حول المعلوم من الدين بالضرورة

السؤال:

1- هل المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من بلد لأخر؟ مثل الطواف حول القبور يعتبر من المعلوم من الدين بالضرورة في السعودية مثلا، ولا يعتبر كذلك في مصر لتفشى الجهل.

2- هل يشترط إقامة الحجة و ثبوت الشروط وانتفاء الموانع قبل تكفير من ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ مثل شخص ينكر الحجاب وحد الخمر وأشياء أخرى معلومة. فهل يكفر عينا أم لابد أيضا من إقامة الحجة؟

3- إذا كان الجواب بأنه يجب إقامة الحجة، فهل هناك أي فعل أو قول إذا فعله شخص نقول هذا كافر بدون إقامة حجة؟ أم إن الواجب في كل الأحوال أن نبحث في شروط وموانع التكفير؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

1- نعم، يختلف المعلوم من الدين بالضرورة من بلد لآخر حسب انتشار العلم، فإن المعلوم من الدين بالضرورة هو الذي انتشر علمه بين المسلمين حتى علمه العام والخاص والعالم والجاهل، وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فإذا كان في مكان ما لا يعلم المسلمون أمرا من الأمور كما ذكرت مثلا من أن الطواف حول القبور شرك لم يكفر المعين به، وإن كان حكم الطواف حول القبور تعظيماً لصاحب القبر كفراً من جهة النوع في جميع الأحوال.

2- إذا افترضت أن المسالة قد علمت من الدين بالضرورة في واقع هذا الشخص المعين فيكون السؤال متناقضا، فكما ذكرت هو معلوم فكيف تقول هو مجهول؟ فإذا قلنا: هو معلوم من الدين بالضرورة، فقد علمه الخاص والعام ولا يقبل ادعاء الجهل به في مكان ما، ويبقى استيفاء باقي الشروط ، مثل العقل وعدم الجنون والاختيار وعدم الإكراه وعدم التأويل السائغ المعتبر، أما شرط إقامة الحجة - إذا افترضنا أن المسالة هي من المعلوم من الدين بالضرورة في بلد ما وفى زمان ما - فالحجة قد قامت على كل أحد، ولكن الذي يحدد ذلك أهل العلم فتكفير الأشخاص المعينين إنما هو لأهل القضاء الشرعي وأهل العلم المعتبرين.

3- كما ذكرنا أننا إذا افترضنا أن المسألة معلومة من الدين بالضرورة، فالحجة بها قائمة على كل أحد في هذا المكان، لكن كما ذكرنا فباقي الشروط لابد من مراعاتها، فربما كان مجنوناً أو صغيرا لم يبلغ، وربما كان مكرها، وربما قد أخطأ في تلفظه في كلام معين لا يقصده، أو ناسياً لأمر معين وحال نسيانه، أو تكلم بكلام لا يدريه، فإذا استوفيت الشروط وقد ارتكب كفراً كان كافرا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com