهذا مشهد يعبِّر عن قول الله -تعالى-: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس:34-36)،

وحينها يستشعر العاقل بسرعة القدوم على الله؛ فيتحلل مِن المظالم، ويجدد التوبة، ويكثر مِن الاستغفار ويعطي المحتاج، ويصل الأرحام، ويعين على نوائب الدهر، والعاقل يبث روح التفاؤل بين الناس، ويجدد العزم في الدعوة إلى الله، وبيان محاسن الإسلام؛ لأن قلوب الناس الآن مؤهلة لقبول الحق؛ فأين دعاة الحق ودعاة الإسلام الذين يجمعون الناس على كلمة سواء أن لا يعبدوا إلا الله، ولا يشركون به شيئًا، ولا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، ولا ننسى جميعًا أن مردنا إلى الله، وأن الله بصير بالعباد.

نسأل الله القوي القادر أن يرفع عنا هذا البلاء، وأن يصرف عنا هذا الوباء، وأن يوفقنا جميعًا للتضرع والدعاء.

وصلى الله على سيدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة