الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

عزة الإسلام في مواجهة الهزيمة النفسية والاستسلام

عزة الإسلام في مواجهة الهزيمة النفسية والاستسلام
الخميس ١٠ أغسطس ٢٠٠٦ - ١٧:٥٨ م
17

عزة الإسلام في مواجهة الهزيمة النفسية والاستسلام

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مقدمة في أسباب وجود الانهزام النفسي عند بعض المسلمين:

الأسباب:

1- حالة الضعف والوهن التي أصابت الكثير نتيجة حب الدنيا وكراهية الموت.

2- التشويه الإعلامي المتعمَّد مِن قِبَل وسائل الإعلام لدين الإسلام.

3- الجهل الشديد بقدر هذا الدين وتاريخه المشرف.

التعرض لبعض القضايا التي تظهر قدر هذا الدين العظيم

1- عزة الإسلام في تنظيم قضية العلاقة بين الحاكم والمحكوم:

- جاء الإسلام وأوروبا ترزح في غيابات الجهل والظلم، وعبودية الحاكم.

- قول أبي بكر -رضي الله عنه- عندما حكم المسلمين: "إني وُلّيت عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم".

- قول عمر -رضي الله عنه- عندما حكم المسلمين: "ما رأيكم إذا رأيتموني اعوججت عن الطريق  هكذا؟ فقالوا: نقوِّمك... ".

- إنكار العز بن عبد السلام -رحمه الله- على السلطان "أيوب" في يوم العيد في أمر الحانة التي كانت تبيع الخمور.

- الإمام النووي -رحمه الله- يرفض إفتاء الظاهر "بيبرس" بجواز أخذ مال فوق قدر الزكاة لقتال التتر إلا بشروط.

2- عزة الإسلام في تنظيم قضية معاملة غير المسلمين:

- جاء الإسلام وأوروبا تمارس أقبح أنواع العنصرية في معاملة مَن كانوا على غير ملتها: قال الله -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(البقرة:256)، وقال: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(يونس:99).

- حديث علي -رضي الله عنه-: (انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ(متفق عليه).

- حديث معاذ -رضي الله عنه-: (إِنَّك تَأتي قومًا من أهل الْكتاب، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أطاعوا لذَلِك، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَإِنْ هم أطاعوا لذَلِك فأعلمهم أَن الله قد فرض عَلَيْهِم صَدَقَة تُؤْخَذ من أغنيائهم فَترد فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَين الله حجاب(متفق عليه).

- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا(رواه البخاري).

3- عزة الإسلام في قضية معاملة الأعداء أثناء الحروب:

- جاء الإسلام وأوروبا والعالم يعيش أعظم معاني الفساد الخلقي في الحروب من قتل الأطفال والشيوخ واغتصاب النساء.

- فتح مكة وحال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل بعد ما أوذي من أهلها أشد الإيذاء، وعفوه عنهم.

- وصية أبي بكر -رضي الله عنه- لجيوشه: "لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً، ولا تحرِّقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكله، وسوف تمرّون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".

- رواية دخول القائد المسلم "قتيبة" بجيشه مدينة "سمرقند" من غير إنذار أهلها، وشكوى أهل سمرقند لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- بعد عشرات السنين، والذي نصب قاضيًا ليحكم في القضية، وقد حكم بخروج الجيش المسلم واتباع المنهج الشرعي من الإنذار وعرض الإسلام قبل الدخول.

4- عزة الإسلام وقضاؤه على التفرقة العنصرية:

- جاء الإسلام وأوروبا والعالم يعج بالرق والعبودية التي قامت على الظلم والقرصنة.

- التشريعات الإسلامية تنظم هذه الظاهرة.

- عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِي كَلامٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ(متفق عليه).

- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسامة -رضي الله عنه-: (يَا أُسَامَةُ، أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!) ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: (إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا(متفق عليه).

الختام:

- نظرة عابرة على تاريخ الأمة المشرف في زمن الفتوحات على مر العصور: قال الله -تعالى-: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(آل عمران:139).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة