الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

عِبَر من نازلة كورونا -9

متى يعود عيدنا الأسبوعي؟!

عِبَر من نازلة كورونا -9
سعيد محمود
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٠:٢٩ ص
498

عِبَر من نازلة كورونا -9

متى يعود عيدنا الأسبوعي؟!

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

سؤال ورجاء يتردد في صدور وقلوب المسلمين في بلاد الأرض التي عطلت فيها المساجد والجمع والجماعات: متى يعود يوم العيد الأسبوعي الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

- متى يعود يوم العيد الأسبوعي الذي يجمعنا في أطهر بقعة على وجه الأرض؟ تلك هي المساجد التي قال الله عنها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ) (النور:36-37).

- متى يعود يوم الجمعة باجتماع المسلمين في المساجد، حيث الخروج إليها من البيوت، في أطهر صورة، وفى أجل سعى لنيل أعظم خير؟ كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9)، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) (متفق عليه).

- متى يعود يوم الجمعة باجتماع المسلمين في المساجد، حيث يتلقون التوجيهات والمواعظ التي تنفعهم في دينهم ودنياهم طوال الأسبوع، ويعودون إلى بيوتهم بالجائزة العظيمة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى) (رواه البخاري).

- متى يعود يوم الجمعة باجتماع المسلمين في المساجد، بعد خروجهم من بيوتهم مبكرين آمين بيوت الله من كل جهة ومكان، مقتدين بسلفهم الصالح في التنافس في ذلك؟ قال النيسابوري في تفسيره: "وكانت الطُرقاتُ في أيام السَّلف، وقت السَّحَر، وبعد الفجر، غاصَّةً بالمُبكِّرين إلى الجمعة؛ يَمشون بالسُّرُج".

- متى يعود يوم الجمعة باجتماع المسلمين في المساجد، وقد بكَّروا بالحضور، وكانوا بين قارئ للقرآن وقائم للرحمن، مقتدين بسلفهم الصالح في ذلك؟ قال عقبة بن علقمة: "دخل الأوزاعي المسجد يوم الجمعة، فأحصيت عليه قبل خروج الإمام صلاته أربعًا وثلاثين ركعة، كان قيامه وركوعه وسجوده حسنًا كله" (الجرح والتعديل لابن أبي الحاتم 1/218).

- متى يعود يوم الجمعة باجتماع المسلمين في المساجد أم أننا سنحرم من ذلك بما جنت أيدينا زمانًا لا ندري إلى متى هو، ولربما أدركتنا المنايا قبل عودته؟

فاللهم يا رب هذا اليوم العظيم، ومشرع هذا الاجتماع المرحوم الكريم، ارفع عنا البلاء والوباء حتى يعود إلينا يوم الجمعة أحسن مما كان، فإنك ولى ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة