الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حديث الأنبياء (2) تكريم الله للأنبياء

حديث الأنبياء (2) تكريم الله للأنبياء
خالد آل رحيم
الأحد ٠٧ مارس ٢٠٢١ - ١٠:١٠ ص
373

حديث الأنبياء (2) تكريم الله للأنبياء

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فنتواصل في الحديث عن الأنبياء، وحديثنا اليوم عن تكريم الله لهم وحفظه ومعيته، وكما ذكرنا أن الأنبياء جميعًا مكرَّمون عند الله، ولهم ومكانة وفضل بعضهم على بعض، وذكر بعضهم ولم يذكر الكثير، كما قال -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (غافر:78)، وحديثنا عن مَن قصهم الله على نبيه في القرآن الكريم، فقد كرم -تعالى- آدم -عليه السلام-، وهو أبو البشر جميعًا بمَن فيهم الأنبياء والرسل، فخلقه -تعالى- بيديه، ونفخ فيه مِن روحه وأمر الملائكة بالسجود له حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) (البقرة:34)، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (ص:71-72).

وقد اختص الله -تعالى- آدم -عليه السلام- بأربع خصائص:

الأولى: خلقه بيديه وفيها رد على مَن يدعي أن اليدين تعني القدرة، بل له -تعالى- يدين كما وصف نفسه، ولكن ليس كأيدي البشر دون تعطيل أو تكييف أو تمثيل، فهو -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)

الثانية: نفخ -تعالى- فيه من روحه.

الثالثة: أسجد له الملائكة.

الرابعة: أعلمه الله -تعالى- أسماء الأشياء كلها، وقد ذكر آدم -عليه السلام- في القرآن الكريم ست عشرة مرة، وهذا إدريس -عليه السلام- حيث قال -تعالى- فيه: (وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا) (مريم:57).

قال السعدي -رحمه الله-: "أي: رفع الله ذكره في العالمين، ومنزلته بين المقربين، فكان عالي الذكر، عالي المنزلة" (تفسير السعدي).

وقال البغوي -رحمه الله-: "وقيل: هو أنه رُفع إلى السماء الرابعة" (تفسير البغوي).

وهذا نوح -عليه السلام- قال -تعالى-: (وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ) (هود:37).

قال السعدي -رحمه الله-: "أي: بحفظنا ومرأى منا وعلى مرضاتنا، وهذا إبراهيم -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَلَقَد آتَينا إِبراهيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَكُنّا بِهِ عالِمينَ) (الأنبياء:51)".

قال السعدي -رحمه الله-: "أعطيناه رشده واختصصناه بالرسالة والخلة، واصطفيناه في الدنيا والآخرة؛ لعلمنا أنه أهل لذلك وكفء له".

وهذا إسحاق -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) (الصافات:113).

قال السعدي -رحمه الله-: "أنزلنا عليهما البركة التي هي النمو والزيادة في علمهما وعملهما وذريتهما" (تفسير السعدي).

وهذا يعقوب -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (فَلَمّا أَن جاءَ البَشيرُ أَلقاهُ عَلى وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصيرًا) (يوسف:96)، عند هذه النعمة التي أعطاها له المولى -تعالى- قال لأبنائه: (أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ) (يوسف:96).

وهذا يوسف -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَأَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هـذا وَهُم لا يَشعُرونَ) (يوسف:15)، وهذه فيها بشارة ليوسف -عليه السلام- تكريمًا له مِن الله أنه لن يصيبك أذي مما فعلوا، بل وستخبرهم بهذا كله.

وهذا موسى -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:7)، (قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى) (طه:46)، (وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني) (طه:39)، فحفظه وكرَّمه المولى -تعالى- وليدًا وصبيًّا وكبيرًا.

وهذا داود -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سبأ:10)، (وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ) (الأنبياء:79).

وهذا سليمان -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ . وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) (الأنبياء:81-82)، (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) (النمل:16).

وهذا عيسى -عليه السلام- حيث قال -تعالى-: (وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا . وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا) (مريم:31-33).

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة