السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (3)

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (3)
الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - ١٠:٠٠ ص
77

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (3)

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلا بد من أهمية إدراك خطر الأساليب الخبيثة التي يستخدمها دعاة الإباحية ومروجي الشذوذ، لاستعطاف فئام من الناس للكلام والدفاع عن المثليين وحقوق الشواذ في المجتمع، كقولهم: إن الشذوذ الجنسي يُعد مرضًا عضويًّا!

وهذا كلام باطل شرعًا وعقلًا؛ فالله -عز وجل- قد رفع قدر الإنسان، ورفع الحرج عن المريض والأعمى والأعرج، بل والضعيف كما في سورة النور وسورة التوبة؛ فقد قال -تعالى-: (‌لَيْسَ ‌عَلَى ‌الْأَعْمَى ‌حَرَجٌ ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ(النور:61)، وقال أيضًا: (‌لَيْسَ ‌عَلَى ‌الضُّعَفَاءِ ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الْمَرْضَى ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الَّذِينَ ‌لَا ‌يَجِدُونَ ‌مَا ‌يُنْفِقُونَ ‌حَرَجٌ(التوبة:91)، بل ورخص الله -عز وجل- للمريض الفطر في رمضان، مع أن الصيام ركن من أركان الإسلام كما جاء في سورة البقرة، بينما عاقب الله -عز وجل- قوم لوط الذين مارسوا الشذوذ الجنسي -اللواط- بأن خسف بهم قراهم، بل جمع الله عليهم أصنافًا من العذاب لم يجمعها على قوم غيرهم، فقد طمس أعينهم حتى انمحت من أماكنها، ورفع جبريل -عليه السلام- أرضهم حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وأصوات حيواناتهم، ثم قلب بهم الأرض وأتبعهم حاصبًا؛ وذلك لفعلهم لهذه الفاحشة ووقوعهم في هذا الشذوذ الجنسي الذي كان من أسباب ردهم دعوة لوط -عليه السلام-.

ولو كان فعلهم هذا مرضًا -كما يزعم دعاة الإباحية وهؤلاء السائرون في ركابهم من مروجي الشذوذ-؛ لما عاقبهم الله -عز وجل- على فعلهم الشاذ هذا بمثل هذه العقوبات الشديدة التي لم تجتمع على أمة أخرى غيرهم، فالشذوذ ليس محرمًا فقط في الإسلام، بل هو محرم في كل الشرائع.

والشذوذ كارثة مجتمعية عند كلِّ العقلاء في العالم، بل وعند الكثير من الملحدين الذي يعظمون عقولهم، ويجعلونها حاكمًا على شهواتهم، فالشذوذ عندهم سبيل للانقراض البشري، ويهدد وجود البشرية واستمرار النوع الإنساني على حدِّ تعبيرهم.

ولو افترضنا -على سبيل التنزل- أن هذا السلوك عند البعض قد يكون بسبب "مرض نفسي"، فإن هذا حقيق به أن يدفع المجتمعات إلى أن تُخضع هذه الفئة إلى (العلاج الإجباري) و(الاختباء والستر) حتى تتم معالجتهم، مع منعهم حتمًا من الممارسة، بل عقابهم إن فعلوها، لا أن يتم الاحتفاء بهم وتشجيعهم على شذوذهم والسماح لهم بنشر فاحشتهم، أو أن تقر لهم قوانين مبيحة لشذوذهم وداعمة لهم.

ومن أساليبهم الخبيثة أيضًا:

ثالثًا: الخطوات التكتيكية المتتالية والمدروسة والتي ينتهجها داعمو الشذوذ في العالم الآن من أصحاب الدين العالمي الجديد، ومشاريع التغريب العالمانية العالمية -ممَّن انتكست عقولهم، وأظلمت قلوبهم وتلوثت فطرتهم السليمة- في نشر قاذوراتهم الجنسية، وفرضها في المجتمعات العربية والإسلامية؛ فتجدهم الآن:

- يقومون بنشر الأعلام الخاصة بالشواذ -أعلام الرينبو، وقوس القزح بألوانها المعروفة- على كل البرندات وألعاب الأطفال، ولوجوهات الشركات العالمية، كخطوة للتطبيع المجتمعي مع هذا الانحراف الديني والأخلاقي والسلوكي.

وتجدهم يحاولون تلطيف مصطلحات الشذوذ الجنسي باستخدام ألفاظ أخرى ليسهل تقبلها، مثل:

- حرية شخصية؛ بدلًا من انحراف سلوكي وأخلاقي وديني.

- مثلية جنسية؛ بدلًا من الشذوذ الجنسي/ سدومية.

- مثلي/ مثلية؛ بدلًا من لواط / سحاق.

- مجتمع الميم؛ بدلًا من مجتمع الشواذ.

ويا سبحان الله! مجتمعات غربية انهارت أخلاقيًّا وسلوكيًّا ومجتمعيًّا بسبب مثل هذه الشذوذات الجنسية، ثم نجد الآن -من بني جلدتنا- من يريد أن تنتشر هذه القاذورات في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية تحت مسميات الفن والإبداع الإنساني في موافقة عجيبة لتلك الطبائع الشاذة، أو سيرًا في ركب إملاءات السياسات الغربية؛ تحصيلًا للانتفاع المادي أو السياسي؛ فحينما نجد من ينتج أفلامًا أو يعمل في أفلام يقرر فيها الشذوذ والزنا، والخيانات الزوجية بين الأصحاب -كواقع، بل ويدعون فيها إلى التعايش مع هذه الأمور بأريحية-؛ فهؤلاء ليسوا أصحاب أعز -كما أطلقوا على أنفسهم!-، بل هم شر الأصحاب إن لم يكونوا كالأنعام، بل هم أضل!

وحينما نجد في ذات الوقت مَن يروجون لهؤلاء أفعالهم، ويسوغون لهم تلك الدعوة للكبائر المحرمة: كبعض الإعلاميين، ويقفون لهم احترامًا وإجلالًا؛ فإننا والله نخشى على هؤلاء أن يكون عقابهم في الدنيا من الله كعقاب امرأة لوط التي كان من فعلها أنها دلَّت الشواذ على أضياف لوط لتسهيل أفعالهم، فكان مصيرها هلاكها معهم بأشد أنواع العقوبة والعذاب الذي أصاب قومًا من الأقوام عبر التاريخ.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة