الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

التوبة مِن سرقات قديمة

التوبة مِن سرقات قديمة
الخميس ٣١ يناير ٢٠٠٨ - ١٥:٠٠ م
4

السؤال:

أنا شاب عندي 22 سنة، وتعلمت السرقة منذ كنت في العاشرة من عمري، وحصل أن عملتُ في أحد المحلات التجارية وكان صاحب العمل شديد البخل وسيئ المعاملة، فكان العاملون من قبْلي يسرقون ويشجعونني على السرقة، وبعدها تركت العمل دون أن ينكشف أمري، وعملت في شركة تجارية بعد تخرجي من الجامعة فكنت أغير في أرقام الدفتر وأسرق المال، وكنت أذهب أيضًا لشراء بعض البضائع للمحل فكنت أسرق جزءًا من البضاعة وأحيانًا أغش في الميزان مع الزبائن، وكنت أذهب لأشتري الملابس فأغير السعر المكتوب عليها لأدفع أقل من ثمنها، وكنت آكل الحلوى وأتركها دون دفع الثمن.

ورغم ذلك كنت محافظـًا على الصلاة والذكر وقراءة القرآن لوقت قريب، وقد حاولت التوبة كثيرًا، لكن الشيطان يقنعني بأني أكلت حرامًا ولبست حرامًا وشربت حرامًا ولن أستطيع التوبة؛ لذلك أرجو إخباري بالحل في الشرط الرابع للتوبة وهو رد المظالم إلى أهلها، مع العلم أني لا أستطيع مواجهة أحد من أصحاب المظالم خاصة أن بعضهم لي به علاقة طيبة، فهل يجوز أن أتبرع بكل ما يمكنني للفقراء مع العلم أني لا أستطيع حساب قيمة المظالم بالضبط؟ وماذا أفعل فيما كنت أغش فيه من الميزان؟ أرجو إفادتي لأن هذه الذنوب تجرني إلى ذنوب أخرى كالكذب والاستمناء خاصة أني غير متزوج ولا أقدر ماديًّا على الزواج حاليًا. وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعليك أن تتوب إلى الله، واحذر من اليأس فإنه من وسوسة الشيطان، واجتهد جهدك في إرجاع ما تعلمه إلى أصحابه وإن لم يكن بطريقة مباشرة منك، فليكن عن طريق بعض الأصدقاء أو الشيوخ الذين سيوصلون المال إلى أصحابه ويستسمحونهم لشخص ظلمهم ثم تاب -دون أن يذكروا اسمك لهم-، فيكفيك هذا -إن شاء الله-.

ومَن لا تعرفهم أو لا تستطيع الوصول إليهم فتصدق بما ظلمتهم به عنهم بالتقريب والتحري، وكذلك تصدق بما تيسر عن المجهولين كمن كنت تغشهم في الميزان، ومع صدق نيتك فسيقضي الله عنك الدَّيـْن في الدنيا والآخرة.

أما الذنوب الأخرى فامتنع من أسبابها كالفكر في الشهوة، وتب كلما أذنبت، تاب الله علينا وعليك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية