الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

رامسفيلد رأس حربة الذئاب عندما يصاب

رامسفيلد رأس حربة الذئاب عندما يصاب
الاثنين ١٣ نوفمبر ٢٠٠٦ - ١٣:٥٠ م
13

رامسفيلد رأس حربة الذئاب عندما يصاب

صوت السلف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

حمار أم ذئب؟

في أمريكا يتخذ الحزب الديموقراطي "الفيل" رمزاً له، بينما يتخذ الحزب الجمهوري "الحمار" رمزاً له، ولا أدري السر وراء ولع الساسة الأمريكيين بالحيوانات لاسيما هذين الحيوانين، وعلى أية حال فإنه بالنسبة لنا نحن المسلمين نرى أن اختيارهم للحيوانات آكلة العشب ليس مناسباً، ولذلك فإننا نختار لهم ومن العائلة الحيوانية أيضاً، حتى لا نذهب بعيداً عما اختاروه لأنفسهم رمزي "الثعلب" و"الذئب"، وهما أقرب في الدلالة على سياستهم تجاه العالم الإسلامي من الحمار والفيل، كما أنهما أقرب في الدلالة على مدى نذالة المواجهة من الأسد والنمر اللذين وإن كانا أكثر افتراساً إلا أن التشبيه بهما قد يوهم بنوع مدح ضمني، حيث أنهما من رموز الشجاعة في أدبنا العربي، كما أنهما أقرب من تشبيه الصقور والحمائم الأكثر شيوعاً إعلامياً، حيث أن واقع الأمر أنه لا يوجد عندهم حمائم لاسيما فيما يتعلق بالمسلمين.

المهم سيطر الذئاب على حلبة السياسة الأمريكية منذ حوالي ستة سنوات، هاجم فيها الذئاب فريستهم بضراوة شديدة منتهزين فرصة غياب كثير من الرعاة وضعف البعض الآخر، ولم يحسنوا تقدير القوة الإيمانية الكامنة في نفوس بعض رعاة الأمة التي يمكن أن تجبر كثيراً من الضعف المادي والتقني.

رأس الحربة

ومَثَّل رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي رأس الحربة لهذا القطيع من الذئاب، وفي عالم الوحوش يرجع رأس الحربة بنصيب الأسد -وإن كان ذئباً- في حالة الظفر بالفريسة، ويلقى إلى جراحه وآلامه في حالة الفشل، لاسيما إن عاد من الموقعة مصاباً، وهكذا قرر حزب الذئاب التضحية برأس الحربة، وإلقائه على هامش الحياة السياسية، بينما أسندوا المهمة لذئب آخر، لكي يستكمل حملة الذئاب على أمة الإسلام لعل وعسى أن يصيب شيئاً.

يدرك حزب "الذئاب" أن الوقت ليس في صالحه، وأن حزب "الثعالب" الحزب الأكثر حرصاً والأقل جرأة، والذي يقدم ِرجْلاً ويؤخر أخرى، والذي لا يهاجم الفريسة في ظل وجود أحد من الرعاة مهما كانت درجة ضعفه، بل يلجأ على الحيلة التي يستدرج فيها الفريسة بعيداً عن راعيها ليظفر بها، لن يكتفي بالسيطرة على الكونجرس، وإنما يسعى بقوة نحو البيت الأبيض، فماذا هم فاعلون تجاه هذا الزحف؟

ومما ينبغي أن ينتبه إليه في هذا الصدد: أنه على الرغم من انطباق تشبيه حال الجمهوريين والديموقراطيين تجاه أمتنا الإسلامية بالذئاب والثعالب في كثير من الوجوه، إلا أن السياسي المحنك لا يرتدي ثوباً واحداً دائماً، بل السياسي لا يكون سياسياً إلا إذا أجاد ارتداء كل الثياب، فلا عجب أن ينقلب الذئب ثعلباً، بل "حَمَلاً" إذا اقتضى الأمر ذلك، ولذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا بعد أن ضحى الجمهوريون برأس حربتهم ووزير دفاعهم رامسفيلد، وأقالوه من منصبه فداء لزعيمهم المفدى؟ هل سيستمرون في أداء دور الذئب في العامين القادمين؟ أم أنهم سيحاولون ارتداء ثوب الثعلب في محاولة لتفويت الفرصة على الديموقراطيين، للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات 2008؟ لا داعي لأن نسبق الأحداث ولننتظر ونرى.

أصل العداوة واحد

ورغم أن استبدال الثعالب بالذئاب ليس فيه كبير اختلاف فأصل العداوة واحد، وأصل الخطر واحد، وإن اختلفت طريقة كل منهما في الهجوم مما يستدعي اختلاف طريقة مواجهة كل منهما، إلا أننا لا يمكننا أن نمنع أنفسنا من الفرح وشفاء الصدور لما أحله الله بهؤلاء الذي طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، ومن خزي وعار في الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.

إننا في ذات الوقت الذي نحمد الله فيه نسأله أن يرد الذين كفروا بغيظهم لا ينالون شيئاً من بلاد المسلمين في أفغانستان والعرق والصومال وغيرها.

والذي نحمد الله فيه أن أرانا فيهم بعض ما نحب وبعض ما يكرهون، فلله الحمد أولاً وآخراً.

فيا أمة الإسلام

إلا أننا في ذات الوقت نهيب بأمة الإسلام علمائها وعوامها، حكامها ومحكوميها، رجالها ونسائها أن يهبوا لنصرة الإسلام، وألا يفرطوا في قيد شعرة من سبب يستطيعون به نصرة دينهم والذب عنه، متوكلين على الله، مؤملين رجاءهم به وحده -سبحانه وتعالى- (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)(آل عمران: من الآية126)، وطالما أخذت الأمة بما في أيديها من أسباب، نصرها الله بنصر من عنده، ومتى قصرت الأمة في الأخذ بما معها من أسباب، وتخاذلت عن نصر دين الله، ربما عاقبها الله فخلى بينها وبين عدوها، لتسير الحروب بينهم وفق الأسباب الكونية المعتادة التي نعلم أن لديهم من أسبابها وخزائنها الشيء الكثير، فاللهم أعزنا بالإسلام، وأعز الإسلام بنا، ولا تشمت بنا عدواً ولا حاسداً، واللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، يكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة