الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان في ظروف خاصة!

فرصة رمضان هذا العام منحة ينبغي ان نستغلها

رمضان في ظروف خاصة!
أحمد حمدي
الاثنين ٢٧ أبريل ٢٠٢٠ - ١٢:٣٢ م
781

رمضان في ظروف خاصة!

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فشهر رمضان هذا العام يأتي في ظل أزمة كورونا والحظر، والإجراءات الاحترازية، وإغلاق المساجد عن الجمعة وصلاة الجماعة، والتراويح، فهل يعد هذا عذرًا لك في تضييع رمضان هذا العام، وقد لا تدرك رمضان العام القادم فتعوض؟!

وما أدراك؟! فكم كان معنا من شبابنا وجيراننا وأقاربنا وزملائنا في رمضان الماضي وقد فارق الحياة بغتة وفجأة ولم يدركوا رمضان هذا العام؛ فليكن شعارك لعلي لا أدرك رمضان بعد العام -صم صيام مودع- وإياك والتسويف، فإن أكثر صراخ أهل النار من التسويف!

إذا لم تتب إلى الله في رمضان وتجتهد في مختلف الطاعات فمتى يغفر لك "نحن لا نصنع الفرص، ولكن إذا جاءت ينبغي ألا نضيعها".

فرصة رمضان هذا العام منحة ينبغي ان نستغلها لما يلي:

أولًا: كثير من الموظفين في إجازة كاملة أو نصف عمل، وكذلك كثير من العاملين .

ثانيًا: عدم وجود مذاكرة أو امتحانات لعامة الطلاب وإلغاء امتحانات الترم الثاني للمعظم واستبدالها بأبحاث، وتأخر امتحانات الفرقة النهائية إلى شهر سبتمبر.

ثالثًا: غلق ملاعب كرة القدم التي تلعب بها "الدورات الرمضانية"، وكذلك البطولات الملهية، والمقاهي الرمضانية.

وإياك وضياع الوقت في مواقع التواصل والأفلام والمسلسلات، فإن الوقت هو الحياة ومشن علامات المقت إضاعة الوقت، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، وقال: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ) (رواه البخاري).

وقال الله -عز وجل- عن رمضان: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:184)، وإياك وذنوب الخلوات فإنها أصل الانتكاسات (المواقع الإباحية)، وإياك والاستهزاء والسخرية والسباب ولو كنت مازحًا حتى لا تضيع صيامك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال: (إِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ فَقَطْ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ) (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني).

فإذا كانت المساجد مغلقة وكثير من الشعائر والطاعات الجماعية غير موجودة، فقد قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن:16)، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة:286)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) (رواه البخاري)، والله -تعالى- يعلم المصلح مِن المفسد، والصادق من الكاذب، ومَن يستفرغ ويبذل جهده وطاقته، وإن المرء ليبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سأَلَ اللَّهَ الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ) (رواه مسلم)، وما لا يدرك كله، لا يترك كله.

- تعهد وتفقد إخوانك وأحبابك وذكِّرهم بالعبادة كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعاهد ويتفقد الصحابة، مثل تفقده -صلى الله عليه وسلم- لجليبيب وثابت بن قيس وأم سنان الرومي -رضي الله عنهم-، وكما تفقد سليمان -عليه السلام- الهدهد.

- احرص على أن تحافظ على الجماعة مع أهلك وأولادك أو مع بعض جيرانك وإخوانك وأقاربك ممن يشاركونك السكن حسب المستطاع؛ حتى لا تتكاسل النفس وتتهاون، قال الله -تعالى-: (هَارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (طه:30-31)، (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) (القصص:35)، (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ) (طه:42)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. (رواه البخاري)، وقال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة:2)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) (رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الألباني)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً) (رواه مسلم).

وهذا برنامج مبسط لشهر رمضان:

أولًا: صلاه الصبح في جماعة ثم تجلس في مصلاك -مسجد بيتك- تذكر الله "أذكار الصباح" وتقرأ القرآن حتى تطلع الشمس، ثم تصلي الضحى ركعتين أو أربع بعد الشروق بثلث ساعة، فيكتب لك أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.

ثانيًا: في الوقت مِن العصر إلى المغرب تقرأ القرآن ثم تقول أذكار المساء، ثم الدعاء عند الفطر، وقد وردت آيات الدعاء وسط آيات الصيام لأهمية الدعاء.

ثالثًا: صلاه التراويح في جماعه مع جيرانك وأهل بيتك إن لم تكن أنت تحفظ فتقرأ من المصحف، ولا تضيع أول ليلة مِن رمضان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:  (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).

رابعًا: صلاة قيام الليل والتهجد في وقت السحر في ثلث الليل الآخر مع الاستغفار والدعاء، وكذلك قراءة القرآن، قال عثمان -رضي الله عنه-: "لو طهرَتْ قلوبُكم ما شَبِعَتْ من كلامِ الله"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:  (صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ) (أخرجه الديلمي في مسند الفردوس، وصححه الألباني).

خامسًا: اجعل لنفسك في كل يوم صدقه في رمضان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ فاحرص على مواساة الفقراء والمساكين، والتكافل؛ خاصةً في ظل الأزمة الحالية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (رواه مسلم)، مع تعجيل زكاة المال في ظل الأزمات، كما استسلف النبي -صلى الله عليه وسلم- من العباس -رضي الله عنه- زكاة ماله لعامين، ولكن زكاه الفطر وقت وجوبها قبل نهاية رمضان بيوم أو يومين.

سادسًا: ما دورك الدعوي؟ (مجلة - لوحة إعلانات لعمارتك - اهدِ لجيرانك كتيبات أو مطويات - وكذلك عبر وسائل التواصل بكلمات موجزة ومقاطع قصيره)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كانَ لهُ مِنَ الأجْر مِثلُ أُجورِ منْ تَبِعهُ لاَ ينْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا) (رواه مسلم).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠
حقيقة الانتماء -2
703 ١٧ فبراير ٢٠٢٠