الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان فرصة للتغيير

رمضان فرصة للتغيير
السبت ٠١ أبريل ٢٠٢٣ - ١٠:٤٦ ص
152

 

رمضان فرصة للتغيير

كتبه/ عبد العزيز خير الدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

فليس غريبًا أن تجد مَن أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، وارتكب الكبائر، وانجرف عن الحق؛ أن تراه في شهر رمضان بالصفوف الأولى يصلي الصلوات الخمس والتراويح، أو يختم القرآن الكريم أكثر من مرة، أو يسارع في الخيرات، مثل: إطعام الطعام، والانفاق في سبيل الله؛ لأنه في النهاية بشر، وطبيعته تميل إلى الفطرة وإلى روحانيات هذا الشهر المبارك، لكن الغريب والعجيب جدًّا أن تجده بعد رمضان وقد عاد إلى ما كان عليه من فعل المحرمات، وترك الواجبات! 

فالمسلم الفطن هو الذي يستفيد من المِنَح الربانية، ومواسم الطاعات، ويستغلها استغلالًا يقيده ويقوده إلى رضاء الله ثم الجنة، فالذي هداك ووفقك أخي لصيام شهر رمضان ومنعك من فعل المنكرات، وغيَّر سلوكك، قد اصطفاك وخصك من بين خلقه لملازمة الطاعة، (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) (الأنعام: 125).

فكيف لك أخي أن تحيد عن هذا الطريق وقد وُفِّقت إلى السير فيه، واستشعرت حلاوة الطاعة، وذقت طعم الإيمان، والقرب من الرحمن؟!

أخي أنت تحتاج إلى عزيمة، ووقفة صادقه مع النفس، فرب رمضان هو رب كل الشهور، فرمضان مدرسة الأجيال، وجامعة مفتوحة، ودورة تأهيلية للقلب والبدن، درست فيها عمليًّا المحافظة على الطاعة، والإنفاق في سبيل الله، وقراءة القرآن والإحسان إلى الفقراء ومجالسة الصالحين والانشغال بطاعة الله؛ فكيف تنساق دون وعي أو بصيرة إلى البعد عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟!

ولهذا كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يجتهدون في العبادة ولا يتوقفون، بل قلوبهم في خوف، هل تقبل الله منهم هذه الأعمال الصالحة أم سترد عليهم يوم القيامة؟ 

قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ ‌وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون ??-??).

فعليك بالاستمرار في الطاعة واستعن بالله على تغيير حياتك؛ فأنت لا تدري متى تموت، ولأن تلقى الله -عز وجل- بعمل صالح خير لك من العودة إلى الخلف، فمَن أراد الله به خيرًا أعانه على الطاعة، كما جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي عتبة الخولاني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ)، قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: (يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)

اللهم ثبتنا على طاعتك، وأحسن ختامنا.

 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية