الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

عقبات على طريق الأخوة الإيمانية (خطبة مقترحة)

عقبات على طريق الأخوة الإيمانية (خطبة مقترحة)
الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠٠٦ - ١٥:٤٧ م
14

عقبات على طريق الأخوة الإيمانية (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

حول معنى الأخوة الإيمانية:

قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(الحجرات:10)، (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ(الحجر:47)، وقال -تعالى-: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ(هود:45-46).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوْثَقُ عُرَى الإِيمانِ: الموَالاةَ فِي الله والمعاداة فِي الله، والحبُّ فِي الله والبُغْضُ فِي الله -عَزَّ وجَلَّ-(رواه الطبراني، وصححه الألباني)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ(متفق عليه).

- الإنسان يأنس بالصاحب: (مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلا بَدْوٍ لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ إِلا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

- قال عمر -رضي الله عنه-: "لقاء الإخوان جلاء الأحزان"، وقال الحسن -رحمه الله-: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا، فإخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا".

العقبات:

1- التفريط في الطاعات والوقوع في المحرمات: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ أَوْ فِي الإِسْلامِ، فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إِلا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا(رواه أحمد، وحسنه الألباني).

2- عدم التزام الأدب في الحديث مع أخيه: "حدة القول وارتفاع الصوت": (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ(لقمان:19)، حديث: (أطْعِمُوا الطَّعامَ وأطِيبُوا الكَلامَ(رواه الطبراني، وصححه الألباني). وقال علي -رضي الله عنه-: "مَن لانت كلمته حقت محبته".

- عدم احترام أخيه وتقديره وعدم الإصغاء إليه: يذكر سماع النبي -صلى الله عليه وسلم- لعتبة بن ربيعة، ثم قوله له: "أفرغت يا أبا الوليد؟!".

- قال أحد السلف: "إن الرجل ليحدثني بالحديث أنا أعلم به مِن قبل ولادته، ولكن يحملني حسن الأدب على الإصغاء له".

- التقليل من شأنه: "يحسن أن يناديه بكنية": قصة عزل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وقول عمر: "يا أبا إسحاق".

- عدم الإقبال عليه عند اللقاء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- الاجتراء عليه في المزاح: اجتناب الكلمات الجارحة، وذكر مثال مَن مزاح النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- كثرة الجدال والمماراة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ(رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).

3- النصيحة في الملأ: خطأ الفهم لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ(رواه مسلم)، وكان بعض السلف يقول لأخيه: "إذا أردت أن تنصحني فارفق بي".

4- الإصغاء إلى النمامين والحاسدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(الحجرات:6).

5- كثرة المعاتبة وعدم التسامح:

- قال الله -تعالى-: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ(الحجر:85)، قال علي -رضي الله عنه-: "هو الرضا من غير عتاب"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ(رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَكْفُرْنَ العَشِيرَ(متفق عليه)، فاحذر أن تكون أخلاقك كالنساء اللواتي يكفرن العشير.

- قال الشاعر:

إذا كـنتَ في كل الأمور معاتبًا                        صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه

- سئل أعرابي: "مَن العاقل؟"، قال: "الفطن المتغافل".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة