السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم حمل زجاجات خمر لشخص خوفًا منه

حكم حمل زجاجات خمر لشخص خوفًا منه
الخميس ٣١ يناير ٢٠٠٨ - ١٤:٥٨ م
9

السؤال:

أنا فتاة أركب المواصلات العامة عند رجوعي من الجامعة، وأثناء ركوبي دخل رجل كبير السن ولم يكن هناك كرسي للجلوس، فوقف بجواري وأنا قاعدة على كرسي، فعابني لأنه رجل كبير السن وأنا قاعدة، ولكني لا أستطيع أن أقعده مكاني وأقف مكانه بسبب التجاوزات التي نعرفها، فأخذت منه شيئًا ثقيلاً كان يحمله، واكتشفت أنهما زجاجتا خمر، وتذكرت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في لعن ساقيها وحاملها في قوله الشريف: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وبكيت على حالي، ولكني لم أرجعها إياه خوفًا مِن أذاه، كما إني لستُ جريئة على فعل ذلك، وأخاف أن أدخل في حكم اللعن. فأفيدوني بارك الله فيكم، هل أنا مذنبة لأني لم أغير منكرًا، بل حملته بيدي؟ وأقسم لك إني لو كنتُ أملك الجرأة الكافية لأوقعت الزجاجتين من يدي لتنكسرا على الأرض. وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأدعو الله أن يثبتك على الحق ويغفر لكِ، ولا شك أنك أذنبتِ حين حملتِ زجاجتي الخمر بعد علمك بذلك، وشارب الخمر أجبن مِن أن يؤذيك في مواصلة عامة، وكان يلزمك إعطاؤه الزجاجتين؛ ولو أدى ذلك إلى النزول مِن المواصلة والبحث عن غيرها، ووطني نفسك على الجرأة اللازمة لعدم المشاركة في المنكر، فالمشكلة في حملك لها وليست فقط في عدم إنكارك، فربما كنتِ معذورة في عدم الإنكار، ولكنك غير معذورة في حمل زجاجات الخمر.

فاستغفري الله وتوبي إليه، ولا تبالي في الله لومة لائم، ووطني نفسك على أن هذا لو تكرر مرة ثانية فلن تحملي الزجاجات، ولا حتى أن تقومي لمثل هذا -ولو كان رجلاً صالحًا-؛ لأن قيامك وسط الرجال ذاهبين راجعين لا يجوز، ولا يجوز للمسلم أو المسلمة أن يجامِل غيره على حساب معصية نفسه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية