الأحد، ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

من لم يهتم بأمر الكنيسة القبطية فليس وطنياً

من لم يهتم بأمر الكنيسة القبطية فليس وطنياً
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠٠٦ - ١٦:٥٥ م
11

من لم يهتم بأمر الكنيسة القبطية فليس وطنياً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

"القس ماكس" ينفصل عن "شنودة الثالث" وينصب نفسه أسقفاً عاماً تابعاً لإحدى الكنائس الأمريكية المستقلة.

خبر لا يستحق منا التعليق، ولكن كثيراً من العلمانيين أبوا إلا أن يعتبروا القضية قضيتهم، ولسان حالهم، إن لم يكن لسان مقالهم يقول "من لم يهتم بأمر الكنيسة القبطية فليس منا وليس وطنياً"، ونسوا هؤلاء شعارات حرية الرأى والاعتقاد التي طالما رفعوها وما زالوا يرفعونها في وجه كل مطالب بمنع الفسق والفساد والخروج عن شرع الله عز وجل، فأخذوا يكيلون الشتم والسب لذلك القس، إلى الحد الذي دفع جريدة الأهرام أن تسعى إلى مناظرته ولكنه تهرب - لا ندري ماذا كان سيكون موضوع المناظرة ولا ندري لماذا تهرب -، كما نسوا هؤلاء شعارات الدولة المدنية وعالمانية الدولة مطالبين الدولة بالتدخل الفوري والسريع والحاسم إلى آخر هذه الأوصاف التي تعبر عن مدى حالة الهلع التي أصابت هؤلاء من هذه الفاجعة متناسين أن هذه القضية دينية لا ينبغي للدولة أن تقحم نفسها فيها ـ على طريقتهم ـ، (وعلى طريقتنا أيضاً فإننا وإن كنا نرى أن الإسلام دين ودولة، فالدولة في الإسلام حامية للدين ولكنه الدين الإسلامي طبعاً).

ومن أطرف ما قيل، أن هذا القس مدعوم أمريكياً عقاباً لشنودة عن موقفه من السفر إلى القدس، مما اعتبره العلمانيون تدخل سافر في شئوننا الداخلية! ومن ثم فقد استنفروا هممنا لكي نتعاون في حرب هذا العميل الأمريكي ـ وأما المطالبة الصريحة لأمريكا واسرائيل باحتلال مصر فليست خيانة ولا عمالة عند هؤلاء أو أنها لم تحدث أصلاً على طريقة المسئول الذي نفى وجود CD محرم بك الشهيرة من أصله ـ.

ثم هل التدخل الأمريكي في شئون الكنيسة يثير هذه النخوة بينما قصة المرأة الأمريكية التي أمت المسلمين في الصلاة لم تثر نخوة هؤلاء، ناهيك عن التدخل الأمريكي السافر في أفغانستان والعراق والصومال، والتدخل هنا ليس دعماً خفياً لطرف على حساب آخر بل هو قنابل ذكية غبية وقتل واغتصاب وتصوير لهذه الجرائم ونشرها استعلاءً وافتخاراً تحت ستار التسريبات الصحفية.

وأخيراً، عاد شنودة الثالث من رحلة العلاج ليذكر لنا مخازي ذلك الميشيل

أولاً: رسم نفسه أسقفاً رغم زواجه مخالفاً تعاليم الكنيسة ـ وأظن أن هؤلاء العلمانيين يريدون منا أن نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسمع هذه الهرطقة التي جاء بها هذا الميشيل ـ.

ثانياً: تم ترسيم بالهاتف مخالفاً تعاليم الكنيسة أيضاً.

ثالثاً: هاجم شنودة الثالث رغم أنه تلميذه ـ يا له من عاق ـ.

رابعاً: وقع على موافقته على المجامع الكنسية السبعة بينما الكنيسة الأرثوذكسية لا تعترف إلا بالمجامع الثلاثة الأولى.

ولابد أن تعرف أخي الكريم هذه المجامع لكي تعلم في أي شيء خرق هذا الميشيل إجماع الكنيسة الأرثوذكسية:

المجمع الأول سنة 325م: قرر إلاهية عيسى - عليه السلام - ولعن "آريوس" زعيم الموحدين في ذلك الوقت الذي كان يقول بخلق المسيح.

المجمع الثاني: قرر إلهية الروح القدس.

المجمع الثالث: قرر أن المسيح اجتمع منه الإنسان والإله دون أن يحدد كيف اجتمعا.

المجمع الرابع: قرر أن المسيح ذو طبيعتين منفصلتين لا طبيعة واحدة.

وهذا المجمع شهد طرد أسقف الإسكندرية رغم أنه هو الذي حارب "آريوس" وهو الذي كان له الدور الأكبر في تقرير العقائد الشركية في المجامع الثلاثة الأولى، ومن هنا استقلت كنيسة الإسكندرية ولم تعترف بالمجمع الرابع ولا بالمجامع التي تلته.

وهذه التهمة وحدها ـ أعني توقيع ماكس ميشيل على موافقته على المجمع الرابع ـ كفيلة بتكفيره ولعنه وطرده من الجنة عند شنودة الثالث، ومع ذلك امتنع شنودة الثالث من اصدار قرار حرمان بشأنه، ولكن العلمانيون أصبحوا فيما يبدو أشد تطرفاً من شنودة نفسه ويريدون من المسلمين أن يشاركوهم هذا المصاب الجلل.

وأخيراً تعجب شنودة الثالث من رجل يتبعه ألف شخص فقط يريد أن ينشأ كنيسة في كل حي، وتساءل لماذا؟، ولم نسمع واحداً من هؤلاء يقول له ـ لماذا تكيل بمكيالين؟ ـ.

وأخيراً نأسف على إضاعة وقتكم في عرض هذا الصراع، ولكن أحياناً تفرض بعض الصراعات نفسها عليك فتحتاج إلى معرفة ما يدور خارج عالمك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة