السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (4)

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (4)
الثلاثاء ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٨:٠٣ ص
52

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (4)

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فما زال حديثنا موصولًا حول أهمية إدراك خطر الأساليب الخبيثة التي يستخدمها دعاة الإباحية ومروجي الشذوذ، لاستعطاف فئام من الناس للكلام والدفاع عن المثليين وحقوق الشواذ في المجتمع! ومن تلك الأساليب:

رابعًا: محاولات التركيز على تغير مفهوم الهوية الجنسية عند الأطفال من الصغر، عن طريق استخدام أفلام الكرتون في الترويج للشواذ، والترويج للشخصيات الكارتونية المعروفة عند الأطفال بالبطولة من الصغر على أنها ثنائية الميل الجنسي؛ كما تم فعلًا من الإعلان على أن سوبرمان ثنائي الميول الجنسية، وكما أعلنت "شركة ديزني لاند الأمريكية" -والتي يتابعها مئات الملايين من الأطفال وينفق عليها مئات المليارات من الدولارات- بأن مِن سياستها المستقبلية نشر المثلية عبر أفلام الكارتون للأطفال، في محاولة لتغيير فطرة الأبناء، وفرض ثقافة حرية الهوية النوعية الجنسية أو هوية الجندر gender identity فرضًا على المجتمعات باستخدام تعريفات متعددة للهوية الجنسية كـ(مثليات الجنس  Lesbian - مثليي الجنس Gay - مزدوجي الميول الجنسية Bisexual - المتحولين جندريًّا Transgender أو المتحولين جنسيًّا Transsexual - المتشككين / المتسائلين Questioning - الأحرار جنسيًّا -  Queer اللاجنسيين  Asexual  - اللارومانسيين  Aromantic - إلخ) بدلًا من الذكر والأنثى التي فطر الله عليها الخلق، كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ ‌شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(الحجرات: 13).

لذلك وفي خضم هذه الحرب الضروس على الأجيال القادمة، -والتي أصبحت الآن في أشدها، حيث الاختراقات الثقافية والفكرية لتغيير الفطرة والثوابت والقناعات الدينية على كل المستويات، والتي لا تتوقف-؛ فلا بد أن ندرك أن المحافظة على ثوابت ديننا وقيمنا هي مسئولية الجميع، فكلنا موقوف أمام الله وحده، وكل واحد منا مسئول عن رعيته، فقد قال الله -تعالى-: (‌وَكُلُّهُمْ ‌آتِيهِ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌فَرْدًا(مريم: 95).

والواجب الانتباه إلى ضرورة الممانعة المستمرة الواضحة والقوية على كل الأصعدة المجتمعية والتشريعية لتلك الخطوة التي يحاول الغرب فرضها على مجتمعاتنا، فالشرع بأوامره والعقل برجاحته والأمانة بمفهومها، تقتضي منا أن نحافظ على أبنائنا وبناتنا، وأن نحفظ لهم تلك المسارات الآمنة التي تجعلهم صالحين للقيام بواجباتهم تجاه دينهم ووطنهم في المستقبل.

ومن أهم أنواع الصلاح: عدم مخالفة الوحي والشرع ووجود الوعي الذي يفرقون به بين الصحيح والخطأ، بين النور والظلام، بين الذين يحبون الوطن وبين المتسللين لهدمه، أما أن نقول: إن الجميع سواسية، وأن الأفكار متساوية، وأن الحرية تقتضي احترام التعرّي والشذوذ كاحترام الاحتشام والعفة؛ فهذا مخالف للشرع ومصادم للعقل ومضيع للأمانة التي تستلزم حفظ معالم الشريعة الإسلامية والقيم الأخلاقية والدينية في المجتمع، وتعمل على المحافظة على استقرار الوطن وحماية أبنائه.

وفي الختام: فإن من المقترحات العملية الواجبة على حكومات الدول الاسلامية والعربية، ورجال الأعمال المسلمين في ربوع الأرض -إن كنا صادقين في حماية أبنائنا- أن يتم تبني صناعة المحتوى المناسب لديننا وقيمنا في مثل تلك الوسائل الموجهة لأجيالنا بطرق مشوقة جاذبة لأبنائنا، وعدم الاعتماد على تلك المنتجات الغربية المروجة لأفكارهم، أو الانسحاق لمفاهيم تلك الحضارة الغربية تحت ضغط سياساتهم الخبيثة.

فأجيالنا هم رأس مالنا، وأمة بلا أجيال مستقيمة، أمة لا مستقبل لها على تلك البسيطة، وصدق الله -تعالى- حين قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ، وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا(النساء: 27)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرة، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(النور: 19).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة