فضل النصيحة (خطبة
مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
الغرض من الموضوع:
- إحياء هذا الأدب العظيم والأصل الكبير لهذا
الدين، والذي هو من أعظم أوصاف هذه الأمة.
عناصر الخطبة:
1- مكانة النصيحة في دين الله:
- هي عماد الدين وقوامه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ
النَّصِيحَةُ) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ
وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) (رواه مسلم).
- هي أعظم أوصاف المؤمنين وسبب النجاة: قال الله -تعالى-: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنسَانَ
لَفِي خُسْرٍ . إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر).
2- النصيحة أعظم وظيفة:
- كان الأنبياء يبذلون النصيحة لأقوامهم رغم ما
كانوا يلاقونه منهم، فالدعوة والنصيحة وظيفة الأنبياء.
- قال الله -تعالى- عن نبيه نوح -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ
وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (الأعراف:62).
- وقال -تعالى- عن نبيه هود -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ
نَاصِحٌ أَمِينٌ) (الأعراف:68).
- وقال -تعالى- عن نبيه صالح -عليه السلام-: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ
أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ
النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79).
- وقال -تعالى- عن نبيه شعيب -عليه السلام-: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ
أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ
كَافِرِينَ) (الأعراف:93).
- وقال -تعالى- عن نبيه إبراهيم -عليه السلام-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ
يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ
وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (البقرة:132).
3- النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم ناصح
للبشرية:
- ذِكْر بعض المواقف المتنوعة من نصحه لأمته مثل: "نصحه بحسن الخلق، وبر الوالدين، وكثرة الذكر"، وقد شهد له أصحابه
بذلك -رضي الله عنهم- لما سألهم في خطبة حجة الوداع، حيث قال -صلى الله عليه
وسلم-: (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا
بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي،
فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟) قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ
وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى
السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: (اللهُمَّ
اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ. (رواه مسلم).
- وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال:
"بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى إِقَامِ
الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" (متفق عليه).
4- آداب النصيحة:
- أن يبتغي بها وجه الله -تعالى-؛ لقوله -صلى
الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)
(متفق عليه).
- أن تكون بعلم وبصيرة: قال -تعالى-: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا
أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).
- أن تكون بما يناسب الموقف والمسألة: قال -تعالى-: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125).
- وقال -تعالى- لموسى وأخيه: (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:44).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ) (رواه مسلم).
- أن تكون سرًّا إلا من ضرورة: قال مسعر بن كرام -رحمه الله-: "رحم الله مَن أهدى إليَّ عيوبي في سر
بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع" (الآداب الشرعية لابن مفلح).
5- وأخيرًا: أجر الناصح عند الله:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)
(رواه مسلم).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ
أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا) (رواه مسلم).
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com