الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

اثبت... فإنك على الحق المُبِين (2)

اثبت... فإنك على الحق المُبِين (2)
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣ - ١١:٢٧ ص
65

 

اثبت... فإنك على الحق المُبِين (2)

كتبه/ أحمد شهاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فما زال حديثنا موصولًا حول الشبهات المتعددة التي تتحطم -بفضل الله ومِنَّتِه- على صخرات الوحي، وبنور كلمات الأجيال الأول تضمحل هذه الظلمات وتنقشع. 

ومن ذلك -إضافة إلى ما سبق في المقال الماضي-: دعوى أهل البدع والضلال: "أن العمل ليس من الإيمان!"؛ فيأتيك قول البخاري -رحمه الله-: "لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم، كلهم يقولون: الإيمان قول وعمل". وقول أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا، وشامًا ويمنًا، فكان مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص". 

وكلمات الإمام أحمد -رحمه الله-، وغيره من السَّلَف والخَلَف: أن الإيمان قول وعمل، بل نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل، عددٌ كبيرٌ من أهل العلم، منهم: الشافعي، والبغوي، وابن عبد البر، وغيرهم كثير.

ثم عندما يشككونك في "انتسابك للسَّلَف، وتمسكك بما كانوا عليه في الدين"؛ يأتيك قول الشعبي: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول"، وقول أبي الحسين الملطيُّ الشافعي (ت 377هـ): "الذي عندي من ذلك: أنْ تَلزَمَ المنهجَ المستقيمَ، وما نزَلَ به التَّنزيلُ وسُنَّةُ الرسولِ، وما مَضى عليه السَّلَفُ الصَّالِحُ، فعليك بالسُّنةِ والجماعةِ تَرشَدُ -إنْ شاءَ اللهُ-"، وقول اللَّالَكائي: "وكان من أعظمِ مَقولٍ، وأوضَحِ حُجَّةٍ ومَعقولٍ: كتابُ الله الحقُّ المُبينُ، ثمَّ قولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وصحابتِه الأخيار المتَّقين، ثم ما أجمع عليه السَّلَفُ الصَّالحون، ثم التمسُّكُ بمجموعِها والمُقامُ عليها إلى يوم الدِّين، ثم الاجتنابُ عن البِدَع والاستماعِ إليها ممَّا أحدثَها المضِلُّون".

ثم ينقل ابن قدامة الإجماع فيقول: "فقد ثبت وجوبُ اتِّباع السَّلَف -رحمةُ الله عليهم- بالكتاب، والسُّنَّة، والإجماع".

وحينما يجادلونك في "حرصك الشديد على الاتباع"؛ فيأتيك قول عمر بن عبد العزيز: "قِفْ حيث وقف القومُ، وقُلْ كما قالوا، واسكُتْ عمَّا سكتوا؛ فإنهم عن عِلمٍ وقَفوا، وببصرٍ نافذٍ كَفُّوا، وهم على كَشفِها كانوا أقوى، وبالفَضلِ لو كان فيها أحرى، فلئِنْ كان الهدى ما أنتم عليه فلقد سبقتُموهم إليه، ولئن قُلتم: حَدَث بعدهم، فما أحدثَه إلَّا مَن سلك غيرَ سبيلِهم ورَغِبَ بنفسِه عنهم، وإنَّهم لهُم السَّابقونَ، ولقد تكلَّموا منه بما يكفي، ووصفوا منه ما يَشفي، فما دونَهم مَقْصَرٌ ولا فوقهم مَحْسَرٌ؛ لقد قصَّرَ عنهم قومٌ فجَفَوا، وطَمَح آخرون عنهم فغَلَوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدًى مستقيمٍ".

وقول سهل بن عبد الله: "عليكم بالأثر والسُّنَّة؛ فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان، إذا ذكر إنسان النبي -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به في جميع أحواله؛ ذموه، ونفروا عنه، وتبرؤوا منه، وأذلوه وأهانوه!"، وقول أبي العالية: "عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا"، وقول الأوزاعي: "اصبر نفسَك على السُّنَّة، وقِفْ حيث وقف القومُ، واسلُكْ سبيلَ السَّلَفِ الصَّالح؛ فإنَّه يَسَعُك ما وَسِعَهم، وقُلْ بما قالوا، وكُفَّ عما كفُّوا، ولو كان هذا خيرًا ما خُصِصتم به دون أسلافِكم؛ فإنه لم يُدَّخَر عنهم خيرٌ خُبِّئ لكم دونهم؛ لفضلٍ عندكم"، وقوله: "يأتي على الناس زمان؛ أقل شيء في ذلك الزمان: أخ مؤنس، أو درهم من حلال، أو عمل في سنة".

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة