الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) (2) التمايز الخلقي الجسدي

(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) (2) التمايز الخلقي الجسدي
نور الدين عيد
الثلاثاء ٢٠ أبريل ٢٠٢١ - ١١:٠١ ص
205

)وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) (2) التمايز الخلقي الجسدي

كتبه/ نور الدين عيد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن مَن لم يعلم حقيقة التمايز الخلقي بين الرجل والمرأة وقع في الظلم، والشرع قد تنزَّه عن العنت والمشقة، والرب قد تنزَّه عن الظلم، قال -تعالى- فيما يرويه عن رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا) (رواه مسلم)، وأسوأ الأحوال: ادعاء الحق في ثوب الظلم؛ وهذا للبعد عن الحق الذي أتى به الشرع، فتكليف الضعيف بمهام القوي جهل، وتسوية المتباينات تناقض، وهذا الذي يعانيه الغرب في هذه المعادلة، فهل نساؤهم مصونات؟! وهل مساواتهن بالمهام الشاقة التي تخص الرجال نوع تمييز وعقل؟!

توارد هذه الأسئلة على هذا الواقع لا إجابة له؛ إلا استعمالهن في شهواتهم كالسلع المستهلكة! فلا حرمة ولا صيانة ولا كرامة، فشعاراتهم زائفة، ومجتمعاتهم متهالكة متفرقة، فبقي أن يذيقوا ديارنا كأس مرارتهم، ويذيبوا طهارة عرضنا في نجاستهم، وسبيله شعارات جوفاء كاذبة تروج بعد خطوات على ضعاف الإيمان، فهل فعلًا الرجل والمرأة يتحملان تكليفًا متطابقًا من كل وجه، أم يختص كل منهم بخصائص تميزه في خلقته، وعقله، وطبيعته ونفسيته؟

أما الجانب الخُلُقي التكويني فتباينه لا يحتاج إلى بيان، ولكن نسلِّط الضوء على مفارقات يشهد لها الشرع والطب، على تدرج، فنشرع من النطفة إلى الاكتمال، مبرزين التباين، مذعنين لحكمة الخالق في تشكيله وتخليقه وتكليفه، وكل بحكمته.

أما النطفة:

نقل الدكتور أحمد شوقي إبراهيم في موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي (2/65): "الحيوانات المنوية المؤنثة تحمل الكروموسومين (xx) وأنها أثقل وزنًا، وأبطأ حركة، مثلها مثل الدبابات الثقيلة، من الحيوانات المنوية المذكرة التي تحمل الكروموسومين yx التي هي أخف وزنًا، وأسرع حركة، مثلها مثل المصفحات الخفيفة"، فهذا طور محكوم متناسق.

وذكر د. محمد علي البار: "فلكل من الحيوان المنوي الذكوري والأنثوي خصائص متباينة عما عليه الآخر تميزه وتميزها بخصائص واضحة، فالذكوري رأس مدبب وعليه قلنسوة مصفحة، وله ذيل طويل، سريع الحركة قوي الشكيمة، لا يقر له قرار حتى يصل إلى هدفه أو يموت، أما الأنثوي بويضة كبيرة الحجم، هادئة ساكنة، تسير بدلال، فإن أتاها زوجها وإلا ماتت في مكانها، ثم قذفها الرحم مع دم الطمث" (عمل المرأة في الميزان ص 66).

ومِن ثَمَّ يتمايز الجنين: الذكر بعد عن الأنثى في الرحم بمنطقة تسمَّى تحت المهاد تفرز تمايزًا هائلًا، وكثرة في الغدد الصماء عما عليه في الأنثى، وهذا بسبب هرمون التستيرون الذي تفرزه مشيمة الجنين الذكر، فهو عند الذكر عشرة أضعاف ما عند الأنثى، وهو السبب الرئيس للاختلافات البيولوجية بين الجنسين، ومِن ثَمَّ ينتقل التأثير إلى تكوين الدماغ، وبقية الجهاز العصبي المركزي؛ فهذا تقديرالعزيز العليم، وهذا خلقه وحكمته في توطئة شرعه وتكليفه.

أما التباين في الخلقة الهيكلية:

فأما الجمجمة: ذكر د. محمد وصفي: "جمجمة الرجل أكبر حجمًا وأثقل وزنًا من جمجمة المرأة"، والتلافيف الموجودة في مخ الرجل هي أكثر بكثير من تلك الموجودة في مخ المرأة، ويزيد في المتوسط مخ الرجل عن المرأة بمقدار مائة جرام، وكما يزيد حجمه بمعدل مائتي سنتيمتر مكعب، ونسبة مخ الرجل إلى جسمه (1/40)، بينما المرأة (1/44)".

وهذا له علاقة بعد في التكوين التشريحي العقلي، الذي نذكره في المقال المقبل -بإذن الله-، محاولين إبراز حقائق الخلق، التي يتجلَّى بها شيء من محاسن التشريع في التخصيص في التكليف.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com