الأربعاء، ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

موقفنا من مدنيي الكفار

موقفنا من مدنيي الكفار
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠٠٨ - ٢٠:٠٢ م
7

السؤال:

قرأت مقال فضيلتك "بعد ستين سنة من احتلال فلسطين وخمس سنوات من سقوط بغداد.. كم تغيرت المفاهيم!" ولي سؤال على تعليق فضيلتك، فلقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرب مع الروم، وقد عاد من غزوة تبوك، فكان الأنباط من الشام من رعايا الروم يدخلون المدينة بأمان يبيعون الطعام فيها كما في حديث كعب بن مالك: (إِذَا نَبَطِىٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشام مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا جاءني دَفَعَ إِلَىَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ.. ) الحديث. متفق عليه. فهذه كانت (غزوة) ولم يأتي الروم ويحتل أرضنا ويقتل نساءنا مثل الآن، لكن الأمر الآن جهاد دفع خصوصاً بعدما تكالبت علينا الأمم وصارت حرباً عالمية صليبية ضد المسلمين وأيضا كما تعلم سيادتك فإن الجنود الأمريكيون في العراق مثلاً يتغيرون كل فترة ويجيء غيرهم من الأمريكان لتأدية الخدمة العسكرية بالإضافة إلى العصابات المرتزقة وذوي الجنايات وغيرهم ممن يأتي لمحاربتنا فهل هم في حكم المستأمن أيضا؟؟

وما موقفي كمسلم من قول الشيخ: "يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا، مدنيين أو عسكريين.. ".

أرجو إفادتي يا شيخنا الفاضل خصوصاً بعدما كثرت الفتاوى وخاصة في الفضائيات فمقالة الشيخ العلامة احمد شاكر -رحمه الله- أفقدتني الثقة في دعاة كثيرين وصرت كالتائه في الصحراء.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فالاستدلال بأن الروم كانوا حربيين وعصمة الدم والمال إذا ثبتت بعهد الأمان لا تختلف في حالة جهاد الدفع والطلب، ولقد كان المهاجرون يقاتلون كفار قريش جهاد دفع إذ أخرجوهم من ديارهم وأموالهم، ولما صالحهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلح الحديبية التزم عصمة دماءهم وأموالهم حتى نقضوا العهد، والذي جاء بلادنا مقاتلاً محتلاً حربيا لا عصمة له إذ دخل بقوة سلاحه، أما من دخل بلادنا بأمان من مسلم ولو فاسق ولم يدخل بقوة سلاحه وقتاله فهو معصوم الدم والمال.

ولو أن كافراً حربياً قاتل المسلمين واستحق القتل ثم أنه طلب الأمان ودخل بلادنا بالأمان وجب رعاية ذلك؛ فإذا وجد على غير صفة الأمان جاز قتله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرسل مسيلمة الكذاب -وهم مرتدون مثله-: (أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما) رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. فلما دخلوا دار الإسلام بأمان الرسالة عـُصموا، ولما وجدوا على غير هذه الصفة قتلوا، فكذلك من جاءنا محارباً مقاتلاً قتل، ومن دخل دارنا بأمان عـُصم، وقول الشيخ -رحمه الله- كما هو مبيَّن في التعليق محمول على عدم العهد والأمان.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية