الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مَن الجاني؟!

فمن الجاني؟ الحقيقة هو غياب الوعي الديني، وتهميشه في الحياة؛ أين القرآن في حياتنا؟

مَن الجاني؟!
محمود دراز
الاثنين ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٦:٢٧ م
589

مَن الجاني؟!

كتبه/ محمود دراز

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فإننا نرى الآن في هذا الزمان كثرة ضياع الشباب ما بين اتباع الشهوات والإدمان والبلطجة التي نراها الآن في جميع البلدان؛ في المدن والقرى والنجوع، فمَن الجاني؟!

هل الأصل في التربية أم في الأجواء المحيطة بالكائن الحي أم هما الاثنان معًا؟!

إن من فضل الله على بني آدم أن أرشدهم إلى طريق النور، ولكن الكثير اختار طريق الظلام فالنبي -صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ) (متفق عليه).

قوله: (كُلُّكُمْ رَاعٍ) أي: حافظ مؤتمن، وملتزم بإصلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه.

ومَن لا رعية له؛ أي: يعيش وحيدًا منفردًا، فلا يظن أنه غير مأمور أو خرج من أحكام الحديث، فهو راع على أعضائه وجوارحه ومسئول عنها يصرفها في فعل المأمورات، ويجتنب المنهيات فعلًا ونطقًا واعتقادًا، فجوارحه وقواه وحواسه رعيته.

فمن الجاني؟

الحقيقة هو غياب الوعي الديني، وتهميشه في الحياة؛ أين القرآن في حياتنا؟

أين السُّنة في حياتنا؟!

فمَن تمسك بهما كان منبوذًا من كثير من الاتجاهات، ولكن هذا هو حال الحياة، فسلعة الله غالية؛ فمَن الجاني؟!

يارب البيت، لا تحسب أنك نوح -عليه السلام-؛ فإن نبي الله نوحًا -عليه السلام- لم يقصِّر مع رعيته، فحتى وقت الطوفان قال لابنه: (يَ ابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) (هود:42)؛ لأن هناك مَن يقصر في التربية، ويأخذ ابن سيدنا نوح -عليه السلام- مثالًا يرضي به نفسه؛ فاعلم أن تقصيرك سوف تراه في الحياة وفي الآخرة عقابًا لك، أما مَن أخذ بكل السبل المتاحة لتربية أولاده وشذ أحدهم، فلا لوم عليه؛ لأن الله قال: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ . يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس:33-37).

وأيضًا قوله -تعالى-: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38)، أي: مأخوذة بعملها.

فيا مَن أنت على قيد الحياة ما زال الباب أمامك لم يغلق؛ فلا تغلقه بإصرارك على فعل المهلكات حتى لا تكن أنت الجاني!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة