الخميس، ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٣٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

كلمة حق في "سيد قطب"

كلمة حق في "سيد قطب"
الاثنين ٠٦ أغسطس ٢٠٠٧ - ١٧:٢١ م
25

السؤال:

ما قول فضيلتكم في كتب سيد قطب؟ حيث إنني سمعت أنه يكفـِّر بني أمية، ويكفر عثمان -رضي الله عنه-، ويصور الثورة التي قامت عليه بأنها قريبة من روح الإسلام، ويَنتقِص من قدر بعض الصحابة، ويقول عن سيدنا موسى -عليه السلام-: إنه نموذج للقائد المندفع العصبي المزاج، وينتقص من قدر الأنبياء ويكفـِّر المجتمع كله، فهل هو كافر؟ وما الموقف الصحيح منه ومن أخطائه، وكيف يعذر فيها بالجهل؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن سيد قطب -رحمه الله- مرَّ في حياته بأدوار مختلفة، وتقلب عدة تقلبات، وقد انعكس ذلك على قلمه، وبالتالي تنوعت كتاباته، وما وقع فيه من خطأ فينبغي تجنبه والحذر منه، وما أصاب فيه أخذ منه، ولا يحكم عليه بالكفر ولا يجوز ذلك، وللإنصاف فللرجل كتابات مفعمة بالحيوية والبلاغة، وله في الظلال تأملات قرآنية رائعة.

وأنصحك أخي السائل بالبحث عما ينفعك، ولا تتشاغل بالحكم على الأشخاص، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.

وأما ما ذكرتَ من تكفيره لبني أمية وعثمان -رضي الله عنه-؛ فهذا ليس بصحيح، وتحميل لكلامه أكثر مما يحتمل، ولا يظهر لي أنه كان يكفر المجتمع كله، ولكن كلمة المجتمع الجاهلي عنده كثيرة الاستعمال قد يُفهم منها ذلك، لكن الظاهر أنه تَجَوَّز في العبارة، وأصَلَّها بعده جماعات التكفير ونسبوها إليه، ومَن عاصره لا يثبت أنه كان يكفـِّر كل المسلمين.

وما ذكره عن موسى -عليه السلام- فهو منكر جدًّا، ولكن كونه ينتقص موسى -صلى الله عليه وسلم- لا يظهر مِن السياق، لكنه لا يدري ما يجوز في حق الأنبياء، وما لا يجوز، وقد قال بعض المفسرين ونقل عن الأنبياء نقولاً هي أشنع من ذلك، ولم يكفرهم أهل العلم.

ولو تأملتَ ما نقله المفسرون في قصة يوسف وفي قصة داود -عليهما السلام- عن أهل الكتاب مقرين له؛ لوجدتَ العجب، فلا يجوز تكفيره وإن كان ما قاله كفر؛ لأنه معذور بالجهل، وبالتأويل؛ لانتشار الجهل في زمنه، وفي مثل حاله، وهذا لا يمنع من الإنكار على ما كتبه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com