الأحد، ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

د. زويل بين الفول المصري والخنزير الأمريكي

د. زويل بين الفول المصري والخنزير الأمريكي
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠٠٧ - ١١:٥٩ ص
13

د. زويل بين الفول المصري والخنزير الأمريكي

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

الدكتور زويل عالم مصري في مجال الفيزياء والكيمياء، أصبح في السنوات الأخيرة أشهر من نار على عَلَم بعد فوزه بجائزة نوبل؛ تقديراً لبحوثه في اكتشاف وحدة زمن جديدة متناهية في الصغر اسماها "الفيمتو ثانية"، وفي أول زيارة  له لمصر قام بزيارة مسجد إبراهيم الدسوقي في مسقط رأسه دسوق، وعلى الرغم مما تحمله هذه الزيارة من مخالفات شرعية كبيرة إلا أنها اعتبرت دليلاً على رغبته في إثبات الولاء لنشأته المصرية المسلمة، وأن زيارة الأولياء هي الدليل على حب الإسلام في حدود علمه.

وقد ألَّبَت عليه هذه الزيارة جحافل العلمانيين آنذاك، وشنوا ضده حملة إرهاب فكري، وأنه قد خذلهم، فبينما هم ينتظرون منه أن ينتصر للعلم إذ به ينتصر للدين والخرافة. وطبعاً هم يعنون بالخرافة الدين كله، وليس مجرد خزعبلات الصوفية التي هي جديرة بوصف الخرافة.

وقد استفاد الرجل من التجربة فحرص في زياراته التي تلت تلك الزيارة أن يقتصر برنامجه على زيارة النوادي الاجتماعية، ونحوها تاركاً الدين والعلم كليهما، فلم يقدم للمجتمع أي شيء يذكر في مجال البحث العلمي اللهم إلا تبكيت حال الباحثين المصريين الذين لم يسعدهم الحظ في السفر إلى بلاد العم سام، أنه لا فائدة من أبحاثهم طالما لم تجر تجاربها في معامل بلاد العم سام، فلا يوجد من يرحب بالبحث العلمي في مصر، وإن وجد فلن توجد الإمكانات، وإن وجدت فلن تتاح الفرصة، وإن أتيحت فلن تر الأبحاث النور ما لم تتبناها جامعات أمريكا، وكان في هذا كله مستشهداً بتجربته الشخصية مع البحث العلمي في مصر، والبحث العلمي في أمريكا.

ويبدو أن صاحب نوبل قد مل من دور النصائح السلبية التي يمكن لملايين المصريين أن يجاروه فيها، بل ويفوقونه فيها سخرية وتيئيساً.

ولذلك أراد الرجل أن يقدم نصيحة تليق بحامل جائزة نوبل، فصرح مؤخراً بأن الشعب المصري لن يتقدم إلا إذا أقلع عن عادة أكل الفول الذي يعتبر عند الغرب طعام البهائم.

وبادئ ذي بدء نريد أن نؤكد أنه ليس من لوازم دعوتنا السلفية الحفاظ على الفول بصفته يمثل تراثاً مصرياً مثلاً، وأن دعوتنا تقوم على الرجوع إلى ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في العقيدة والعبادة والمعاملة والسلوك وبالرجوع إلى هذه المصادر.

نعلم أن الأصل في الطعام والشراب هو الإباحة، وبالتالي فلا مانع لدينا من أن يكون طعام الإفطار هو الفول المصري أو الحمص الشامي أو حتى السوسيس الأمريكي شريطة أن يكون من لحم حيوان مباح، وذبح بطريقة شرعية.

ولكننا نود أن نناقش الدكتور زويل الذي من المفترض أنه يمثل قمة البحث العلمي التجريبي المعاصر، هل طبق معايير البحث العلمي قبل أن يتكلم؟ أم أن الآلة الإعلامية للعلمانيين هي التي دفعته إلى أن يتبرأ من أي شبهة انتماء ولو كان عبارة عن حب للطعام الشعبي في بلده؟!

وأول ما يوجه على كلام الدكتور زويل هو أن نسأله: هل أُجْرِيَت له في بلاد العم سام عملية لتغيير دم، وتم سحب آثار فول الحيوانات المصري، وضخ بدلاً منها آثار للهامبورجر الأمريكي وأخواته؟ أم أنه استطاع أن يكمل أبحاثه رغم الإعاقة العقلية إلي يحملها من جراء الفول؟!

ثم هل رجع الدكتور زويل إلى أهل العلم بالنبات والأغذية قبل أن يتكلم، وهو المعظم للأبحاث المعملية؟ أم أنه ردد ما يردده عوام الأمريكيين دون بينة؟!

والظاهر أن الصحيح هو الاحتمال الثاني حيث رد عليه علماء الأغذية بأن الفول المصري المعروف عند الأمريكيين بفول الحصان غذاء شديد الفائدة، ومناسب تماماً لطبيعة الجهاز الهضمي للإنسان، وأن الفول الذي يراه الأمريكيون صالحاً لطعام البشر لا يختلف عن هذا الفول إلا في الشكل فقط.

وأهم من هذا كله أن الدكتور زويل إذ اعتبر أن أهم فرق بيننا وبين القوم في البحث العلمي هو في الطعام، هل درى أن الأمريكيين يشربون الخمر التي حرمها الله -تعالى- وجعلها من الخبائث، وأثبت الطب كثيراً من مضارها؟!

ألم يدرٍ أن الوجبة الشعبية الأولى في أمريكا، والتي تقابل الفول عندنا، حتى إنها تباع في الصباح على عربات متنقلة كعربات الفول عندنا هو السوسيس، الذي يشبه "السجق" الشعبي عندنا، إلا أن السوسيس الأمريكي غالباً ما يكون من لحم الخنزير، وأحسن أحواله أن يكون من لحم بقر غير مذبوح؟!

فهل يدري الدكتور زويل عن الخنزير، وعن أضراره الصحية البالغة؟!

وهل يدري الدكتور زويل عن ضرر الدم المحتبس في الحيوانات التي لا تذبح بالطريقة الشرعية؟!

ثم إن طريقة الدكتور زويل توحي أن التقدم العلمي الأمريكي هو نتاج جهود الأمريكيين الذين لا يأكلون الفول، بينما معظم هؤلاء من المصريين كالدكتور زويل نفسه أو الباكستانيين الذي يأكلون الفول أيضاً أو غيرهم من الجنسيات.

وأما المجال الذي انفرد به الأمريكيون فهو مجال السياسة، وفي هذا المجال عليه أن يتذكر مقولة بوش الأب عن منافسه كلينتون "أن كلبه يفهم في السياسة أحسن منه"، وكان هذا سبباً في اختيار الأمريكيين للأخير لأنهم فيما يبدو لا يحبون من يفهم في أي شيء.

وعندما تولى بوش الابن علمنا لماذا فاخر بوش الابن بفهم كلبه في السياسة، لأنه فيما يبدو لم ينجح في تعليم أحد السياسة إلا كلبه، وأما بوش الابن فيبدو أن مساعديه سوف يحتاجون إلى فترة رئاسة ثالثة لإقناعه أن الجندي الأمريكي لا يحسن القتال في جبال تورا بورا، وأن صدام حسين لم يكن على علاقة بالقاعدة، ومن باب أولى لم يكن عنده أسلحة دمار شامل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية