الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الفساد (54) الجوانب السلبية في العملية التعليمية (6-6)

الازدواجية في الإنفاق- فقه الأولويات وترشيد الإنفاق والابتكار- مما قيل عن التعليم...

الفساد (54) الجوانب السلبية في العملية التعليمية (6-6)
علاء بكر
الخميس ٢٨ مايو ٢٠٢٠ - ١١:٠٧ ص
422

الفساد (54) الجوانب السلبية في العملية التعليمية (6-6)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمِن أوضح مظاهر الفساد في العملية التعليمية في مصر ما نراه مِن ازدواجية في الإنفاق على التعليم في كل مراحله المختلفة في الوقت الذي لا يُثمر هذا الإنفاق بالثمار المرجوة.

ونعني بالازدواجية في الإنفاق:

1- ما تنفقه الدولة على التعليم الرسمي ما قبل الجامعي والجامعي، ومع الٌتسليم بأن ما تنفقه الدولة على التعليم لا يتناسب مع أهمية التعليم ودوره، ولا يتمشى مع ما ينفق على التعليم في دول العالم المتقدمة، بل وكثير من الدول الأخرى النامية، لكن نؤكِّد على أن العائد مِن العملية التعليمية عندنا لا يتناسب مطلقًا مع الإمكانيات المتاحة وما ينفق فعليًّا على التعليم؛ إذ إن العائد أقل بكثيرٍ مما يقدم للعملية التعليمية من إنفاق وجهود، والأسباب معروفة، وتدخل في جملة صور الفساد مِن باب إهدار الأموال العامة، وسوء التخطيط، وعدم مراعاة الأولويات، وغياب الرؤى... إلى آخره، وقد تعرضنا لجوانب منها من قبل.

2- ما تنفقه الأسر وأولياء الأمور على أبنائهم من خلال شراء الكتب الخارجية والدروس الخصوصية والكورسات في العديد من الكليات الجامعية والمعاهد العليا، وهو إنفاق يفوق كل توقع وتتحمل الأسر أعباءه الكبيرة؛ حرصًا على ما يرون فيه مصلحة أبنائهم ومستقبلهم، ومحاولة منهم لتخطي التقصير الرهيب في العملية التعليمية، وإن كانت هذه الجهود وهذا الإنفاق من هذه الأسر هو أيضًا يصب في نهايته في غير مصلحة العملية التعليمية، ليزداد الأمر سوءًا على سوء، وبمشاركة الجميع.

أداء أولياء الأمور:  

أداء المصريين تجاه تعليم أبنائهم أداءً ارتجاليًّا اجتهاديًّا؛ كالحرص على إدخال الأبناء المدارس غير الحكومية، بدءًا مِن المدارس الأجنبية والخاصة والتجريبية، والمفهوم السائد: أنه كلما زادت مصروفات المدرسة كانت المدرسة أفضل، مع الاهتمام بالمدارس التي يُتقن فيها الطالب اللغة الإنجليزية، ولو على حساب اللغة العربية وإهمالها.

والنتيجة: أنه لا اختيار للمدرسة، بل المدرسة مفروضة على الأسرة والأبناء بحسب الواقع الاقتصادي للأسرة، وبتعبير آخر: المدرسة التي يلتحق بها الطالب تدل على حالة أسرته الاقتصادية، وبالطبع يعاني الكثير من المصريين من إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة التي تفوق قدراتهم الاقتصادية رغبة في الوجاهة الاجتماعية، أو طمعًا في فرصة تعليم يظنون أنها الأفضل.

الكتب الخارجية:

يأتي شراء الكتب الخارجية في كل المواد الدراسية في كل المراحل التعليمية في الأولوية عند أولياء الأمور؛ لأن الثقافة السائدة هي أن كتاب الوزارة لا يحتوي على الشرح الكافي والأمثلة الوافية، وأنه غير صالح للاستخدام! وذلك رغم تكلفته العالية التي تتكبدها وزارة التربية والتعليم سنويًّا في طباعته.

إن كتاب الوزارة يتم وضعه على أساس وجود مدرس في الفصل سيقوم بشرحه، بينما الكتاب الخارجي فيعتمد على عملية تلقين قوية تغطي جميع الأسئلة التي يمكن أن تحتويها الموضوعات؛ مما يسهِّل على التلميذ إجابة معظم الأسئلة، وجمع الدرجات المطلوبة ولو بدون فهم كامل للمنهج؛ ولأن هذه العملية ثبت نجاحها تجد أولياء الأمور يسارعون في اقتناء كل ما تصل إليه أيدهم من كتب خارجية للشرح والمراجعة، والتدريب على حل أسئلة الامتحانات العديدة المتوقعة حتى ولو لم يطلب الابن أو الابنة ذلك، بل ولو لم يستطع أن يقرأها كلها.

الدروس الخصوصية:

لا يتوقف أولياء الأمور عند كل ما سبق؛ إذ يخشى ولي الأمر أن يكون الابن ما زال متعثرًا في العملية التعليمية، وبالتالي لا يحصل على الدرجات الملائمة فيسارع إلى المخرج من ذلك باستئجار مدرس لكل مادة مهمة ليقوم بشرحها الشرح المطلوب خارج المدرسة، ومِن جديد للطالب، بل ربما استأجر البعض أكثر من مدرس لتلقين مادة بعينها يراها ولي الأمر مهمة للطالب.

(وفي النهاية: تتحول عملية التعليم إلى استنزاف لموارد الأسرة دونما أية نتيجة، ودونما أي اعتراض أو محاولة لتغيير هذا الواقع) (راجع: كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى، ص77 - 81 بتصرفٍ).

فقه الأولويات وترشيد الإنفاق والابتكار:

لا تتوقف المشكلة على قلة الإمكانيات المتاحة للتعليم في دولة فقيرة تحتاج إلى الإنفاق والإدارة لعملية تعليمية تضم سنويًّا 20 مليون تلميذ وطالب، بل يزيد الأمر خطورة وجوب توفير فقه أولويات، والحاجة إلى الترشيد في الإنفاق، (ولن يتسنى لك ذلك؛ إلا إذا كان لديك تنظيم جيد لأولويات إنجاز العمل، وبالتالي فإن غياب هذه الأولويات مع نقص الإمكانيات سوف يؤدي إلى فشل في إنجاز العمل).

إن (إدارة التعليم في وزارة ملتحق بها قرابة 20 مليون طالب مع وجود بعض الشح في الإمكانات؛ فلا بد أن تكون مبتكرًا ومجددًا كي تنجح في إنجاز مهمتك على الوجه الأكمل)، ولا تكون مجرد ناقل عن الغير أو مجرد مقلِّد له (المصدر السابق، ص 83 بتصرفٍ).

أهمية الجودة والاعتماد:

تهدف الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد التي قامت بالقانون رقم 82 لعام 2006م وما سبقه من أنشطة قومية تأهيلية للمجتمع التعليمي، ومنها المعايير القومية للتعليم الصادرة عنها - إلى ضمان جودة المدارس المصرية ثم اعتماد المدارس المتقدمة للاعتماد، ولكن هناك نظرة مختزلة من البعض: أن الجودة في المدارس (تستيف ورق!)، وهي نظرة تجافي الصواب، وتعوق عمل الهيئة في الواقع.

والأمر يستلزم:

- تحقيق الاستقلالية الفعلية للهيئة كجهاز رقابي داعم للتعليم.

- قيام الهيئة بتقديم تقرير دوري عن حالة التعليم في مصر يبيِّن جوانب الضعف والقصور والمعوقات، ومتطلبات التصحيح والتطوير.

- بث ثقافة الجودة بشكلٍ ميدانيٍ يشترك فيه قاعدة عريضة من المعلمين المؤمنين بأن الجودة ضرورة من ضروريات نجاحهم (راجع: التعليم والمجتمع، ص 38 - 39 بتصرفٍ).

الإنفاق العائلي على التعليم:

يوجد نوعين من الإنفاق العائلي على التعليم في مصر:

الأول: الإنفاق العائلي على التعليم الرسمي: ويتضمن قيمة الرسوم والمصروفات الرسمية على الطلاب في المدارس الحكومية خلال كل سنة من سنوات مراحل التعليمية المختلفة، وعلى المدارس القومية (155) مدرسة، وعلى الجامعات الحكومية، وقيمة المصروفات في المدارس الخاصة والمعاهد الفنية الرسمية والجامعات الخاصة، إلى جانب المصروفات على مجموعات التقوية بالمدارس الحكومية وعلى مجموعات التقوية ببعض الكليات الحكومية.

الثاني: الإنفاق على التعليم غير الرسمي: وهو ما يعرف بالتعليم الموازي أو السوق السوداء التعليمية، ويتضمن:

1- تكاليف الكتب الخارجية والملخصات والمذكرات التعليمية.

2- تكاليف الدروس الخصوصية في المنازل والمراكز (السناتر) التعليمية الخاصة.

ويمكن حساب مجمل هذا الإنفاق بطريقةٍ تقريبيةٍ مِن خلال حاصل ضرب عدد الطلاب في المرحلة الدراسية في أي سنة، في مقدار المصروفات عن طالب، وذلك من خلال الضرب في الحد الأدنى من المصروفات عند البعض، والحد الأعلى عند الآخرين، ثم حساب متوسط جمع الناتجين معًا، أي أن:

الإنفاق العائلي في المرحلة = عدد طلاب المرحلة في السنة x الرسوم والمصروفات الرسمية في السنة (انظر: كم ينفق المصريون على التعليم؟ ص 119).  

1- الإنفاق العائلي في مصر في مرحلة ما قبل الابتدائية، أي: مرحلة رياض الأطفال، في العام الدراسي 2004 / 2005م: عدد الأطفال بمدارس رياض الأطفال الحكومية في هذه السنة بلغ 328255 طفلًا، تراوحت الرسوم والمصروفات الرسمية بين 74 جنيهًا للطفل الواحد كحدٍّ أدنى، و237 كحد أعلى، وهذا بالطبع بخلاف النفقات الاختيارية الأخرى التي يتم تحصيلها اختياريًّا مقابل خدمات أخرى أو أنشطة.

وعليه يبلغ إجمالي الإنفاق العائلي 3و24 مليون جنيه في الحد الأدنى، و6و89 مليون جنيه في الحد الأقصى، والمتوسط: (57 مليون جنيه) في عام 2004 /2005م.

2- الإنفاق العائلي في المرحلة الابتدائية الحكومية: حيث بلغ عدد تلاميذ المرحلة 8634115 تلميذًا في العام الدراسي 2004 / 2005 م، موزعين على 16369 مدرسة، بحد رسوم ومصروفات أدنى وأعلى 32 ج و67 ج، ومتوسط حسابي إجمالي بلغ 4 و427 مليون جنيه.

3- في المرحلة الإعدادية: عدد الطلاب 2889212 طالبًا، في 8757 مدرسة بحدين: أدنى وأعلى 40 ج و85 ج، وبمتوسط حسابي 6 و180 مليون جنيه، وذلك في العام الدراسي 2004 / 2005 م.

4- في المرحلة الثانوية: العدد 1266233 طالبًا، بحد أدنى وأعلى 56 ج و100 ج، ومتوسط إجمالي 8 و98 مليون جنيه.

5- في المدارس القومية: وعددها 155 مدرسة في 39 مؤسسة تعليمية تعاونية لها طابع حكومي خاص وتتفاوت رسومها الدراسية الرسمية تفاوتًا كبيرًا، حيث ضمت حوالي 75 ألف طالب في العام الدراسي 2004 / 2005م، منهم نحو 10 آلاف طفل قبل المرحلة الابتدائية بمتوسط 2000 جنيه مصروفات، بإجمالي متوسط = 20 مليون جنيه.

- وحوالي 25 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية، بمصرفات بين ألفي وثلاث آلاف جنيه سنويًّا للطالب، أي: بإجمالي متوسط 5 و62 مليون جنيه سنويًّا.

- ومنهم حوالي 30 ألف طالب في المرحلة الإعدادية بنفس متوسط الرسوم والمصروفات تقريبًا، أي بمتوسط إجمالي 75 مليون جنيه في العام.

- ومنهم حوالي 10 ألف طالب في المرحلة الثانوية بمتوسط مصروفات 3 آلاف ج، ومتوسط إجمالي 30 مليون جنيه، وعليه فإجمالي جميع مراحل المدارس القومية = 5 و187 مليون جنيه في عام 2004 / 2005 م.

6- في التعليم الفني الثانوي: بلغ عدد طلاب التعليم الفني الثانوي (التجاري والصناعي والزراعي) عام 2004 /2005 م نحو 2090008 طالبًا موزعين على 1868 مدرسة، وتتفاوت الرسوم والمصروفات الرسمية على هذه الأنواع التعليمية سواء بالقطاع الحكومي أو التعليم الخاص، وبحساب المتوسط نجد:

- متوسط المصروفات في التعليم الصناعي = 7 و58 مليون جنيه.

- متوسط المصروفات في التعليم التجاري = 7 و36 مليون جنيه.

- متوسط المصروفات في التعليم الزراعي = 1 و14 مليون جنيه.

وعلى ذلك فمجموع ما أنفقته الأسر المصرية على التعليم الثانوي الفني الحكومي = 5 و109 مليون جنيه.

7- في التعليم الفني بالمعاهد الفنية الحكومية المتوسطة: وهذه المعاهد التابعة لوزارة التربية والتعليم روافد من التعليم الفني التجاري والصناعي فوق المتوسط، بدراسة عامين بعد الثانوية العامة أو خمس سنوات بعد الشهادة الإعدادية، وقد وزاد عدد طلابها إلى نحو 132 ألف طالب عام 2003 / 2004م، وقد بلغ متوسط إجمالي المصروفات فيها في عام 2004 / 2005 م = 5 و8 مليون جنيه، هذا كله بخلاف ما ينفق على مجموعات التقوية والدروس الخصوصية، وإن كانت في المدارس الفتية أقل من التعليم العام.

8- الإنفاق العائلي على مجموعات التقوية بالمدارس الحكومية: مع زيادة الكثافة الطلابية في الفصول والتي بلغت 65 طالبًا بالفصل الواحد، وصعوبة إدارة العملية التعليمية فيها وللحد من الدروس الخصوصية لجأت وزارة التربية والتعليم إلى تنظيم مجموعات تقوية مدرسية للطلاب بصورة اختيارية. وحساب إجمالي ما تنفقه الأسر على هذه المجموعات أمر صعب في ظل عدم توافر معلومات ذات مصداقية في هذا الشأن.

طريقة للحساب:

بافتراض 3 صور من هذه المجموعات من جهة عدد طلاب هذه المجموعات، ومن جهة عدد المواد التي التحق بها الطلاب وإيجاد متوسط هذه الصور الثلاث:

- صورة منخفضة: يشارك فيها 25 % من الطلاب، وفي مادة دراسية واحدة فقط.

- صورة مرتفعة: يشارك فيها 50 % من الطلبة وفي متوسط خمس مواد دراسية.

- صورة متوسطة: يشارك فيها 25 % من الطلبة في متوسط ثلاث مواد دراسية.

مع مراعاة أن مجموعات التقوية على نوعين: مجموعة عادية، ومجموعة متميزة، والثانية أقل في العدد وأعلى في المصروفات، وقد حددت الوزارة أعداد الطلاب والمصروفات في المجموعتين.

وقد بلغ إجمالي الصورة المنخفضة من خلال 25 % من طلاب كل مرحلة من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في متوسط مصروفات مادة واحدة من مواد كل مرحلة = 9 و54 مليون جنيه.

وبلغ إجمالي الصورة المرتفعة من خلال 50% من طلاب كل مرحلة من المراحل الثلاث في متوسط مصروفات خمس مواد من مواد كل مرحلة = 5 و548 مليون جنيه.

بينما بلغ إجمالي الصورة المتوسطة من خلال 25 % من طلاب كل مرحلة من المراحل الثلاث في مصروفات ثلاث مواد من مواد كل مرحلة = 6 و164 مليون جنيه، وعلى ذلك فالمتوسط الحسابي للإنفاق العائلي على مجموعات التقوية المدرسية بالمدارس الحكومية لعام 2004 / 2005 م = 265 مليون جنيه (للاستزادة: راجع في ذلك، الدراسة الجادة للباحث والخبير في الشئون الاقتصادية الأستاذ عبد الخالق فاروق: كم ينفق المصريون على التعليم؟ ط. مكتبة الأسرة 2016 م - الهيئة المصرية العامة للكتاب - ص: 113 – 128).

ومما هو جدير بالذكر هنا: أن كتب جميع المواد الدراسية تقدَّم للطلاب في المدارس الحكومية مجانًا في مراحل التعليم المختلفة: الابتدائية والإعدادية والثانوية، ورسميًّا لا ارتباط بينها وبين الرسوم والمصروفات المقدَّمة من أولياء الطلاب للمدرسة التي التحقوا بها، وإن ما يسدده أولياء الطلاب للمدرسة من رسوم ومصروفات هو بخلاف ما ينفقونه على الكتب الدراسية الخارجية، وإن ما ينفقه أولياء الأمور على مجموعات التقوية داخل المدارس الحكومية بخلاف ما ينفقونه على الدروس الخصوصية في البيوت، والمراكز التعليمية.

وعلى نفس المنوال: يستكمل الأستاذ عبد الخالق فاروق محاولة رصد ما تنفقه العائلات على أبنائها في التعليم بالجامعات الحكومية، ومؤسسات التعليم الخاص، وما ينفق على الكتب الخارجية والدروس الخصوصية، فيقرر:

- أن تكاليف الرسوم والمصروفات بالجامعات الحكومية تساوي 9 و369 مليون جنيه في العام الدراسي 2004 / 2005 م.

- وأن نفقات مجموعات التقوية بالجامعات الحكومية متوسطها يساوي 8 و226 مليون جنيه في نفس العام، وهذا بخلاف تكاليف الكتب الجامعية والمذكرات الدراسية وتصوير المذكرات.

- وأن متوسط تكاليف الرسوم والمصروفات في المدارس الخاصة والأجنبية والتي بلغ عددها 4500 مدرسة، انخرط فيها ما يزيد قليلًا عن 5 و1 مليون طالب وطالبة في العام 2004 /2005م، يساوي 11025 مليون جنيه.

- وأن متوسط تكاليف المعاهد العليا والمتوسطة الخاصة في عام 2004 / 2005 م، تتراوح بين 5 و450 مليون جنيه إلى 5 و556 مليون جنيه.

- وأن متوسط ما أنفقته الأسر المصرية على أبنائها في الجامعات الخاصة في العام الدراسي 2004 / 2005 م يدور حول 300 مليون جنيه، وهذا بخلاف المصاريف الأخرى مثل التنقلات ومجموعات التقوية الدراسية التي قد تنظمها بعض هذه الكليات والمعاهد الخاصة.

تكاليف الكتب الخارجية:

برغم الجهود المبذولة من جانب الدولة في تطوير وتحسين الكتب المدرسية، والتي بلغت معها مخصصات الإنفاق على الكتب المدرسية في العام الدراسي 2005 /2006 م حوالي 2 و1 مليار جنيه تنفق على طباعة حوالي 170 مليون نسخة في كافة الفروع العلمية في جميع المراحل التعليمية تنافست في طباعتها المطابع العامة والخاصة؛ برغم ذلك ظل سوق الكتب الخارجية سوقا منتعشة انتعاشًا متزايدًا، بكل ما يمثله من عبء إضافي على الأسر المصرية؛ إضافة إلى تأثيرها السلبي على العملية التعليمية ذاتها من خلال ترسيخ مفهوم التلقين والحفظ، دون تعميق وسائل الفهم والنقد والتحليل.

ورغم تضارب البيانات حول حجم توزيع الكتب الخارجية وأسعارها؛ فقد قدَّر الأستاذ عبد الخالق فاروق أن نفقات الأسر المصرية على بند الكتب الخارجية عام 2004 / 2005م تدور حول مبلغ 625 مليون جنيه (راجع المصدر السابق، ص 164).

وقدَّر الأستاذ عبد الخالق فاروق: أن المتوسط الحسابي لنفقات الأسر المصرية على الدروس الخصوصية في عام 2004 / 2005م، نحو 3 و9 مليار جنيه (المصدر السابق، ص 178).

ويقول الأستاذ عبد الخالق فاروق في نهاية دراسته: (وبالتالي فإن مجموع ما تحملته الأسر المصرية على أبنائها في ذلك العام -مع استبعاد مصروف الجيب اليومي لأبناء المدارس الخاصة والجامعات الخاصة- يتراوح بين 9 و36 مليار جنيه كحد أدنى، و6 و51 مليار جنيه كحد أقصى. وإذا كانت الاعتمادات المخصصة في موازنات عام 2004 / 2005م للتعليم تقدَّر بحوالي 26 مليار جنيه؛ هكذا تبيَّن أن الإنفاق العائلي يكاد يزيد عن الإنفاق الحكومي ذلك العام بأكثر من 11 مليار جنيه إلى 28 مليار جنيه، بحيث نستطيع أن نشير إلى إنفاق مجتمعي على التعليم في مصر يتجاوز عام 2004 /2005 م حوالي 63 مليار جنيه إلى 6 و77 مليار جنيه (راجع المصدر السابق 183 - 184).

مما قيل عن التعليم:

- (قضاء يوم مع معلِّمٍ عظيمٍ أفضل من قضاء ألف يوم من الدراسة) (حكمة يابانية).

- (لن نكون مجتمعًا متعلمًا، ولن يكون هناك عصر علم؛ إلا إذا أعطينا المعلم ما يستحق) (فيديريكو ميور).

- (علِّم الناس وسيختفي الطغيان والظلم، كما تختفي الأرواح الشريرة عند بزوغ الفجر) (حكمة يابانية).

- (المعلمون يفتحون الأبواب، لكنك تدخل وحدك) (حكمة صينية).

- (سأنسى إذا قلتَ لي، وسأتذكر إذا أريتني، وسأفهم إذا أشركتني) (حكمة صينية).

- (لا يجاهد المعلِّم العظيم كي يشرح رؤيته، لكنه يدعوك في بساطة أن تقف بجواره وترى بنفسك) (ر. إنمان).

- (يجب أن يكون هدف التعليم هو أن يعلمنا كيف نفكر، وكيف نطور عقولنا، وأن يساعدنا على أن نفكر لأنفسنا وليس أن نثقل ذاكرتنا بأفكار آخرين!).

- (إحدى وظائف التعليم هي أن ندخل التلاميذ مواقف لا يمكن الخروج منها إلا بالتفكير، فلا تعوقوا أطفالكم وتجعلوا حياتهم سهلة) (روبرت هينلين).

- (قليل من معرفة فاعلة أفضل مائة مرة من معرفة عاطلة) (خليل جبران).

- (أكثر ما يميز المعلم غير العادي هو أنه يتفوق على طرق التعليم المتفق عليها) (مارجريت ميد).

- (لن تضطر إلى العمل في أي يوم من حياتك إذا اخترت العمل الذي تحبه) (كونفوشيوس).

- (كل ما نتمنى أن ندخله في حياتنا يجب أن ندخله أولًا في مدارسنا) (فون همبولد).

- (دعنا ننظر إلى التعليم كوسيلة لتنمية وتطوير أعظم قدراتنا؛ لأن لكل واحد منا هدفًا خاصًّا وحلمًا إذا تحقق يمكن ترجمته إلى فائدة له وقوة أعظم لأمتنا) (جون. ف. كينيدي).

- (جهل ناخبٍ واحدٍ في نظامنا الديمقراطي يهدد أمن الجميع) (جون كينيدي).

- (إذا لم يستطع المجتمع الحر أن يساعد الأغلبية الفقيرة فلن يستطيع حماية الأقلية الغنية) (جون. ف. كينيدي).

- (التعليم ليس إعدادنا للحياة، بل هو الحياة ذاتها) (جون ديوي).

- (إذا تجاهلنا أهم وأصعب مهمة وهي التعليم، فإننا بذلك نرفض مواجهة صناعة رؤية تجعل مستقبل أمريكا أكثر عدلًا ونبلًا وجمالًا) (جورج. س. كاونتس).

- (إذا أغلقت مدرسة فستضطر أن تبني زنزانة) (مارك توين).

- (مَن يفتح مدرسة يغلق سجنًا) (فيكتور هوجو).

- (المدارس والسجون بدائل: عليك أن تبني العديد من الثانية إذا لم يكن عندك الكثير من الأولى) (هوراس مان).

- (الهدف الأول لأي أمة واعية هو التعليم الجيد لشبابها) (ديسيدريوس إيراسموس).

- (أعظم وأفضل ما نفعله من أجل شعبنا هو أن نعلم شبابنا) (ماركوس. ت. سيسرو).

- (من السهل أن تقود المتعلمين، ومن الصعب أن تسوقهم، ومن المستحيل أن تستعبدهم) (هنري بيتر بوغام).

- (الهدف من تعليم الطفل هو أن تساعده على العيش في الحياة دون مساعدة معلمه) (إلبرت هوبارت).

- (عندما تلتقي القدرة الكامنة عند الطالب مع معلم يعرف كيف يطلق هذه القدرة تحدث المعجزة) (ميري هات وود).

(للاستزادة راجع: التعليم ومستقبل مصر، د. وجدي زيد - مكتبة الأسرة 2015 م - الهيئة العامة المصرية للكتاب،  ص: 113 – 132).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة