الأحد، ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حجاب فوبيا التعليم

حجاب فوبيا التعليم
الاثنين ٢٤ يوليو ٢٠٠٦ - ١٦:٤٤ م
10

حجاب فوبيا التعليم

"حجاب فوبيا التعليم" و"خروج الإمامة على الرعية"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

  • وزيرة التعليم الألمانية توقف مدرّسة من أجل حجابها.
  • المدرسة ترفع دعوى قضائية وتكسبها.
  • الوزيرة تنتقد الحكم وتمتنع من تنفيذه.

وتعليقاً على هذه الحادثة نقول:

1-     تناولت وكالات الأنباء وقائع هذه القضية في أثناء انغماس الناس في مشاهدة كأس العالم، أيضاً في "ألمانيا" فضاعت هذه القصة في غمار الحماسة الكروية.

2-     القصة تكاد تكون نسخة كربونية مما يحدث في كثير من بلاد المسلمين وبلاد الكفر مما أسماه بعضهم "حجاب فوبيا" أي فرط الحساسية ضد الحجاب، وحالهم كما قال قوم لوط من قبل (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل: 56)، ولكن الملاحظ أن وزراء التعليم هم أكثر الناس حساسية تجاه الحجاب سواء للطالبات أو المدرّسات مما يمكن أن نسميه "حجاب فوبيا التعليم" وهذا بلا شك إدراك منهم لأهمية حقل التعليم في توجيه سلوك الأمة.

3-     الواقعة في ألمانيا ـ ولكن لا فرق ـ نفس طريقة أكل صنم العجوة، إذا ما تعلق الأمر بالإسلام، لا حرية ولا ديموقراطية ولا سيادة قانون، وهذه الأخيرة عجيبة جداً في بلد مثل ألمانيا، وفي اعتقادنا أن جميع صور الفساد الإداري التي يشتكي منها الناس في العالم الثالث موجودة في العالم المسمى بالمتحضر والموصوف بـ"الأول" ولكن مع فرق الخبرة والاحتراف في ستر الأمور، ولكن إذا تعلق الأمر بالإسلام فلا بأس باللعب على المكشوف.

4-     منذ صرح من صرح من المنتسبين إلى العلم والدعوة بوجوب طاعة أولي الأمر ولو كانوا كفاراً، وعدم جواز الخروج عليهم ولو بالكلمة، ونحن نحاول بيان لوازم تطبيق هذا الأمر على الوقائع المختلفة ربما كانت فيها عظة وعبرة.

5-     طبعاً وزيرة التعليم الألمانية ولية أمر على المسلمين في ألمانيا، وهي وإن كانت امرأة فاعتبرها حال ضرورة كما أشار إليه البعض، وطبعاً إذا ما قلنا بولاية الكافر فليس هناك مجال للكلام عن جواز ولاية المرأة من عدمها فهل أخطأت المعلمة المسلمة حينما رفعت عليها دعوى قضائية؟

6-     والواقع أن المشكلة أعمق من هذا، وذلك أن الأنظمة المدنية الحديثة تقسم السلطات إلى تشريعية وقضائية وتنفيذية، بخلاف النظام الإسلامي الذي يجعل لولي الأمر سلطات تشمل جوانباً متعددة ولا قيد عليها إلا التزام شرع الله تعالى، فمتى قلنا عن الأنظمة المدنية أنهم ولاة أمور بالمعنى الشرعي فهل يجوز لنا ديانة مقاضاتهم - وهم يجيزون ذلك- أم أننا سنمتنع من مقاضاتهم ديانة وإن سمحوا هم به؟ كالذي رأى أن من يرشح نفسه للرئاسة خارج عن الإمام وإن كان النظام المدني يفتخر فيه رئيس الدولة بتطبيق الديموقراطية وخوض انتخابات تعددية.

7-     الوزيرة الألمانية خرجت على القانون ولم تنفذ الحكم الصادر لصالح المرأة المسلمة، وهي وفق قواعد الدولة المدنية هي التي خرجت على رعيتها وليس العكس، فما رأي هؤلاء الدعاة في ظاهرة "خروج الأئمة على الرعية".

8-     فإن أبى هؤلاء إلا اعتبار هذه المرأة المسلمة وأمثالها قد خرجت على الإمام أو "الإمامة" ـ وبالمناسبة أن رأس الدولة عندهم الآن في ألمانيا امرأة شديدة الكره للإسلام أيضاً ـ فنرجو أن يعيدوا النظر في وصف "الخوارج" الذي ألصقوه بمخالفيهم لأن الخارجين عن الإمام العدل - مع تحريم ذلك - ليس كلهم خوارج كما هو معروف في كتب أهل العلم، ومن كان منهم له تأويل سائغ لم يعد خارجاً، بل من أهل البغي وهم من أهل السنة وليسوا من الخوارج، أم أن الخروج على أئمة العدل فيه تفصيل، بينما الخروج على الدول الكافرة ولو بدعوة قضائية لا يكون أصحابها إلا "خوارج" قولاً واحداً.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة