الأحد، ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

التفضيل بين الأبناء في الهبة

التفضيل بين الأبناء في الهبة
الاثنين ١٦ أبريل ٢٠٠٧ - ١١:٣٣ ص
14

السؤال:

نحن أخوة ذكور وإناث ترك لنا والدنا -رحمه الله- تركة قبل وفاته قام بتوزيع السواد الأعظم منها بعقود بيع وشراء مسجلة يتم من خلالها تصرف الأبناء في هذه التركة كتصرف الملاك في أملاكهم.

وترك جزء ليس بالكبير من التركة بعد وفاته يقسم بيننا بالتراضي بمعنى أدق حسب ما نراه نحن أو حسب التقسيم الشرعي.

ولكن ملاحظتي هنا أن تقسيم في الجزء الذي قام بتوزيعه في حياته بأنه قسمة حسب ما رآه والدي أمامه عينه من أحداث و متغيرات (مثل صغر سن بعض أولادة - مرض -....الخ) رأى من خلالها أن يعطى بعض أولاده عطية (هبة) بمعنى آخر أنه فضَّل بعضهم على بعض في توزيع ما قام بتوزيعه من الإرث، حيث أعطى ميراث أكبر للذي يراه محتاجاً، وأقل لمن يراه حاله أفضل أو ميسور الحال.

وقد قال الأولاد (الذين أخذوا نصيب أقل) بأن أباهم قد ظلمهم لأنه تجاهل قول الله -تعالى-: (يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين)

وأيضا الرسول -صلى الله عليه وسلم- رفض أن يشهد على مثل ذلك، وقال: (إني لا أشهد على جور).

ويرى من أخذوا نصيب أفضل من غيرهم أنه هبة وعطية حلال شرعاً طالما أن الوالد -رحمه الله- معافى بدنياً وعقلياً في وقت تقسيمه للتركة، وأن الهبة ليست حرام طالماً لم يحرم باقي الأطراف من الإرث، بل جعل لهم نصيباً، ولكن أقل من نصيبهم المفروض شرعاً.

وقال البعض: ليس له أن يوصي إلا بالثلث.

لا نعرف هل ما قام به الوالد -رحمه الله- حلال أم حرام أم مكروه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

جمهور العلماء على أن المساواة في الهبة بين الأولاد مستحبة، ويرى الإمام أحمد وجوب ذلك للحديث الصحيح (إني لا أشهد على جور)، وهذا الذي أقول به، إلا أنه -رحمه الله- يرى جواز التفضيل لحاجة كفقر ومرض مزمن ونحو ذلك، فعامة العلماء على صحة فعل والدك؛ لأنه خصص الضعفاء والصغار والمرضى لحاجتهم وليس لمجرد إرادة التفضيل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية