الاثنين، ٦ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حدود العلاقة بين الخاطب ومخطوبته

حدود العلاقة بين الخاطب ومخطوبته
الاثنين ٠٣ يوليو ٢٠٠٦ - ١٣:٣٧ م
18

السؤال:

إني خطبت فتاة منتقبة، فما هي حدود الخطبة؟ وكم من المرات يمكن لي أن أرى وجهها؟ وهل من الممكن أن أتحدث معها في الهاتف، مع العلم أن حديثنا يكون حول العبادة؟ وفي بعض الأحيان أجلس أنا وأهلها في غرفة الجلوس، وأهلها يجلسون في الصالة أمامنا ويروننا، فما حكم ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالخطبة وعد بالزواج، لا يترتب عليها تغيير علاقة الخاطب بخطيبته إلا في جواز أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، وهذا النظر عند الجمهور يكون للوجه والكفين، فإذا نظر إليها فأعجبته لم يكن له أن يكرر النظر، ولا أن ينظر إليها بشهوة، إلا لو لم يستطيع النظر إليها أول مرة فيمكن أن يتكرر حتى يعلم منها ما يدعوه إلى نكاحها، ثم يعود الأمر إلى الحظر والمنع؛ للأوامر القرآنية والنبوية بغض البصر: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ(النور:30)، أما الحديث معها فقد قال -تعالى-: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا(الأحزاب:32).

فلا بد أن يكون الكلام مع الأجنبية دون الخضوع بالقول منها، ودون تلذذ منه بالكلام، ولا بد أن يكون الكلام بالمعروف، وهو قدر الحاجة؛ فإذا كانت حاجتك في كلمتين فالثالثة تفتح باب الفتنة، فكلامك معها يكون ككلام أي أجنبي له حاجة عندها، عندما تقضى ينقطع الكلام؛ وإلا كان مخالفًا للقول بالمعروف.

وأما الجلوس؛ فلا يجوز إلا في وجود المحرم في المجلس، ولا يصح أن تجلسا بمفردكما بحيث لا يسمعكما الآخرون، فإن كنت ترضى أن يجلس معها رجل غيرك أجنبي عنها في الحجرة، وأهلها في الصالة دون أن تنكر عليهم؛ فأنت كذلك! وأما إذا علمت ذلك فقلت لهم: كيف تتركون رجلاً أجنبيًا يجلس معها؛ فكذلك أنت أيضًا.

والخلاصة: أنك أجنبي عنها، وهي أجنبية عنك؛ فالمعاملة لا بد أن تكون في حدود ذلك -والله المستعان-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية