الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

من أسباب علاج الهموم (3)

من أسباب علاج الهموم  (3)
الأربعاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٠ ص
52

 

من أسباب علاج الهموم  (3)

كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فما زلنا مع أسباب علاج الهموم والأحزان:

(5) حسن الظن بالله -تعالى-: في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، فالله -تعالى- يعاملك على حسب ظنك به، فلا تظن بربك ولا تتوقع إلَّا الخير، وفي حديث أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: (نَعَمْ)، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وَقُرْبِ غِيَرِهِ: أي: تغييره للأحوال.

(6) الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ)، قَالَ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ النِّصْفَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: (إِذًا يُكْفَى هَمُّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

(7) اجعل همك الآخرة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).

(8) انظر إلى مَن هو أشد بلاءً منك تعرف نعمة الله عليك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (رواه مسلم)، بل إن أهل المصاب ليتسلى بعضهم ببعض.

(9) ما يصيبك -مع الصبر والرضا- يكفر من ذنوبك أو يرفع درجاتك: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وأَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) (متفق عليه)، وعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

(10) الصلاة الخاشعة: قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة: 45)، وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

(11) الإكثار من ذكر الله.

وانظر فوائد الذكر في كتاب "الوابل الصيب" للإمام ابن القيم -رحمه الله-، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك وخليلك محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة