الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (2)

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (2)
الاثنين ٠٩ يناير ٢٠٢٣ - ١٤:٤٣ م
102

 

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (2)

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أيها المسلم الحبيب... هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! 

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَالقرآن حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا ‌أَوْ ‌مُوبِقُهَا) (رواه مسلم).

وهذا نداء يوجَّه إلى قارئ القرآن؛ فنقول: 

- يا قارئ القرآن: ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)؟

هل تفكر في الموقف الرهيب الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين؟

هل أعددت العدة لسفرك لطويل؟

هل استعددت بإعداد زاد الآخرة الذي يبلغك المنزل أم أنك جئت ببضاعة مزجاة؟

هل اقتطعت من وقتك لأمر الآخرة، وإن كنت اقتطعت جانبًا من وقتك لطلب الآخرة، فهل هذا بالوقت الكافي للوصول إلى المنزل؟

فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

- يا قارئ القرآن: ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) (النساء:144)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة: 51)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (المائدة: 57)؟

فنقول لك: مَن تصاحب؟ هل تعرف عقيدة الولاء والبراء؟ وهل أنت تحب في الله وتبغض في الله؟ هل تصاحب أحدا من غير المسلمين تتخذه صديقًا مُقَرَّبًا؟ هل تكن له مودة ومحبة قلبية؟! هل تتشبه بغير المسلمين؟! فلتحذر. 

فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

- يا قارئ القرآن: ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال: 24)؟

إذا قلتَ: أنا ممَّن استجاب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-. 

قلنا: هل اطلعت على أوامر ربك ونواهيه؟ هل اطلعت على ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من قِبَل ربه؟ هل أنت عالم بالأحكام التي تعبد الله الناس بتنفيذها؟

- هل أنت تعرفت على سنة رسولك -صلى الله عليه وسلم- التي اشتملت على كل أبعاد حياة الإنسان؟

- فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

- يا قارئ القرآن: ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: 119)؟

فقد أوجب الله علينا ملازمة الصالحين والصادقين؛ فهل صاحبك القريب منك ماذا تقول عنه في ميزان الله - وليس في ميزانك أنت- عن مدى استمساكه بدين الله علمًا وعملًا، وتطبيقًا وسلوكًا، وعقيدة وشريعة؟

فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

- يا قارئ القرآن: ألم تقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف: 14)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7)؟

فقد أوجب الله تعالى علينا نصرة دينه وشرعه، وأن نكون جندًا من جنود الله تعالى، فمَن يذب ويدافع عن دين الله سبحانه؟

فهل أنت بهذه الأوصاف والأحوال؟

هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

أيها المسلم الحبيب.. هذا قليل من كثير، وما أردنا إلا التنبيه على ما نحن مقبلين عليه عند الله تعالى لنستعد للقاء الله -عز وجل-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة