الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

دروس من قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله (موعظة الأسبوع)

التيسير على المسلمين، والتفريج عن همومهم، ورحمتهم في شدتهم ومحنتهم، سبب لرحمة الله وتيسيره وتفريجه عن العبد يوم القيامة

دروس من قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله (موعظة الأسبوع)
سعيد محمود
الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٢:٣٦ م
2813

دروس من قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛   

المقدمة:

- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربي أصحابه -وأمته عمومًا- بألوانٍ مِن التربية، وصور مِن التزكية، تحقيقًا للمهمة التي بعثه الله لأجلها، ومِن تلكم الأساليب القصص: قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (يوسف:111).

- ومِن ذلكم: تلكم القصة التي حكاها لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضائل الأعمال، وهي: قصة رجل لم يجد عملًا صالحًا عمله عندما جاءته ملائكة الموت تنزع روحه؛ إلا أنه كان يتجاوز في مبايعته عمن يبايعهم، فإذا داين الناس، وحل الأجل، فينظر الموسر إلى أن يجد سدادًا، ويتجاوز عن المعسر، وكان يرجو من وراء عمله أن يتجاوز الله عنه، فتجاوز الله عنه، وغفر له ذنوبه بتجاوزه في تعامله.

- وقد حملها أصحابه -رضي الله عنهم- إلينا: روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ رَجُلًا كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ، أتاهُ المَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فقِيلَ له: هلْ عَمِلْتَ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: مَا أعْلَمُ، قيلَ له: انْظُرْ، قالَ: ما أعْلَمُ شيئًا غيرَ أنِّي كُنْتُ أُبايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيا وأُجازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ المُوسِرَ، وأَتَجاوَزُ عَنِ المُعْسِرِ، فأدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ)، وفي رواية عن حذيفة أيضًا: (تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، فقالوا: أعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شيئًا؟ قالَ: لا، قالوا: تَذَكَّرْ، قالَ: كُنْتُ أُدايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيانِي أنْ يُنْظِرُوا المُعْسِرَ، ويَتَجَوَّزُوا عَنِ المُوسِرِ، قالَ: قالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: تَجَوَّزُوا عنْه) (رواه مسلم).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ) (متفق عليه). وفي رواية عند مسلم: (أُتِيَ اللَّهُ بعَبْدٍ مِن عِبَادِهِ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَقالَ له: مَاذَا عَمِلْتَ في الدُّنْيَا؟ قالَ: وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا، قالَ: يا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالَكَ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكانَ مِن خُلُقِي الجَوَازُ).

(1) فضل الأعمال الصالحة عند الموت:

- حضور ملائكة الرحمة وملائكة العذاب عند خروج الروح: قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء:97)، وقال: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال:50)، وقال في حق المؤمنين: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30).

- وهنا يظهر فضل المؤمن من الكافر والصالح من الطالح: ففي القصة: (هلْ عَمِلْتَ مِن خَيْرٍ؟)، وفى الرواية الأخرى: (فقالوا: أعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شيئًا؟)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الميِّتَ إذا وُضِع في قبرِه، إنَّه يسمَعُ خفْقَ نِعالِهم حين يُولُّون مدبرين، فإن كان مؤمنًا كانت الصَّلاةُ عند رأسِه، وكان الصِّيامُ عن يمينِه، وكانت الزَّكاةُ عن شمالِه، وكان فعلُ الخيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عند رِجلَيْه، فيُؤتَى من قِبَلِ رأسِه فتقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِه فيقولُ الصِّيامُ: ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِه فتقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مدخَلٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيْه فيقولُ فِعلُ الخيراتِ من الصَّدقةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخلٌ... ) (رواه الطبراني في الأوسط، وابن حبان، وحسنه الألباني).

- وصاحبنا وإن كان مقصرًا في الأعمال الصالحة؛ إلا أنه كان على عمل صالح جليل يحتسبه عند الله: (فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ).

(2) فضل إنظار الموسر والتجاوز عن المعسر:

- كان الرجل قليل العمل، ومع ذلك نال المغفرة والجنة بهذا العمل؛ فدل على عظيم فضل هذا العمل: ففي الرواية الأخرى: (نَحْنُ أحَقُّ بذلكَ منه، تَجاوَزُوا عنْه) (رواه مسلم).

- حال المدين المعسر وما يصاحبه من هم وغم وكرب وحرج، يشير إلى فضل التفريج عنه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الدَّين بصيغ كثيرة، فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن المَأثمِ والمَغرمِ) فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ المَغْرَمِ؟ قَالَ: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ) (متفق عليه)؛ ولذلك قال بعض السلف: "ما دخل همُ الدَّين قلبًا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه" (فتح الباري حاشية حديث 6002)، (فتصور هذا الإنسان إذا أنظره الدائن، بل إذا تجاوز عنه؟!). 

- التيسير على المسلمين، والتفريج عن همومهم، ورحمتهم في شدتهم ومحنتهم، سبب لرحمة الله وتيسيره وتفريجه عن العبد يوم القيامة: قال -تعالى-: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:280)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أَوْ لِيَضَعْ لَهُ) (رواه مسلم، وابن ماجه واللفظ له)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

- أصحاب محمد المثل الأعلى في إنظار المعسرين والتجاوز عن المعسرين: عن عبد الله بن أبي قتادة: أنَّ أبا قتادة طلب غريمًا له فتوارى عنه ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله؟ قال: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ) (رواه مسلم).

وعن عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت قال: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ، مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ، وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ، قَالَ: أَجَلْ، كَانَ لِي عَلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ، فَسَلَّمْتُ، فَقُلْتُ: ثَمَّ هُوَ؟ قَالُوا: لَا، فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ: سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي، فَقُلْتُ: اخْرُجْ إِلَيَّ، فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ، فَخَرَجَ، فَقُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي؟ قَالَ: أَنَا، وَاللهِ أُحَدِّثُكَ، ثُمَّ لَا أَكْذِبُكَ، خَشِيتُ وَاللهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ، وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ، وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكُنْتُ وَاللهِ مُعْسِرًا قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ؟ قَالَ: اللهِ. قُلْتُ: آللَّهِ؟ قَالَ: اللهِ قُلْتُ: آللَّهِ. قَالَ: اللهِ.

قَالَ: فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي، وَإِلَّا، أَنْتَ فِي حِلٍّ، فَأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ -وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ- وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا -وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ- رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ) (رواه مسلم).

(3) فضل التاجر الصالح:

- كان صاحبنا مع قلة عمله للخير، تاجرًا يحسن معاملة الناس، فنال بذلك فضلًا: (... غيرَ أنِّي كُنْتُ أُبايِعُ النَّاسَ... ).

- التاجر الصادق الأمين مرحوم في الدنيا والآخرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رَحِمَ اللَّهُ(1) رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى) (رواه البخاري)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (التاجرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- التاجر الأمين استحق هذه المكانة لندرته بين التجار(2): قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ التُجَّارَ هُمُ الفُجَّارَ) قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَوَ لَيسَ قَد أَحَلَّ اللَّهُ البَيعَ؟ قَالَ: (بَلَى، وَلِكِنَّهُم يُحَدِّثُونَ فَيَكذِبُونَ، وَيَحلِفُونَ فَيَأْتَمُونَ) (رواه أحمد في مسنده والحاكم، وصححه الألباني).

- ولذلك رغَّب الشرع التجار في حسن الخلق والصدق، ورهب مِن ضدِّ ذلك: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما) (متفق عليه)، وروي عن أبي سعيد مرفوعًا: "ألا إنَّ خيرَ التُّجَّارِ مَن كانَ حسنَ القضاءِ حسنَ الطَّلبِ، وشرَّ التُّجَّارِ من كانَ سَيِّئَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ" (رواه أحمد).

خاتمة:

- لقد كان صاحبنا مع قلة عمله، حسن القضاء، حسن الطلب، فتجاوز الله عن تقصيره: ففي رواية لمسلم: (حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ).

فاللهم اقضِ الدَّين عن المدينين، وفرِّج كرب المكروبين، وتجاوز عنا يا كريم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال الحافظ -رحمه الله- في الفتح: "قال الكرماني: يحتمل الدعاء والخبر، وحديث الباب يؤيد الثاني -حديث القصة-، وقرينة الاستقبال المستفاد مِن "إذا" تجعله دعاءً، وتقديره: رحم الله رجلًا يكون كذلك".

(2) قال القاضي: "لَمَّا كَانَ مِنْ دَيْدَنِ التُّجَّارِ: التَّدْلِيسُ فِي الْمُعَامَلَاتِ، وَالتَّهَالُكُ عَلَى تَرْوِيجِ السِّلَعِ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُمْ مِنَ الْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ وَنَحْوِهَا، حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ وَاسْتَثْنَى مِنْهُمْ مَنِ اتَّقَى الْمَحَارِمَ، وَبَرَّ فِي يَمِينِهِ وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ" (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة