الخميس، ٢ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٠٩ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

فضل النصيحة (خطبة مقترحة)

فضل النصيحة (خطبة مقترحة)
الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠٠٧ - ١٧:١٨ م
14

فضل النصيحة (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض من الموضوع:

- إحياء هذا الأدب العظيم والأصل الكبير لهذا الدين، والذي هو من أعظم أوصاف هذه الأمة.

عناصر الخطبة:

1- مكانة النصيحة في دين الله:

- هي عماد الدين وقوامه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) (رواه مسلم).

- هي أعظم أوصاف المؤمنين وسبب النجاة: قال الله -تعالى-: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر).

2- النصيحة أعظم وظيفة:

- كان الأنبياء يبذلون النصيحة لأقوامهم رغم ما كانوا يلاقونه منهم، فالدعوة والنصيحة وظيفة الأنبياء.

- قال الله -تعالى- عن نبيه نوح -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (الأعراف:62).

- وقال -تعالى- عن نبيه هود -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) (الأعراف:68).

- وقال -تعالى- عن نبيه صالح -عليه السلام-: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79).

- وقال -تعالى- عن نبيه شعيب -عليه السلام-: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ) (الأعراف:93).

- وقال -تعالى- عن نبيه إبراهيم -عليه السلام-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (البقرة:132).

3- النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم ناصح للبشرية:

- ذِكْر بعض المواقف المتنوعة من نصحه لأمته مثل: "نصحه بحسن الخلق، وبر الوالدين، وكثرة الذكر"، وقد شهد له أصحابه بذلك -رضي الله عنهم- لما سألهم في خطبة حجة الوداع، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟) قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: (اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ. (رواه مسلم).

- وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" (متفق عليه).

4- آداب النصيحة:

- أن يبتغي بها وجه الله -تعالى-؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) (متفق عليه).

- أن تكون بعلم وبصيرة: قال -تعالى-: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).

- أن تكون بما يناسب الموقف والمسألة: قال -تعالى-: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125).

- وقال -تعالى- لموسى وأخيه: (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:44).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ) (رواه مسلم).

- أن تكون سرًّا إلا من ضرورة: قال مسعر بن كرام -رحمه الله-: "رحم الله مَن أهدى إليَّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع" (الآداب الشرعية لابن مفلح).

5- وأخيرًا: أجر الناصح عند الله:

- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ) (رواه مسلم).

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا) (رواه مسلم).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة