السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم مَن ينسب إلى الأولياء أنواع التصريف من الخلق الرزق والتدبير بزعم أن الله أقدرهم على ذلك!

حكم مَن ينسب إلى الأولياء أنواع التصريف من الخلق الرزق والتدبير بزعم أن الله أقدرهم على ذلك!
الاثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ - ١٣:١٠ م
56

 

السؤال:

1- تكلمتُ مع بعض الناس، فوجدته يقول: إن الأولياء يستطيعون أن يفعلوا أي شيء، لكن بأمر الله وإذنه، وليس مِن حقِّ أحدٍ أن يمنع من ذلك؟

2- وقال: ما المانع مِن أن يكون الولي يخلق -بإذن الله- كما أن عيسى -عليه السلام وهو بشر ليس إلهًا-، جعله الله يخلق ويحيي الموتى، لكن بإذنه -سبحانه وتعالى-، فهذا من باب الكرامات والمعجزات؟ فلم أستطع الرد. فأرجو بيان ذلك بالأدلة الشرعية.

3- في أي شيء أقرأ في هذه الموضوعات حتى أتعلم الرد على مَن يقول هذا الكلام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فهذا كلام أهل الزندقة الذين يجعلون الأولياء أربابًا من دون الله، لكن يضيفون: (بإذن الله)؛ فأشبهوا المشركين في قولهم: "إلا شريكًا هو لك، ملكتَه وما ملك!"؛ فهل أزالت الجملة الأخيرة شركهم؟! لا، لم تزله، فكذلك هؤلاء.

وماذا يصنعون بقول الله -تعالى-: (وَإِنْ ‌يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ ‌يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنعام: 17)، وقوله: (‌قُلْ ‌مَنْ ‌يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) (يونس: 31).

وقول هؤلاء الزنادقة عن الأولياء: إنهم يفعلون كل شيء حتى الخلق والرزق، والتدبير، وقبض الأرواح، وشطب الأرزاق؛ يخالف صريح القرآن بمجرد الظن!

2- عيسى -عليه السلام- شكَّل تمثالًا بإذن الله الشرعي، لا أنه خَلَق الطين حقيقة، وإنما خلق بمعنى شكَّل ونفخ بفمه؛ لا أنه الذي خلق الحياة في التمثال، وإحياء الموتى أن يدعو الله فيحيي الموتى، وليس أنه يملك ذلك متى أراد -كما يزعم الزنادقة!-.

3- اقرأ كتاب "النبوات" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com