الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

كلام لابن عبد البر -رحمه الله- في صفة الضحك

كلام لابن عبد البر -رحمه الله- في صفة الضحك
الاثنين ١٨ يونيو ٢٠٠٧ - ١٣:٥١ م
17

السؤال:

جاء في "التمهيد شرح موطأ مالك" في كتاب "الجهاد" في شرح حديث (يضحك الله -عز وجل- إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فقتل ، ثم يتوب الله على القاتل ، فيقاتل ، فيستشهد)

قال ابن عبد البر رحمه الله:-

وأما قوله: يضحك؛ فمعناه يرحم الله عبده عند ذاك، ويتلقاه بالروح والراحة والرحمة والرأفة. وهذا مجاز مفهوم؛ وقد قال الله -عز وجل- في السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان (رضي الله عنهم). وقال في المجرمين: (فلما آسفونا انتقمنا منهم(

والسؤال الآن:

هل هذا موافق لعقيدة السلف؟ وما هو توجيهكم في ذلك؟

وهل عقيدة ابن عبد البر موافقة لعقيدة السلف الصالح رحم الله -تعالى- ابن عبد البر وكل علماء المسلمين؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

عقيدة السلف في الأسماء والصفات أن نثبت لله -تعالى- ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، والحديث المذكور حديث صحيح، وفيه أثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفة الضحك لله -عز وجل- فالاعتقاد الصحيح أن نثبت لله -تعالى- صفة الضحك، فالله -تعالى- يضحك، ولكن لا كضحكنا، وإنما هو ضحك يليق بجلال الله -تعالى- وعظمته، فإن قيل: كيف يضحك؟ قلنا الله -تعالى- وحده أعلم فهو القائل سبحانه: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طه 110)، أما بخصوص ابن عبد البر فهو من الأئمة الأعلام الذين لهم قدم في الإسلام، ولئن كان زل في مسألة أو أكثر فهذا لا يخرجه عن كونه إماماً يؤخذ من عنده أحسن ما عنده، والله أعلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية