السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول كفر النوع والعين

حول كفر النوع والعين
الخميس ٣١ يناير ٢٠٠٨ - ١٤:٥٧ م
13

السؤال:

كثيرا ما أقرأ أو أسمع أنه إذا وقع شخص في عمل أو قول مُكـَفـِّر فإنه لا يكفر بعينه ولكن تكفيره راجع إلى العلماء أو القضاة.

سؤالي: هل هذا عام في كل الأعمال والأقوال والحالات؟

مثلا: إذا كان لي صديق أعرف أنه ليس بمجنون ولا به صرع أو غير ذلك، ثم بدأ هذا الشخص يدعي النبوة أمام كل من يلقاه، فهل أتوقف في تكفيره؟ وإذا رأيت شخصا آخر أعرفه أيضا قد ذهب إلى الكنيسة ثم خرج منها وعلى عنقه صليب وأخبرني بأنه تنصر، فهل أتوقف في تكفيره؟ ما هو الضابط إذن؟ واعتذر عن هذا السؤال والأمثلة، لكنها قضية الحق فيها حسب علمي وسط بين طرفين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

هذا الكلام عام فيما يحتاج إلى استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، ولكن هناك شروط معلوم أنها يمكن العلم باستيفائها لكل أحد، كالصغر.

أما الجنون فربما احتاج إلى طبيب نفسي. أما شرط إقامة الحجة فهو مستوفى في مثل القول الذي ذكرت من ادعاء النبوة أو التصريح بالنصرانية، ويبقى النظر في أمر الإكراه والصغر.

وليس الجهل أو التأويل بعذر فيما ذكرت من أمثلة، لأنها من المعلوم من الدين بالضرورة، فما انتشر علمه بين المسلمين حتى علمه الخاص والعام والعالم والجاهل لا يقبل فيه دعوى الجهل أو التأويل. حتى لو كان فهو جهل ناشئ من الإعراض أو جهل بعاقبة الكفر. وليس هذا بعذر، وإنما الذي يعذر فيه هو الجهل الناشئ عن عدم البلاغ، ولا يتصور مثل هذا فيما ذكرت من أمثلة. ولا يلزم من ذلك أن كل المسائل التي يُكـَفـَّر فيها المخالف تكون واضحة ومنتشرة ومعلومة كالتي ذكرت أمثلتها.

وقد صدقت أن الحق في هذه المسألة وسط بين طرفين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية