السؤال:
يقول أحد المشايخ: إنه لا يجوز طلب الدعاء من المخلوقين، وإن ما ورد من
استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعليه لا
يجوز التوسل في الدعاء بدعاء الرجل الصالح، فما مدى صحة هذا الكلام؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنقول: قد قال النبي
-صلى الله عليه وسلم- في أويس بن عامر القرني -رضي الله عنه-: (إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ،
وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ)
(رواه مسلم)، وهذا من أصرح الأدلة
على مشروعية طلب الدعاء من الصالحين.
ثم نقول: الأصل عدم
الخصوصية، الأصل أن الأنبياء جُعلوا ليُقتدى بهم، فطالما أقر النبي -صلى الله عليه
وسلم- على طلب الدعاء منه فلا دليل على الخصوصية كما ذكرنا؛ لأنه كما يُطلب منه
يُطلب من أتباعه ومَن على سنته -صلى الله عليه وسلم-، وكان الصحابة والسلف -رضي
الله عنهم- يتوسلون بدعاء بعضهم بعضًا؛ فهذا عمر -رضي الله عنه- يقول: "اللَّهُمَّ
إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا
نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا" (رواه البخاري)، ثم أمر العباس -رضي
الله عنه- فدعا، وهو توسل بالدعاء وليس بالذات، وكذلك قال معاوية -رضي الله عنه-:
"اللهم إنا نتوسل إليك بخيارنا"، ثم أمر يزيد بن الأسود أن يقوم فيدعو،
فكانوا يتوسلون بدعاء الصالحين.
فمَنْ بعد أصحاب النبي
-صلى الله عليه وسلم- يؤخذ عنه الفهم في الأدلة؟!
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com