الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن تكرار جريمة العدوان على "المصحف" في السويد

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن تكرار جريمة العدوان على "المصحف" في السويد
الأحد ٢٢ يناير ٢٠٢٣ - ٢٢:٤٥ م
550

 

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن تكرار جريمة العدوان على "المصحف" في السويد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فتستنكر "الدعوة السلفية بمصر" تكرار جريمة "حرق المصحف في السويد"، وهي الجريمة النكراء التي ارتبطت بالسويد في السنوات الأخيرة.

ومما يزيد من وقاحة تلك الجريمة: أنها تمت بتصريح من الحكومة السويدية! ومن المعلوم: أن تركيا تعارض انضمام السويد لحلف الناتو؛ بسبب دعم السويد لبعض التنظيمات التركية المعارضة، ومِن ثَمَّ صَرَّحت الحكومة السويدية لمتطرفين بحرق المصحف أمام السفارة التركية!

وإذا كان أهل الكتاب قد تلاعبوا بكتبهم؛ فأحلوا ما حرَّمته، وحللوا ما حرَّمته، وحرَّفوا وبدَّلوا، ومِن ثَمَّ وقع فيها التناقض والاختلاف، فنسبوا هذا التناقض إلى الوحي، واعتقدوا أنه يجب أن يفصل بين الدِّين وبين السياسة، أو بعبارة أدق: "بين الدِّين وبين تنظيم شئون الحياة"؛ فإن الإسلام أبعد ما يكون عن ذلك، ومِن ثَمَّ يحاول الغرب أن يصدِّر لنا هذا الفكر العفن المخالِف لديننا حيث قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162)، ولكنه يعود فيخلط بين الدِّين والسياسة بهذا الخلط الذي حري به أن يُرفض مِن كلِّ عاقل، فَيُقدِمون على إهانة دين الإسلام كردِّ فعل على خلاف سياسي حول عضوية دولة في "حلف الناتو!".

إن هذا الفعل على وقاحته لا يخلو من دروس وعِبَر، منها:

- إن الغربَ ما زال يعامل البلاد الإسلامية على هذه الصفة، وإن قطعت في العالمانية أشواطًا بعيدة، وهو مما يوجب على المسلمين أن يتمسكوا بإسلامهم؛ عقيدة وشريعة، وأخلاقًا، وشمولًا لكلِّ مناحي الحياة، فنحن كما قال عمر -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدِّين، فمهما ابتغينا العز في غيره؛ أذلنا الله".

- إن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا رغم أن الشعوب الإسلامية ليست في صدارة الدول التي تمتلك القوة المادية؛ مما يؤكِّد أنهم يخافون من الإسلام ذاته، أو من عودة المسلمين إلى التمسك به والدعوة إليه، ومن قدرته على إقناع أصحاب العقول، وهذا مصداق قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نُصِرْتُ ‌بِالرُّعْبِ ‌مَسِيرَةَ ‌شَهْرٍ) (متفق عليه)، ودليل على أن أعداء الدِّين يعرفون قوته وقدرته على الانتشار، ومقدرته على الإقناع.

- إن أعداء الإسلام يدركون أنهم يخسرون في معركة الحجة والبيان إذا ما تعلَّق الأمر بأدلة صدق القرآن ووجوه إعجازه؛ فيلجؤون إلى ساحات السفالة والتطاول، وهذا اعتراف منهم بقلة حيلتهم وضعف حجتهم!

ونحن نبشِّرهم بأن كيدهم إلى بوار في الدنيا؛ فضلًا عما ينتظر مَن يفعل هذا من العذاب الأليم في الآخرة: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (الأنفال: 36).

والدعوة السلفية إذ تستنكر ذلك الإجرام: تطالب قيادات جميع دول العالم الإسلامي باستعمال أشد لهجات الاحتجاج لدى السويد، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وتقديم شكوى في المؤسسات الدولية، ووضع الدول الغربية الكبرى أمام مسئوليتها في هذه الأحداث، وإن كنا لا ننتظر منهم نصرًا، ولكن لعل الخجل أن يعرف إليهم طريقًا؛ فيكفوا عنا سفهاءهم.

إن المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وعلى رأسها: "الأزهر الشريف": مطالبة بالردِّ العملي بنشر القرآن وتفسيره، والتعريف بالإسلام في كلِّ ربوع الدنيا؛ فوالله ما نسدي إلى البشرية شيئًا أنفع لها من هدايتها إلى القرآن والإسلام، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107).

وتنصح الدعوة السلفية جميع المسلمين أن يستثمروا مواقع التواصل في التعريف بالإسلام والقرآن، وبالتعبير عن غضب الشعوب من هذا الإجرام المتكرر.

نسأل الله أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يردَّ كيد الكائدين إلى نحورهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الدعوة السلفية بمصر

الأحد 29 جمادى الآخرة 1444هـ

22 يناير 2023م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية