الأربعاء، ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

أحاديث الآحاد في العقيدة

أحاديث الآحاد في العقيدة
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠٠٧ - ١٨:٠٦ م
13

السؤال:

أريد من فضيلتك تعليق على هذا الكلام والرجاء من فضيلتك استيفاء المسألة حتى أضعها في احد المنتديات للرد على احد الأعضاء من حزب التحرير يرفض العمل بأحاديث الآحاد في العقيدة.

ونرجو من الله ان تكون الإجابة سريعة.

أحاديث الآحاد أحاديث ظنّيّة الثّبوت، هل تشكُّ في هذا؟ علماء السَّنَد تحقَّقوا جيّدا من الرّواة ولكن تبقى نسبة ولو 0,000001% أنّه ظنّيُّ الثّبوت. وهم يعترفون بذلك. وظنّيُّ الثُّبوت لا يؤخذ به في العقيدة أي الأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بالعقيدة أولم يذُمَّ اللهُ الظّنَّ في العقيدة؟ ألم يقل جلّ جلاله (إن يتَّبعون إلاّ الظّنَّ ولا يُغني الظّنُّ من الحقِّ شيئا)؟ ومعنى هذا الكلام أنّ الأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بالعقيدة وجب فيها أدلّة قطعيّة الدّلالة من القرآن، باعتباره قطعيّ الثّبوت أو أدلّة قطعيّة الثّبوت قطعيّة الدّلالة من السّنّة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

الظن الذي ذمه الله هو الاحتمال والشكوك والظن المرجوح بلا دليل، والقرآن لم يذم اتباع الظن في العقيدة فقط، بل أطلق ذمهم بقوله: (إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ) (النجم:23)، فهل يقول مثل ذلك في العمل إذاً لضاع الدين كله، ولماذا يغني الظن عن الحق شيئاً في العمل دون الاعتقاد، لو كان كما يزعمون أنه المقصود بالآية، ولكنه في الآية الظن المرجوح ومجرد الاحتمال، وتقسيمات المناطقة والمتكلمين لا تلزمنا في حصول الظن بنسبة 99.99999% عند كل عاقل هو يقين ودع عنك سفسطة المتكلمين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى الملوك رسائل مع آحاد، وكانت الرسالة تتضمن الأمور الاعتقادية دون العمل كما في رسالة هرقل، وكان يرسل أصحابه أهل الأقطار المختلفة آحاداً يدعونهم إلى العقيدة أولاً. أرسل معاذاً إلى أهل اليمن فقال: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى أن يوحدوا الله) وهذا أمر اعتقاد، أفيشك عاقل أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يتكلف إرسال من يصح بهم التواتر في تبليغ الأمم والقبائل من أصحابه في أمور الاعتقاد أو العمل، بل كان رسل الآحاد يبلغون الدين كله، وكذلك أسلمت الأمم والقبائل على أيدي الآحاد ولم يتكلفوا البحث عن ذلك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية