السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل كان "مسيلمة الكذاب" مريض بالفصام؟!

هل كان "مسيلمة الكذاب" مريض بالفصام؟!
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠٠٨ - ٢١:٠٣ م
18

السؤال:

أدرس في كلية الطب، وحاليًا أدرس في قسم الطب النفسي، ويعرض علينا حالات من يدعون الألوهية والرسالة والاعتقاد في أنه المهدي، وغير ذلك من الأمور الخارقة للطبيعة، وبالتأكيد لا تخلو الدورة التدريبية ممن يسمعون الجن والملائكة! وغير ذلك، وقد رأيت بأم عيني بعض هذه الحالات لا يفصلني عنها متر واحد يتكلم بكل اقتناع، وسأسرد هذه الحالة لكم لبيان الصورة:

رجل يقول إنه المهدي الخامس الذي يبشر بالمهدي السادس، وقد جاءه وحي من الله -عز وجل- مع جبريل -عليه السلام- ويسمع صوته ويكلمه، وفي أول نوبات المرض قام هذا الرجل بإلقاء نفسه من فوق أحد الكباري بأمر من جبريل -عليه السلام- الذي كان يختبره ليعطيه الولاية "هذه رواية المريض"، والحمد لله تم إنقاذه وعلاجه بالأدوية النفسية المختلفة "هذه الأدوية تعمل بصورة كيميائية محضة" حتى شفي وظل علي هذه الحالة المتزنة حتى الأشهر الثلاثة الماضية، وعندما توقف عن العلاج بدأت أعراض المرض تظهر مرة أخرى، وهو الآن يتلقي العلاج، ولكن للأسف لا يتحسن.

وحتى لا يقول قائل: إن هذا الرجل عاقل ومدعٍ يسعى إلي الشهرة؛ فإليك هذه المقولة على لسانه: "أنا أنظر إلى الشمس حتى أشحن فأستطيع إسماع من حولي القرآن، تعرفون رياح يوم كذا وكذا من العام الماضي كان سببها أني غضبت من مراقبة الأمن لي!".

مِن هنا يظهر أنه مضطرب التفكير؛ فلو كان سويًّا ما كان ليذكر هذه الأحداث الدالة على جنونه، وهذا المرض يُدعى الفصام في الطب النفسي، ويشفى المريض منه بالعلاج، وأقصد بالشفاء اختفاء هذه الأوهام كلية، بل وإنكارها من قبل المرض ما دام هو منتظم في العلاج، والسؤال:

1- ما هي النظرة الفقهية لمن هم على هذه الشاكلة؟ هل يدخلون في تعريف الجنون ورفع القلم؟

2- ألقى أحد الطلبة شبهة عليَّ، ,هي: هل "مسيلمة الكذاب" مريض بالفصام؛ لذا قال ما قال، وكان قابلاً للشفاء؟! وابنِ على هذا المثل ما شئت.

أرجو الرد على هذه التساؤلات وإحالتي علي أي بحث فصل هذا الموضوع.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيدخل في تعريف الجنون حال وجود هذه الأعراض بلا شك، ويُرفع عنه القلم، وإذا شفي فهو مسئول ومكلَّف.

و"مسيلمة الكذاب" وغيره مِن مدعي النبوة ليسوا مجانين، ولا عندهم فصام، بل هم يعلمون أنهم كاذبون، وباقي تصرفاتهم وحسن تدبيرهم -في الشر طبعًا- لأتباعهم -موتى القلوب-، غرضهم بها الشهرة في الدنيا، وأي طبيب يستطيع التمييز بيْن المريض النفسي والكذاب المدعي.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية