السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

لحظة تاريخية بثلاثة مليم

لحظة تاريخية بثلاثة مليم
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠٠٦ - ١٥:٢٢ م
14

لحظة تاريخية بثلاثة مليم

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد،

بكم تقدر تلك اللحظة التي يقف فيها أحد من ذوي السلطان ليعلن الالتزام بالشريعة الإسلامية للتشريع، ويطبق هذا عمليا على قضية من أسخن القضايا بين الإسلاميين والعلمانيين .ألا وهي قضية الحجاب؟

لاشك أن هذه اللحظة لا تقدر بثمن، لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وسبحان الله لقد قدر الله حدوث ذلك بثلاثة مليم فقط وكان ذلك رد فعل لتصريحات الثلاثة مليم الشهيرة التي وجه فيها وزير الثقافة نقده للحجاب ووصفه بالرجعية ووصف فتاوى الشيوخ بأنها بثلاثة مليم –وواضح أن الوزير رجعي أكثر من اللازم لاستخدامه وحدة المليم والذي يساوي واحد على ألف من الجنية في وقت كاد الجنيه نفسه أن يختفي-

وقدر الله لفتوى الثلاثة مليم أن تكون سببا لجلسة عاصفة في مجلس الشعب المصري، لم يقتصر فيها الاستنكار على نواب الإخوان كما هو متوقع، ولكن امتد ليشمل أشخاص لهم دورهم القيادي ووزنهم الملموس. وكان من ضمن هذه التصريحات:

"إن الفتاة أو السيدة التي تريد احترام دينها تتجه إلى الحجاب"

"إن الحجاب من القضايا المحسومة والتي لا تقبل اجتهاد أو جدل"

وأهم من ذلك تلك العبارة التي تعبر عن منهج كلي

"إن الحكومة لا تقبل بأي حال من الأحوال أي مساس بأحكام الدين الإسلامي، وأنها ملتزمة في كافة خطواتها وقرارتها وتشريعاتها بأحكام الشريعة الإسلامية المصدر رئيسي للتشريع"

فسبحان من قيد تصريحات الثلاثة مليم ليخرج من ثمارها تلك التصريحات التي تساوي كل كنوز الدنيا.

ولكن

ولكن ينبغي أن يعلم عدة أمور:

أولها : أن كون قضية الحجاب قضية محسومة فهذا لا يعني مجرد عدم المساس به. فهذا شأن المباحات ، ,إنما يعني الدعوة إليه والترغيب فيه بالقول والفعل ، وأن توجه السيدات والفتيات التي يردن احترام دينهن إلى الحجاب. لا يعفي كل ذي قدرة من دعوة الأخريات وترغيبهن في الحجاب بل إلزامهن به.

ثانيا : ما جاء على لسان البعض من أن الأمر كان يمكن أن يمر لو لم يصدر من وزير مسئول في الحكومة، هو مما ينبغي التنبيه عليه أنه لا يجوز أن يسمح لأحد مسئولا كان أم غير مسئول بالطعن في دين المسلمين أو دعوة المسلمين إلى التحلل من واجبات دينهم .

ثالثا: هذه القضية هي جزء من كل وهي أن الإسلام منهج حياة وحبذا لو اعتني كل من يريد الإصلاح والخير لهذا البلد بهذه القضية إذن لعم الخير في شباب الأمة وفتياتها وانحصر الشر والفساد بدلا من الحال المتردية التي وصل إليها شباب الأمة وفتياتها.

رابعا:  إنها بالفعل لحظة تاريخية. ولكنها ستظل لحظة ما لم تستمر إلى ما شاء الله بعد ذلك وتطبق بأثر رجعي كذلك. وحينئذ فقط تكون مصر قد استعادت مقوماتها لقيادة العالم الإسلامي كما قادته في حرب التتار والصليبين.

تري هل يمكن أن تحقق تصريحات الثلاثة مليم ما عجزت الصحوة الإسلامية أن تفعله في ثلاثة أرباع قرن من الزمان؟؟

ولكن لم لا نتمنى ذلك . وما ذلك عل الله بعزيز، أو على الأقل نبين ما نعتقد وما ينبغي علينا أن نفعل إذا حدث ذلك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية