الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

أجوبة قدرية عن الأكاذيب البابوية

أجوبة قدرية عن الأكاذيب البابوية
الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠٠٦ - ١٥:٤٠ م
11

أجوبة قدرية عن الأكاذيب البابوية

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

أثناء حصار الجيوش الإسلامية للقسطنطينية أراد إمبراطورها مانويل الثاني أن يفرج عن همه، وأن يشفي شيئاً من غيظ قلبه، وأن يبكي مقدماً على مدينته التي أشرفت على السقوط بسيوف الحق، فدعا رجلاً مسلماً لكي يناظره ممثلاً للإسلام، ولو أراد الإمبراطور المناظرة الحقيقية لطلب من الجيوش المحاصرة له أن يرسلوا إليه مناظراً -بل هم بالفعل كانوا يفعلون-، ولكن الإمبراطور أراد أن يناظر مناظرة الجبناء فدعا ذلك المثقف المسلم وطرح عليه السؤال "أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-؟" ثم إن الإمبراطور لم يمهل مناظره فرصة للإجابة فتطوع هو بالإجابة على طريقة القياصرة والأكاسرة وحاكمي الإمبراطوريات القديمة والحديثة قائلاً: "لن تجد إلا كل ما هو شر وغير إنساني مثل نشر الدين الذي جاء به بحد السيف".

ونحن لا ندري هل كان لهذا المثقف المسلم وجود أصلاً أم أنه من وحي خيال راوي الحكاية الصليبي؟ وإذا كان قد التزم الصمت، فلا ندري لماذا؟ هل كان سيف الإمبراطور على عنقه لكي تكون المناظرة أكثر عقلانية مثلاً؟

ثم جاء بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان وتفوق في الجبن الفكري على سلفه، فدخل في قاعة درسه أمام جمع من المثقفين الذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، فتجدهم لا يعرفون شيئاً عن دينهم ولا عن دين غيرهم إلى  الدرجة التي لم يتمكن أحد من الحاضرين من اكتشاف الخطأ الفادح الذي وقع فيه باباهم حينما نسب قوله "في البدء كانت الكلمة" إلى العهد القديم وإلى إنجيل يوحنا في  وقت واحد، وكل دارس لدينهم يعلم أن هذه الكلمة من مفردات إنجيل يوحنا.

ولم يجر بندكت مناظرة لا حقيقية ولا وهمية، وإنما اكتفى باجترار مناظرة مانويل الثاني، وخرجت ردود فكرية وحجج وبراهين ربما بعدد مساجد الكرة الأرضية، ولكن بابا الفاتيكان لم يسمع إلا صوت المظاهرات الغاضبة، فأخذ يعتذر ويكرر الاعتذار طمعاً في إيقاف المظاهرات، ولكنه لم يكلف نفسه عناء الرد على أي من الردود التي انطلقت من كل حدب وصوب أشد وأنكى من المظاهرات بل ومن السيوف، ولكن القوم لا يفقهون إلا لغة القوة وإن كانت صوتية -وأظنه قد فهم الآن شيئاً من حكمة تشريع السيف لمن لا يكف عن العواء إلا إذا رأى السيف-.

وقد كادت القضية أن تغلق بانحناء بابا الفاتيكان أمام أصوات المظاهرات وانسحابه من أمام المناظرات العلنية والمفتوحة والتي وجهت إليه عبر كل وسائل الإعلام، ولكن أبى الله إلا أن يستعمل بعض أتباع البابا في الرد عليه دون أن يشعروا (وإن الله ليأزر هذا الدين بالرجل الفاجر) والله إنه لمن الآيات البينات أن تندفع إذاعة صليبية لنسبة الماضي الأسود للكنيسة ورجالها في أمر الزنا والشذوذ، والدور الأسود لـ (باباهم) الحالي في التستر على تلك الجرائم عبر حوالي نصف قرن من الزمان، بل وتصاعدت عدة أحداث في أماكن متفرقة، وكانت سهام القدر تدفع هؤلاء القوم دفعاً إلى أن يدافعوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى أن يعترفوا أنهم لوثوا الفطرة الإنسانية وشوهوها، وأن الجديد الذي أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- هو إعادة البشرية إلى فطرتها بعد ما لوثتها الكنيسة وتلاعب بها الأحبار والرهبان والملوك والأباطرة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30).

لقد كان لتحريف الكنيسة لدين الله أثر بالغ في أن يظن الناس أنه لا خيار لهم إلا الانغماس التام في الشهوة أو الترفع التام عنها -مخالفة لنهي الأنبياء الذين يزعمون الإيمان بهم-، فماذا كانت النتيجة؟

اختار معظم الناس الدنيا هرباً من هذا الدين المصادم للفطرة، واختاروا دنيا البهائم، حيث أنهم لا يعرفون غيرها فغرقوا في بحور الزنا والشذوذ والخمر والرذيلة وأما الأحبار والرحبان فقد ادعوا أنهم اختاروا الدين، ومن ثم فلا بد من أن يترفعوا عن الزوجة الولد -مع أنهم لا ينزهون الله عن الصاحبة والولد -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-.

فأما الذين غرقوا في الشهوات فهم في سكرتهم لا يفيقون منها، وأما الذين عزفوا عنها حتى المباح منها فلم يصبروا على ذلك فانقلبوا إلى الضد تماماً، وتحولت الكنائس والأديرة إلى مواخير كبيرة تمارس فيها كل أنواع الجرائم، ولكن باسم الدين ومن أناس يدعون (القداسة)، بل وربما (العصمة)، مما كان له أكبر أثر في انهيار الدين الصليبي لصالح العلمانية، ومن عجيب الأمر أن الكنيسة استسلمت لسلطان العلمانية، ولم تبد كبير مقاومة تجاهها، ولما مل الناس العلمانية وبدءوا يبحثون عن دين آخر غير دين الصليب وغير اللادين بدءوا يدخلون في دين الله أفواجا،ً فهاجت الكنيسة وماجت وكانت تلك الحرب الضروس، وظنوا أن الناس قد نسوا ماضيهم الأسود فإذا بحاضرهم أشد سواداً في كل أنحاء الدنيا زنا وشذوذ وتحرش الأطفال الزائرين وإرغام للراهبات على الزنا لا سيما في البلاد التي ينتشر فيها الإيدز بين البغايا (المحترفات)، كل هذا وبندكت ومنذ عام 1962م وهو يلاحق الضحايا والشهود ويرفع على أعناقهم السيوف الكهنوتية ويمنعهم من البوح بأسرارهم، ولم تمض على نشر هذا التقرير أيام حتى نشر تقرير آخر، وكل ذلك بأيدي النصارى (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) عن نائب في الكونجرس الأمريكي عن حزب الإمبراطور بوش قطع إحدى جلسات التصويت في الكونجرس لكي يرسل رسالة جنسية لحدث كان يعمل في الكونجرس، وبرر ذلك الرجل سلوكه الشاذ بتعرضه لاستغلال جنسي في الكنيسة في صغره (وهو كاثوليكي المذهب أيضاً)، وبين الحدثين كان قد وقع حدث يبين مدى التطرف الذي تعاني منه الحضارة الغربية على مدى عصورها، طائفة نصرانية في قلب أمريكا تزعم أن كتابها المقدس يحرم الكهرباء وكل الآلات الحديثة ويعيشون في قرى كاملة بطريقة بدائية (ولا اعتراض من الباباوات ولا الأباطرة، ولم يعتبر بابا الفاتيكان ذلك دليلاً على عدم قدرة دينه على التعايش مع العصر الحديث كما اتهم الإسلام، وفي الواقع أن هذه الطائفة أكثر فهما لكتابهم من غيرهم، بل الذي يؤمن بكتابهم على ما هو عليه من تحريف لا بد أن يقدم على الانتحار الجماعي أو على القتل الجماعي، لأن عمر الدنيا قد انتهى منذ فترة طويلة على ما يقرر كتابهم المقدس.

ولكن لماذا قفزت هذه القرية وتلك الطائفة إلى وسائل الإعلام فجأة؛ لأن أحد أفرادها دخل مدرسة صغيرة فأطلق سراح الأولاد الذكور وقام بقتل ثلاث فتيات كن بالمدرسة، وقد تم تفسير الحادث على أنه انتقام من أمر تعرض له منذ عشرين سنة!!

أرأيتم حجم التعاسة التي تعيشها للدنيا تحت إمرة البابا والإمبراطور والتي تدفع بعضهم إلى الانتحار وبعضهم القتل الجماعي، وتدفع العقلاء منهم إلى الإسلام، وهذا ما يزعج البابا والإمبراطور (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية