السؤال:
عندنا في بلدتنا المقابر مجمعة، وليس كل قبر على حدة؛
لأن الأماكن عندنا ضيقة جدًّا، ولا توجد أماكن كافية، فنضطر لعمل مقابر كبيرة
تحتمل أفرادًا كثيرة -مثل الغرف-، لكن نجعل النساء مع بعضهن في مقبرة مستقلة،
والرجال مع بعضهم في مقبرة مستقلة، ولضيق الأماكن فهناك أفراد مدفونون منذ عشرات
السنين في مقابر منفردة تحتل مساحة كبيرة نسبيًّا، فهل يجوز لأبناء هؤلاء الموتى
أن ينقلوا عظام أجدادهم إلى مقبرة كبيرة؛ الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء؛
لأجل أن يستفادوا بمكان اللحد، ويبنى مكانه مقبرة كبيرة تتسع لعدد أكبر؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيجوز جمع الموتى في قبرٍ واحدٍ، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في
شهداء أُحُد، ففي الحديث عن هشام بن عامر -رضي الله عنه- قال: شُكِيَ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجِرَاحَاتُ يَوْمَ أُحُدٍ،
فَقَالَ: (احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا،
وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَقَدِّمُوا
أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا) (رواه الترمذي، وصححه
الألباني)، وذلك مع موتهم في نفس الوقت؛ فيجوز بالأولى بعد وقتٍ، وتحولهم إلى عظامٍ.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com
