الخميس، ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

أسباب اختلاف الفقهاء

أسباب اختلاف الفقهاء
السبت ٢٦ يوليو ٢٠٠٨ - ١٢:٢٠ م
13

السؤال:

الخلاف الواسع بين العلماء -على اختلاف توجهاتهم- في المسائل الفقهية الشائكة، ما سببه؟

كأن يقول أحدهم بوجوب شيء ما، ويقول الآخر بأنه ليس من الدين في شيء

مثلاً الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- له فتوى في برنامج (نور على الدرب) يقول فيها: "الصفة الكاملة لحجاب المرأة أن تغطي عن الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها جميع بدنها، هذه هي الصفة الكاملة المتفقة على أنها أبعد ما يكون عن الفتنة"، والفتوى على موقعه.

بينما الدكتور يوسف القرضاوي في بحث له بعنوان (النقاب للمرأة) يقر بأن النقاب ليس له أي أفضلية، وأنه من باب الحرية الشخصية، ويقول: "وأفضل للمسلمة المشتغلة بالدعوة ألا تنتقب؛ حتى لا تضع حاجزًا بينها وبين سائر المسلمات، ومصلحة الدعوة هنا أهم من الأخذ بما تراه أحوط".

وقس على ذلك الكثير.

ما سبب هذا الاختلاف الكبير في استنباط الحكم؟ هل هناك خلاف على القواعد الفقهية الذي يرجع إليها العلماء في فهم الأدلة ومعرفة دلالاتها؟

وبما أن كلاً يسوق أدلته بأسلوب علمي، ويرد على شبهات الآخر، ومع جهلي بكثير من التفاصيل الحديثية أو الفقهية؛ لا أستطيع أحيانًا أن أتبين بوضوح الرأي الذي هو حكم الله، فما هي الوسيلة للوصول إلى الحق في تلك المسألة وأمثالها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فللخلاف الفقهي أسباب كثيرة:

1- منها أن بعض العلماء قد تبلغه أحاديث لم تبلغ غيره.

2- ومنها أن تصحيح بعض الأحاديث وتضعيفها يكون محل اختلاف واجتهاد بين العلماء.

3- ومنها أن بعض النصوص يكون محتملاً لوجوه من التفسير، ويختلف العلماء في الراجح منها.

4- ومنها أن التعارض الظاهر بين بعض الأدلة تختلف فيه أنظار العلماء في الجمع بينها.

5- ومنها اختلاف العلماء في بعض الأصول والقواعد التي يكون الاستنباط مبنيًّا عليها.

وغير ذلك كثير، وأنصحك بمراجعة كتاب (الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف) لولي الله الدهلوي، وكتابنا (فقه الخلاف بين المسلمين).

وأما موقفك أنت فطالما أنك لم تصل لدرجة التمييز بين الأقوال فعليك أن تقلد أوثق العلماء في نفسك، فتأخذ بقوله، مع الاستمرار في طلب العلم وكثرة المطالعة لكلام العلماء في الترجيح والمناظرة حتى تصل إلى منزلة طالب العلم المميز الذي يستطيع الترجيح بين العلماء بناء على الأدلة.

وأما المسألة المذكورة عن كلام الدكتور القرضاوي في أن الأفضل عدم لبس النقاب فقول ضعيف جدًّا خلاف أهل العلم، بل إن لبس النقاب بين الوجوب والاستحباب، ولا قائل بأنه خلاف الأولى.

ولبس النقاب فيه مصلحة دعوية وليس حاجزًا بينها وبين سائر الملتزمات، بل هي القدوة لهن، ولابد من إحداث تغيير جذري في المجتمعات، ولو كان الأمر غريبًا في البداية فسرعان ما ينتشر ويُقبل -إن شاء الله-، ثم لو كانت المرأة ترى وجوب النقاب فيلزمها لبسه وليس فقط أخذًا بالأحوط.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية