الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 17 من أبى العبدين

المشاركة 17 من أبى العبدين
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠٠٧ - ١٤:٢٩ م
20

المشاركة 17 من أبى العبدين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آ له وصحبه ومن والاه وبعد...

فقد هبت على القلوب نسائم الرحمات، تفوح منها النفحات والبركات، فإذا بتلك القلوب الشغوفة المشتاقة طال بها الوقوف في ساحة الانتظار تحن إلى الوصال والقرب، الذي ذاقته في مواسم رمضانية سابقة، وتهفو إلى ربها تناجيه بالغفران والعتق من النيران وسكنى الجنان ومعانقة الحور الأبكار. فالقلب بعد الفكاك من أسر الشهوات وسلسلة الشياطين والفرار من الدنيا وما فيها وما عليها، والهروب إلى بيوت رب العالمين في رمضان أعظم حظا وأوفر نصيبا من الجوارح، إذ القلب هو محل تنزل الرحمات والشوق والأنس وذوق الحلاوة ومطالعة آثار هذه الرحمات وتلك النفحات ومشاهدة أفضاله وإنعامه وآثار أسمائه وصفاته.

واحرَّ قلبي لو مسته نفحة من نفحاته ورحمة من رحماته، أحسبه ولا أرجم بغيب، إما أنه لن يتحمل فينخلع من مكانه متشبها بحال سلف الأمة فيغشى عليه من حلاوة ما طعم وذاق وعظيم ما رأى وشاهد، وإما سيأخذه الوجد ويستحثه الشوق ويحدوه الأمل ندما على ما فاته من ذياك الرحمات والنفحات، وطلبا لما عند الله من المنازل والدرجات، وعليه فلن يبرح مكانه وسيوقف عمره وحياته بل ساعاته وحتى لحظاته واقفا في ساحة الانتظار متطلعا إلى نفحة من نفحاته ورحمة من رحماته فتكون السنة كلها رمضان.

وإلا فما أعظم هذا المقام حتى يدعو فيه جبريل أمين الوحي ورسول رب العالمين مع رسولنا محمد أعظم الخلق أجمعين (صلى الله عليه وسلم) بإرغام الأنف والخيبة والخسران والإبعاد في النيران لمن أدرك رمضان ولم يعرف فيه طريق الجنان، وكلنا يقين بأن هذه الدعوة وذلك التأمين من أعظم رسولين في السماء والأرض ستلقى القبول من الله تعالى، وما ذلك إلا لارتفاع رمضان وسمو منزلته، فجاء التشديد على قدر المنزلة ولم لا؟، وهو شهر أختص بالتنزيل (القرآن) والصيام والقيام وليلة القدر.

نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى واسمه الأعظم أن يفتح على قلوبنا في رمضان فتحا مبينا، وأن تتنزل عليها الرحمات والنفحات، وأن لا يحرمنا خير ما عنده بسوء ما عندنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن إنه ولى ذلك والقادر عليه.

 

أسرة التحرير

ما شاء الله أخانا أبا العبدين، تصوير رائع مثير للأشجان، ومحرك لذوى الهمم، ندعو الله أن ينفع به، وأن يكون في ميزان حسناتك.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً