مفاتيح الرزق (خطبة
مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
الغرض من الموضوع:
- معالجة ظاهرة خطيرة في حياة المسلمين "لا
سيما الفقراء"، وهي الشكوى من ضيق الأرزاق مع تركهم فتح أبواب الرزق بالأسباب
الشرعية العظيمة.
مقدمة:
ـ في بيان أن من أعظم أسباب ضيق الأرزاق ارتكاب
المعاصي على المستوي الفردي والجماعي.
- قال الله -تعالى-: (وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
(الشورى:30)، وقال -تعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41).
- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ
اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ)
وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ، وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ) (متفق عليه).
مفاتيح الرزق
1- كثرة الاستغفار والتوبة:
- قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يرسل السَّمَاء عَلَيْكُم
مِّدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) (نوح:10-12)، وقال -تعالى-: (وَيَا
قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء
عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ
تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) (هود:52).
2- إقامة دين الله:
- قال الله -تعالى-: (وَلَوْ
أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ
رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) (المائدة:66).
- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الأَرْضِ، خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ
مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).
3- مداومة المراقبة والتقوى لله -عز وجل-:
- قال الله -تعالى-: (وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)، وقال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ
مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق:2-3).
4- حسن التوكل على الله:
- قال الله تعالى-: (وَمَن
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق:3).
- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ
تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ
بِطَانًا) (رواه أحمد
والترمذي، وصححه الألباني).
5- الإنفاق في سبيل الله:
- قال الله -تعالى-: (وَمَا
أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) (سبأ:39)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ
أُنْفِقْ عَلَيْكَ) (رواه مسلم).
- وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كَانَ أَخَوَانِ
عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ أَحَدُهُمَا
يَأْتِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ،
فَشَكَا المُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وفيه فضل النفقة على طلبة العلم.
6- الإحسان إلى الضعفاء:
ـ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ) (رواه البخاري)، وقال -صلى
الله عليه وسلم-: (ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّمَا
تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
7- الدعاء:
ـ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ
الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
8- الشكر:
ـ قال الله -تعالى-: (لَئِن
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم:7)، وقال -عز وجل-: (كُلُوا
مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ) (سبأ:15).
9- صلة الرحم:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ
لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) (رواه البخاري).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com