السبت، ٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

عورة الرجل في الشرع

عورة الرجل في الشرع
الأربعاء ١٢ يوليو ٢٠٠٦ - ١٥:٠٧ م
20

السؤال:

بيَّن الشرع عورة المرأة، فهل من تبيين لعورة الرجل في الشرع؟

وما المانع الشرعي للرجل أن يتجول في الطريق أمام النساء والرجال عاري الصدر والظهر؟ وكيف يجوز للمرأة أن ترى الرجل في الشواطئ على هذه الحالة من التعري للرجل؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأما عورة الرجل فالإجماع على السوأتين -القبل والدبر- وأنه لا يجوز أن يراها غير الزوجة وملك اليمين، وأما الفخذ وما بين السرة إلى الركبة -عدا السوأتين- فهي عورة مخففة في أصح قولي العلماء، ومعنى هذا أنه يجوز أن يظهرها الرجل للمقربين منه: كخادمه، وأهل بيته؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ضرب فخذ أبي ذر، ورأى أنس فخذه، وكان كاشفًا فخذه أمام أبي بكر وعمر، فلما دخل عثمان غطاه لحيائه، مع قوله -صلى الله عليه وسلم-: (غَطِّ فَخْذَكَ فَإِنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ(رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

فدل ذلك على أنه ليس كالسوأتين، ولكن لا يجوز كشفه في الطريق أو لكل أحد فهو عورة مخففة كقول المالكية. وأما السير عاري الظهر والصدر أمام الناس فليس المانع منه أنهما عورة إلا ما تحت السرة إلى الركبة كما ذكرنا، ولكن المشي كذلك من خوارم المروءة عند عامة المسلمين وفي معظم بلادهم.

وأما ما يقع في الشواطئ فهي أماكن فساد تتعرى فيها النساء ويتعرى الرجال كاشفين عن أفخاذهم على الأقل، وكثير من لباس البحر لهم يجسم العورة المغلظة لضيقه، فهو محرم  قطعًا، فضلاً عن الاختلاط المحرم، وإطلاق البصر، والأحاديث بغير المعروف بين الرجال والنساء، فكل مؤمن يجتنب هذه الأماكن؛ لما فيها من المنكرات.

والمرأة مأمورة بغض بصرها عن الرجال، حتى ولو كانوا مستوري العورة، فليس لها أن تتأمل محاسن وجهه وصدره وظهره، فهذا ينافي قوله -تعالى-: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور:31)، والنظر كذلك من أكبر دواعي الفتنة والفساد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية