الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم إطلاق لفظة "السحر الحلال" أو "الربا الحلال"

حكم إطلاق لفظة "السحر الحلال" أو "الربا الحلال"
الاثنين ١٤ يوليو ٢٠٠٨ - ١١:٤٩ ص
8

السؤال:

وجدت في أحد المنتديات موضوعًا بعنوان "السحر الحلال" فاعترضت على المسمى، فإذا برابط يرسله لي مدير الموقع خطبة بعنوان "السحر الحلال".

فهل هناك ما يسمى بالسحر الحلال والسحر الحرام، ولقد حرم الله تعالى السحر وحرم الرسول -صلى الله عليه وسلم- السحر، وهذا حديث السبع الموبقات:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ)، قالوا: "يا رسول الله، وما هن؟"، قال: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ) (متفق عليه)، وقد استثنى رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قتل النفس فقط (إِلا بِالْحَقِّ)، فلماذا لم يستثن سحر البيان؟ وعندما يحرم الله ورسوله شيئًا أليس التحريم يكون قولاً ولفظًا؟ وهذا حديث خاص بسحر البيان: قال أبو وائل: خطبنا عمار فأبلغ وأوجز، فلما نزل قلنا: "يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست؟"، قال: "إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا) (رواه مسلم).

فرجاء إفادتنا عن صحة هذا المسمى من عدمه، فغدًا قد يخرج علينا من يقول الربا الحلال والحرام.

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالصحيح أن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا) (متفق عليه) هو في ذم البيان الذي يأخذ بالقلوب والأسماع حتى يجعل الناس يرون الحق باطلاًً والباطل حقًّا، فيفعل فيهم فعل السحر، وعموم الأدلة تقتضي تحريم هذا السحر أيضًا، وإن كان من العلماء من قال في معنى الحديث غير ذلك، وأنه مدح للبيان الذي يشبه السحر في تعريف القلوب، إلا أنه إذا كان في الحق لم يذم، وهذا اجتهاد منهم الصحيح خلافه، ولكن لا ينكر في مثل هذه المسائل إلا ببيان الراجح.

وأما ما استبعدته من الربا الحلال فقد ذكره بعض السلف في تفسير قوله -تعالى-: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (الروم:39)، وفسروها بالهبة التي يُراد بها الإثابة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية